ورشة عمل كيورا: فن الاستماع إلى البيانات ومشاهدتها

aw5y2042.jpg

استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية بتاريخ 10 نوفمبر 2019 ورشة عمل كيورا بعنوان “فن الاستماع إلى البيانات ومشاهدتها: مدخل إلى مناهج البحث النوعية”، قدّمها الدكتور عدي تشاندرا، الأستاذ المساعد في الشؤون الحكومية بجامعة جورجتاون في قطر. عرضت الورشة للمشاركين تحليلاً متعمقًا للمبادئ الأساسية العملية للبحث النوعي ورصد البيانات. حضر الورشة عددٌ من الطلاب المستجدين وطلاب السنة الأخيرة، حيث شاركوا مشاركةً فعالة في المناقشات التي أدارها الدكتور تشاندرا وتفاعلوا مع المواد التي استعرضها، واستفادوا من تنوع وجهات النظر التي أبداها كلٌ منهم حول أهمية البيانات الإحصائية الواقعية في مختلف أشكال البحوث النوعية. وبفضل تمرين بسيط لرصد البيانات مستوحى من علم الإنسان التطبيقي (الإثنوغرافيا) طُلب من الطلاب إنجازه قبل انعقاد الورشة، تمكّن الطلاب من وضع سياق لدور الاستماع إلى البيانات ومشاهدتها على مستوى أولي، وذلك في إطار إجراء البحوث النوعية. وفي سياق المناقشات، قام الطلاب بعقد مقارنة بين المَشاهد والأصوات التي رصدوها في المساحات العامة لمباني الجامعات الأخرى والعناصر السمعية-البصرية في البيئة الاجتماعية بالردهة الرئيسية لجامعة جورجتاون في قطر، واستعرضوا التفاعلات بين المتغيرات المستقلة مثل المناقشات الأكاديمية ونسبة الإناث والذكور المشاركين فيها. 

ناقشت الورشة أساسيات البحوث الكميّة والنوعية، وأكّدت أن لكل منهج مثالبه، فهو يُستخدم حصرًا للإجابة على أسئلة بحثية محددة للغاية. كما سلّطت الورشة الضوءَ على “إغواء التقدير الكمّي” وصعوبة إثبات العلاقة السببية، وليس مجرد إثبات وجود علاقة ترابطية، وضرورة وصف الواقع الاجتماعي بدقة وتمكين المشاركين من تأطير دور مناهج البحث النوعية ضمن الإطار الأوسع لرصد البيانات. كذلك أبرز الدكتور تشاندرا مخاطر البحوث النوعية لجهةِ فشلها في تحديد الاتجاهات الكلّية، ووضع خريطة جيومكانية (جغرافيا مكانية) للبيانات على المستوى الجزئي، ووضع نماذج للأعداد الكبيرة من الحالات أو المتغيرات، أو حتى حل المشكلات الوجودية. وقد تعلّم الطلاب في الورشة أن عليهم استخدام أساليب منهجية متنوعة لتدعيم نسبة اليقين في أطروحاتهم.

من جهة أخرى، ضرب الدكتور تشاندرا مثالاً ببحث الدكتوراه الخاص به والمعنون “دراسة اللوياثان: بناء الدولة والمقاومة في المناطق المهمّشة بالهند الحديثة” (Negotiating Leviathan: State-making and Resistance in the Margins of Modern India)، لسَوق أمثلة تطبيقية عن طريقة عمل البحث النوعي. كما شارك الطلابَ خبراته في التغلب على الصعوبات المتعلقة بالبحث الميداني.

وفي معرض تعليقها على الورشة، قالت سلمى حسبو، زميلة إدارة – كيورا: “لقد أفدتُ جدًا من الاستماع إلى خبرات الدكتور تشاندرا الشخصية في البحوث النوعية لأن غالبية المواد التي ندرسها ذات طبيعة نظرية يجهل معظمُنا كيفية تطبيقها في البحوث العملية. والمثال الذي ساقه من عمله الميداني نجح في ربط جوانب الورشة معًا، وقد وجدته مفيدًا للغاية”.

ناقشت الورشة أيضًا مكامن القلق لدى الطلاب بشأن أهمية وضع تصميم موثوق للبحث والحاجة لأن يكون سؤال البحث سؤالاً مركزًا. وقد سمحت الطبيعة الحوارية للورشة للطلاب بالتفاعل مع الموضوع تفاعلاً كبيرًا، ووضّحت الكثير من الجوانب الغامضة لمناهج البحث الكميّة والنوعية.

حضر الورشةَ 24 مشاركًا، ونال من أنجز منهم بنجاح كافةَ المتطلبات شارةً إلكترونية تشهد بالتحاقهم بورشة كيورا هذه. يجدر بالذكر أن مركز الدراسات الدولية والإقليمية يستضيف ورشة كيورا واحدة في كل فصل دراسي بهدف تشجيع الطلاب على إجراء البحوث، ورفدهم بالمهارات والمعارف العملية التي يحتاجونها لإنتاج بحوث أصيلة، كلٌّ في مجال اختصاصه أو اهتمامه.

مقال بقلم آيرين برومود (دفعة 2021)، زميلة أبحاث كيورا