سلمان شيخ مدير مركز بروكنجز الدوحة في حوار حول الأوضاع في ليبيا والمجتمع الدولي
استضافت اليوم كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون بقطر سلمان شيخ مدير مركز “بروكنجز الدوحة” والزميل في مركز “سابان” لسياسات الشرق الأوسط ، لحضور حوار نقاشي مُقام على مأدبة غداء تحت رعاية مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية.وتمت دعوة شيخ سلمان ، للتحدث في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون بقطر في الفعالية الأولى للسنة الدراسية 2011-2012 التي يقيمها مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية. وقد تحدث سلمان شيخ عن الدور الذي لعبه المجتمع الدولي في ليبيا أثناء الثورة والفرص القائمة لمزيد من المشاركة من جانب الأسرة الدولية في المستقبل.يقول سلمان شيخ: “تُقدِّم الأحداث في ليبيا عدداً من الدروس المهمة للمجتمع الدولي بالنسبة للعالم العربي الذي يشهد العديد من التغيرات” ، منوها الى ان هذه الدروس أبرزت لنا أهمية التحرك مع الشرعية الدولية، والتي لم تُتبع أصول إنفاذها على نحو مُرضٍ في العراق، كما تسهم أيضاً في تقديم الذرائع التي تسوغ التدخل الدولي في الأوقات التي تستعمل فيها القوة المفرطة وتُرتكب خلالها انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان من قِبل أي نظام حاكم. ولقد ساعدتنا القضية الليبية على إدراك أن السيادة الوطنية ليست ملكاً للحكومة فحسب، بل هي ملك الشعب أيضاً”.وقد أُقيمت الفعالية في قاعة مؤتمرات مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية، حيث حضرها أكثر من 40 فرداً من مجتمع جورجتاون لمناقشة آخر تحليلات شيخ حول الوضع في ليبيا.وفي عرضه التقديمي بعنوان “ليبيا والمجتمع الدولي: استشراف آفاق المستقبل”، استعرض شيخ الدور الذي لعبه المجتمع الدولي في ليبيا منذ شهر فبراير الماضي وناقش المجالات التي يمكن أن تستفيد ليبيا فيها من المساعدات الدولية في المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد بعد الثورة.وقد بدأ شيخ محاضرته باستعراض التواريخ الرئيسة في الثورة الليبية وفي التدخل الدولي في ليبيا على مدار الأشهر الماضية، مناقشاً الأدوار التي لعبها الناتو والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عموماً، وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية على وجه الخصوص. وفي معرض نقاشه للعوامل المختلفة التي اضافت فعالية على التدخل الدولي في ليبيا، ألمح شيخ إلى الآثار المحتملة لهذا التدخل على الموقف في سوريا. كما ناقش أيضاً الفرص المحلية والإقليمية للمساعدات الدولية في ليبيا، بما في ذلك المساعدات في مجال الأمن وتسريح القوات الموالية للنظام السابق، وعملية الوفاق، والتحول الدستوري، والعدالة الانتقالية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والدبلوماسية الوقائية على المستوى الإقليمي.ويردف شيخ قائلاً “إن مستقبل ليبيا أكثر تفاؤلاً من مستقبل بلدان أخرى. ويحدوني أمل وطيد أن يتمكن المجلس الوطني الانتقالي من العمل وفق جدول زمني محدد لنرى تحولاً حقيقياً في ليبيا نحو نظام سياسي بديل مستدام وقابل للتطبيق”.ومن بين الموضوعات الأخرى التي تغطيها المحاضرة ، ما يتعلق بأساليب تعامل روسيا والصين مع الموقف في ليبيا والاهتمامات الدولية المعنية بتصاعد التطرف الإسلامي فيما بات يطلق عليه اصطلاحاً “الربيع العربي”.أما الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية والذي أدار النقاش فقد تقدم بالشكر والتقدير إلى سلمان شيخ ، قائلاً: “شكراً جزيلاً على انضمامك اليوم لنا، فقد طرحت علينا الكثير من الموضوعات التي تدعو للتأمل والتفكير. ونتطلع لمشاركتك بمزيد من الرؤى من الآن فصاعداً”.يركز سلمان شيخ على قضايا الوساطة وحل الصراعات التي تواجه الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وقد شغل سابقًا مناصب في الأمم المتحدة وفي مكتب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في قطر. حيث عمل كمدير لشؤون السياسات والأبحاث. كذلك كان يتقلد منصب الممثل الخاص لمشروع حقائق المسلمين والغرب في أوروبا.ويستضيف مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية التابع لجامعة جورجتاون مجموعة من الخبراء الإقليمين والدوليين، وقد تضمنت قائمة المحاضرين السابقين كلاً من مراسل أخبار الشرق الأوسط البارز روبرت فيسك والمؤلف طوماس إل فريدمان الحاصل على جائزة بوليتزر. وهذه المحاضرات مخصصة لزيادة الوعي بالقضايا الدولية المرتبطة بالمنطقة ككل.ومن المعروف أن مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية في قطر من المعاهد البحثية المرموقة التي تكرس جهودها للدراسات الأكاديمية المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية. كما يرعى المركز عدداً من المنتديات في معظم فترات السنة لتسهيل الحوار وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد كبير من القضايا، بهدف إشراك طلاب الجامعة والمواطنين في هذا الحراك الفكري وإثراء معلوماتهم وثقافاتهم حيال الأحداث الجارية.