مركز الدراسات الدولية والإقليمية يطلق كتاباً عن الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
أقام مركز الدراسات الدولية والإقليمية يوم 19 يناير من عام 2015 حفل إطلاق وتوقيع الكتاب الصادر حديثاً حول الأمن الغذائي في الشرق الأوسط (منشورات جامعة أوكسفورد، 2014) وهو من تحرير زهرة بابار، مدير البحث المساعد في مركز الدراسات الدولية والإقليمية، وسوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية. وقدّمت الحفل شيلي فورد، مديرة محل بيع الكتب في كلية الشؤون الدولية في قطر.
يقدم الكتاب دراسات تجريبية ميدانية في لبنان والأردن وفلسطين ومصر واليمن ودول الخليج وإيران، بتركيز خاص على تأثُّر هذه الدول بأحداث الاحتجاجات العربية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إثر الأزمة الاقتصادية العالمية عامي 2007 و2008. ومن الموضوعات الأساسية التي يتناولها الكتاب، صعود وأفول أنظمة غذائية متنوعة، والزراعة الحَضَرية، وشراء الأراضي الزراعية في أماكن أخرى من العالم، واستراتيجيات الاكتفاء الغذائي الذاتي، وشبكات التوزيع، وأنساق استهلاك الغذاء، وتحولات التغذية والرعاية الصحية. وتمثل فصول الكتاب، في مجملها، مساهمة أصيلة لمجالات العلوم السياسية، وعلم الاقتصاد، والدراسات الزراعية، وسياسات الرعاية الصحية؛ وتعكس الحاجة المُلحَّة لطرح هذا الموضوع للنقاش العام.
في هذا الصدد، قالت زهرة بابار، مُحرِّرة الكتاب والكاتبة المساهمة فيه: «يتفق الجميع على أن الوصول إلى الغذاء هو أحد حقوق الإنسان الأساسية. ولكن واقع الحال أن الغذاء بات مُسيَّساً. بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس الرعاية الصحية أو التعليم أو الإسكان، أصبح الشأن الغذائي مسألة ذات أبعاد أمنية».
وتابعت بالقول: «على عكس مناطق معينة من الدول النامية، لا تُعرف منطقة الشرق الأوسط بأنها مهددة بمجاعات خطيرة. إلا أنها من أقل المناطق اكتفاءً ذاتياً في العالم لأسباب واضحة، كشُحّ المياه، إلى جانب أسباب أقل وضوحاً، كالإصلاح الزراعي الذي ترك أثراً سلبياً على الاكتفاء. وفي دول الخليج، على وجه الخصوص، تجاوزت الهجرات سرعة تحقيق الاكتفاء الغذائي، ومن المُرجَّح أن يبقى الأمر على هذه الصورة، ما يعني أن الأمر أكثر تعقيداً بكثير مما يتخيل البعض».
كما ساهم د. مهران كمرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية، في الكتاب. وقال: «نأمل أن يضع هذا الكتاب أساساً لفهم حجم مشكلات الأمن الغذائي، ما سيفيد الدارسين والباحثين والعاملين في الحقل وصُنَّاع السياسات. لم يسبق أن كُتِب تفحُّص مُعمَّق للمشكلات الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالسيادة الغذائية، وتوفر الإمداد الغذائي وأمنه في الشرق الأوسط، وهذا الكتاب أداة قيِّمة في فهم بعض هذه الأسئلة بالغة الأهمية».
وتقول سوزي ميرغاني، المشاركة في تحرير الكتاب، أن مجمل العمل في هذا الكتاب يعكس أسلوباً جديداً في الأمن الغذائي. «تتحول مشكلات الأمن الغذائي من نموذج يهيمن عليه الاقتصاد، حيث يتركز النقاش على مشكلات الاقتصاد الكلي المتعلقة بالتنمية عالمياً، إلى نموذج تتزايد فيه فاعلية العوامل الاجتماعية-السياسية في النظر إلى الغذاء وتصوُّر قيمته وتوزيعه بوصفه حقّاً من حقوق الإنسان، لا قوّة من قوى السوق. يشكّل هذا الكتاب محاولة لدراسة هذا التحول».
وقال د. جوليان أ. لامبييتي من البنك الدولي: «هذا الكتاب نظرة جديدة على التحديات والفرص المرتبطة بالأمن الغذائي والتي تواجهها منطقة الشرق الأوسط. والمعالجة التي يحويها الكتاب لموضوعات متنوعة من التجارة إلى الاكتفاء الذاتي، ومن التغذية إلى ثورة السوبرماركت والعادات الغذائية الجديدة، تجعل من هذا الكتاب فريداً».
وقد نتجت فصول هذا الكتاب، الذي نشرته جامعة أكسفورد وسي هيرست وشركاه، عن مبادرة بحث أُطلِقت برعاية مركز الدراسات الدولية والإقليمية، ويتضمن مساهمات من 25 خبيراً غذائياً من أهم الجامعات حول العالم.