“مستقبل مشرق بانتظار ليبيا
أقام مركز الدراسات الدولية والإقليمية في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر مؤخراً ندوة تحدث فيها الدكتور فريدريك ويري، وهو باحث أول ضمن برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.وقد ألقى الدكتور فريدريك محاضرة بعنوان “مقاربة في وقت الحرب : تداعيات ليبيا ومستقبل سوريا”، حيث ناقش الأحداث التي أدت إلى الصراع في ليبيا وتشابهها مع الوضع في سوريا وقد قال في أثناء محاضرته :” إن السيناريو الليبي كما أصبح يسمى فريد من عدة نواح، فمن جهة لم يكن هنالك تدخل عسكري أرضي إذ اتفقت قوات التحالف على توجيه ضربات جوية فقط، ومن جهة أخرى فقد كان التدخل جماعياً بشكل أكبر حيث عملت القوات مع الثوار لتحقيق أفضلية على القوات الحكومية.”قام الدكتور ويري بعدة زيارات إلى ليبيا منذ الإطاحة بالحكومة والتقى بالعديد من قيادات الثوار والمقاتلين ولمس إجماعاً حول أن الثورة في ليبيا جاءت على يد الثوار والشهداء وأن دور حلف الناتو كان مقتصراً على دعم قضيتهم. أما فيما يخص الوضع في سوريا فقد قال الدكتور ويري :” كان هنالك إجماع دولي فيما يختص بالتدخل في ليبيا وهو ما لا نراه بخصوص الصراع في سوريا، بالإضافة إلى أننا شهدنا انشقاقات أسرع وأكبر عن الحزب الحاكم في ليبيا مما نشهده في سوريا.”كما نوه الباحث والكاتب الدكتور ويري بالدور الذي لعبه الموقع الجغرافي في تسريع نتيجة الحرب في ليبيا، بينما موقع سوريا الجغرافي في المنطقة لا يجعل من تدخل الناتو الخيار الأفضل بالضرورة.يركز الدكتور ويري في أبحاثه على الإصلاح السياسي والمواضيع الأمنية في دول الخليج العربي وليبيا بالإضافة إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وقد شغل قبل انضمامه إلى كارنيغي منصب محلل سياسات أول في مؤسسة راند حيث قام في العام 2008 بترأس فريق استشاري استراتيجي من مؤسسة راند في بغداد للتركيز على التحديات المتصاعدة التي تواجه القوات متعددة الجنسيات في العراق.واختتم الدكتور ويري بالقول: “أنا متفائل للغاية بمستقبل ليبيا، وبالرغم من المشاكل التي تواجهها حالياً إلا أن النتيجة النهائية ستكون إيجابية للغاية وتصب في صالح الدولة الليبية والمنطقة بأسرها.”