اللعبة الكبرى في غرب آسيا
“اللعبة الكبرى في غرب آسيا”، تقرير مركـز الدراسـات الدوليـة والإقليميـة العربي الموجز رقم ١٧ (الدوحة، قطر: مركـز الدراسـات الدوليـة والإقليميـة، ٢٠١٨).
ظهر مصطلح غرب آسيا نحو منتصف القرن الماضي، وجاء جزئياً كاستجابة للمشاعر المعادية للإمبريالية التي صاغت مفهوم “الشرق الأوسط” خلال الفترة الاستعمارية. وبشكل عام، تشير عبارة غرب آسيا إلى الدول العربية المطلة على الخليج العربي، والمشرق العربي، وإيران، وتركيا، ودول جنوب القوقاز المؤلفة من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان. ومن المؤكد أنه يمكن مناقشة منطق تجميع البلدان التي تبدو للوهلة الأولى شديدة التنوع، وأنها لا تتشاطر سوى القليل من القواسم المشتركة. ومع ذلك، فإن تجميع دول غرب آسيا ليس شأناً تعسفياً ولا عقلانياً، بل هو شأن التاريخ والجغرافيا والدبلوماسية والثقافة؛ إذ تشترك دول المنطقة في إرث تاريخي مشترك، بما في ذلك المواجهات مع الإمبراطوريات الروسية والعثمانية، وانتشار الإسلام، وتأثير الاستعمار الأوروبي، وتشكيل دول حديثة ذات حدود إقليمية معقدة وسكان متعددي الإثنيات.