لعنة الموارد” في الخليج”
يشهد قطاع الهيدروكربونات، المعروف تاريخياً بدوراته المتكررة من ارتفاع الأسعار وانخفاضها، ومنذ العام 2014، واحدة من أقسى حالات الهبوط التي لم نشهدها منذ تسعينات القرن الماضي. وتكتسي تداعيات هذا التراجع على الاقتصاديات المعتمدة على النفط والغاز في دول الخليج العربي بأهمّية خا ّصة. ولهذا التأثير تداعيات ليس فقط من حيث الأوضاع الاقتصادية المتغّيرة جّراء انخفاضا لإيرادات وتقلص الميزانيات الوطنية،ولكن أيضاً من حيث احتمال أن يؤدي إلى اضطراب اجتماعي وسياسي. لقد رأى الباحثون منذ فترة طويلة أن الاستقرار الدائم واستمرار الحكم السلطوي في أنحاء الخليج هو على الأرجح ً نتيجة ً للجهود التي تبذلها دول المنطقة لضمان الرفاه المادي والمالي لمواطنيها. بيد أ ّن هذه الظروف إذا شهدت تغيرا جذريا ولم تتمكن الدول من تقديم برامج اجتماعية واسعة، ودفع رواتب ضخمة للقطاع العام، وتوفير مزايا وإعانات واسعة النطاق، فقد يصبح سكان دول الخليج أقل امتثالاً.
“‘لعنة الموارد’ في الخليج،” تقرير مركـز الدراسـات الدوليـة والإقليميـة العربي الموجز رقم ٢٨ (الدوحة، قطر: مركـز الدراسـات الدوليـة والإقليميـة، ٢٠٢٠).