تطوير الغاز في الخليج: استراتيجية تنمية رشيدة

تطوير الغاز في الخليج: استراتيجية تنمية رشيدة

تلبية لدعوة مركز الدراسات الدولية والإقليمية، ألقى جاستن دارجن، الزميل الباحث في مبادرة دبي في جامعة هارفارد والحاصل على منحة فولبرايت للشرق الأوسط، محاضرة عن “تطوير الغاز في الخليج: استراتيجية تنمية رشيدة” وذلك بتاريخ 11 نوفمبر 2009، أمام أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة جورجتاون في قطر. ركزت المحاضرة على أساسيات الغاز/قطاع الطاقة وكيف تواجه دول مجلس التعاون تحديات الطاقة الحالية.

أكد دارجن أن “منطقة الخليج هي موطن لأكبر احتياطات الغاز الطبيعي التي تبلغ 23% من المجموع العالمي” ونظراً لأن “8% هي معدل الإنتاج العالمي”، فثمة إمكانية كبيرة لاستغلال هذه الاحتياطيات لتسهيل زيادة الإنتاج مستقبلاً. وقال دارجن تأتي قطر في المرتبة الأولى في العالم من حيث تصدير الغاز الطبيعي السائل منذ عام 2006. ولفت إلى أنه “باستثناء قطر، يواجه كل أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي نقصاً في الغاز”. من خلال تطوير قطاع الغاز الطبيعي، فإن برنامج تنمية الصناعة في قطر ينافس مشاريع إنتاج النفط التقليدية لدى جيرانها.

تطوير الغاز في الخليج: استراتيجية تنمية رشيدة من كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر 

شهدت دول الخليج خلال العقود القليلة الماضية ضخاً هائلاً للثروة في اقتصاداتها المحلية. وكان لهذا تأثير كبير على البنية التحتية وعلى سكان الدول وجميع المطالب ذات الصلة التي تتبع هذه التوسعات. حالياً، نشهد “انفجاراً سكانياً” من العمالة الوافدة التي تفوق عدد السكان المحليين و”تشجيع كبير للتصنيع” إلى جانب “الحاجة لمشاريع تحلية مياه البحر” وذلك بسبب نمو دول مجلس التعاون بوتيرة غير مسبوقة، ما أدى إلى الحاجة لمختلف أنواع التنمية للحفاظ على مستقبل البنى التحتية واقتصادات دول مجلس التعاون. يقول دارجن في هذا الصدد: “سوف تكون دول مجلس التعاون بحاجة لزيادة 60 جيجاوات من الطاقة الإضافية بين عامي 2009 و2015 ، وهو ما يمثل 80% من القدرة الحالية”.

من خلال دراسات الحالة لكل دولة من دول الخليج، أشار دارجن كيف أثرت “أزمة الغاز” على الاقتصادات الفردية لهذه الدول. حيث تواجه المملكة العربية السعودية مشاكل نظراً لأن “حصص أوبك الأخيرة قد منعت من توريد كمية إضافية من الغاز للقطاع المحلي، وبالتالي زيادة الاعتماد على الوقود السائل”، وأشار دارجن إلى أنه “لن يكون هناك ما يكفي من غاز لتلبية زيادة الطلب” في كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان.

أشار دارجن إلى التداعيات التي تتمثل بالانخفاض الشديد في الأسعار المحلية للغاز والكهرباء، الأمر الذي “يشوه قرارات الاستثمار والاستهلاك. وهذا يقلل من فائدة التجارة الإقليمية لصالح تصدير الغاز الطبيعي السائل للعالم”. وأضاف تتمثل “العقبة الرئيسية بين الموردين الإقليميين، إيران وقطر، والمستهلكين الإقليميين، الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بقضايا التسعير”.

اختتم دارجن محاضرته بسرد توقعات مستقبلية لقطاع الطاقة في دول مجلس التعاون، قائلاً إن العديد من المشاريع الطموحة قد وضعت في مرحلة البداية، لاستغلال الموارد الطبيعية و”لتحفيز الإنتاج المحلي”. تشمل بعض هذه المبادرات تأسيس مرافق إنتاج غاز محلية والاستثمار في خطط الطاقة المتجددة والبديلة مثل “الخطة النووية لدول مجلس التعاون، ومبادرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومبادرة مصدر”.

دارجن متخصص في القانون الدولي وقانون الطاقة، وله العديد من المؤلفات في شؤون الطاقة. تخصص دارجن في تجارة الكربون، وسوق النفط والغاز العالمي، والإطار القانوني الذي يحيط قطاع الطاقة في منطقة الخليج، والجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.

يذكر أن دارجن هو مؤلف كتاب “مشروع دولفين: تطور مبادرة الغاز في الخليج” (مطبوعات OIES يناير 2008)، وكتاب بعنوان أحلام الصحراء: السعي للتكامل الخليجي من الثورة العربية إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية (من الإصدارات القريبة في عام 2010).

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.