الأسرة في شبه الجزيرة العربية
مثّلت القبيلة تقليدياً أقدم مؤسسة اجتماعية في منطقة الخليج الكبرى (دول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق وإيران)، ولم تنل الأسرة الاعتراف بوصفها الوحدة المجتمعية الأساسية فحسب، بل وكعامل أساسي أيضاً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المستدامة. وتتحدّد العلاقات الاجتماعية في هذه البلاد من خلال الأعراف والقيم الثقافية المستمدة من الثقافة، والتي تقوم عليها التفاعلات الاجتماعية مع أفراد الأسرة وغيرهم من أفراد المجتمع. ولعلّ التطور السريع الذي شهدته دول مجلس التعاون الخليجي (الكويت، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، قطر، المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان) وما زالت تشهده منذ اكتشاف الموارد البترولية، أحدث تغييرات كبيرة في الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التقليدية التي تقوم عليها هذه المجتمعات الخليجية. فيما تأثرت الأسر الخليجية خارج دول مجلس التعاون الخليجي—أي في اليمن والعراق وإيران—بالصراعات السياسيّة، والحروب، والاحتلالات الأجنبيّة، والحروب الأهلية، والثورات. ولقد تمثّل هدف هذه المبادرة البحثية في اكتساب فهم أكبر للتحديات التي تواجه الأسر الخليجية، ودراسة انعكاس قوى التغيير الهيكلية والفكريّة في الحياة اليومية للعوائل والأسر الخليجية.
“الأسرة في شبه الجزيرة العربية”، تقرير مركـز الدراسـات الدوليـة والإقليميـة العربي الموجز رقم ٢٦ (الدوحة، قطر: مركـز الدراسـات الدوليـة والإقليميـة، ٢٠٢٠).