من الدوحة الى بلفاست: رحلة تعليمية لجامعة جورجتاون قطر تركز على حل النزاع في إيرلندا الشمالية
من أجل دراسة محاولات السلام ومعالجة ما يطلق عليه البعض حتى الآن “اضطرابات”، توجه ثمانية عشر طالباً وطالبة من جامعة جورجتاون قطر مؤخراً إلى بلفاست، حيث قاموا بدراسة ما شهدته جهود المصالحة السياسية في إيرلندا الشمالية من نجاح في بعض الجوانب وفشل في جوانب أخرى.
وقد تم تنظيم هذه الرحلة إلى بلفاست لأغراض تعليمية ضمن برنامج مناطق الصراع ومناطق السلام في جامعة جورجتاون قطر، حيث تعين على الطلبة المشاركين دراسة وتقييم الجهود التي بذلتها جماعات مختلفة لتوظيف الألعاب الرياضية والفنون والثقافة كأدوات للتوصل إلى تفاهمات وحلول مرضية للجميع.
قبل ستة عشر عاماً، تم التفاهم بموجب اتفاقية الجمعة العظيمة على أن يتم استخدام الوسائل الديمقراطية والسلمية حصرياً لحل القضايا السياسية. وقد منحت هذه الرحلة لطلاب جورجتاون فرصة التعرف عن قرب على القضايا التي ما زالت عالقة ولم يتم حلها حتى الآن، وتكوين فهم أفضل للجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في المجتمع لمعالجة تلك القضايا.
وخلال الرحلة التي استمرت ثمانية أيام، التقى الطلبة مع العديد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك “مشروع أطفال أيرلندا الشمالية” The Northern Ireland Children’s Enterprise و”مشروع الشفاء من خلال التذكر” Healing Through Remembering و”منظمة لاعبو السلام الدولية” PeacePlayers International، وعدد من المؤرخين والأساتذة والفنانين والكتاب المسرحيين وممثلي المجتمع المدني من أجل التوصل إلى صورة أوضح وأشمل للمشهد الحالي في تلك المنطقة.
وقالت الطالبة ديما وهبه (دفعة 2015): على الرغم من وجود انقسامات مجتمعية معقدة في إيرلندا الشمالية، فقد وجدته مجتمعاً حضارياً منفتحاً. وقد كان التفاعل مع الأطفال في المراكز المجتمعية، مثل منظمة لاعبو السلام الدولية” أمراً مؤثراً لأن الشباب هم أمل المستقبل لإيرلندا الشمالية من حيث الاستقرار السياسي والمجتمعي”.
وعلقت شينا مارتينيز، مدير دعم الطلاب في جامعة جورجتاون: “في حين ينظر البعض إلى عملية السلام في إيرلندا الشمالية على أنها قصة نجاح، لا يزال هناك عدد كبير من القضايا التي لم تحل بعد في المجتمع الذي ما زال منقسماً إلى حد كبير. لقد أتاح السفر إلى أيرلندا الشمالية للطلبة فرصة التعرف على القضايا التي لا تزال قائمة وكذلك اكتساب فهم أفضل للجهود التي تبذلها الحكومة وقادة المجتمع المحلي والمنظمات المحلية لبناء جسور التفاهم بين مختلف الأطراف”.
وبالإضافة إلى شينا مارتينيز، ساعدت كاثرين كينج المديرة المساعدة لتنمية الطلاب على تنظيم هذه الرحلة. كما ساعد الدكتور دومينيك برايان من جامعة كوينز بلفاست في الإجابة على أسئلة واستفسارات الطلبة.
وقد شهد برنامج “مناطق الصراع، مناطق السلام” تنظيم العديد من الرحلات خلال السنوات الأخيرة كوسيلة لتعزيز العلاقات التي تم تأسيسها في البلدان التي تمت زيارتها من قبل والمحافظة عليها، وهذا يتيح للطلبة الاطلاع على التغيرات التي حدثت على مر السنين. ففي عام 2014، يزور المشاركون في البرنامج نفس البلدان التي سافر إليها طلبة البرنامج في عام 2011.