جورجتاون على خطى النمو في قطر
مما لا شك فيه أن قطر انتهجت مساراً طموحاً للتنمية المحلية. ففي حين تستمر الاستعدادات على قدم وساق لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، فإن نمو فرص العمل والتوقعات الاقتصادية تشير إلى أن الدولة ستواصل تحقيق معدلات نمو مضاعفة وقوية في الناتج المحلي الإجمالي. وقد كان لمؤسسة قطر، التي أنشأت سنة 1995، دور فاعل في تحقيق العديد من الإنجازات اللافتة للبلاد على من خلال البرامج والمشاريع المخصصة لدعم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.وشملت هذه الاستراتيجية الوطنية، المكرسة لضمان الانتقال من اقتصاد الطاقة إلى اقتصاد المعرفة المتنوع، استثمارات كبرى في المدينة التعليمية – وهو ما تجلى من خلال ما يزيد على 14 كيلومتراً مربعاً من المباني والمنشآت ذات الهندسة المعمارية الرائعة مع توفير المزيد من الفرص الأكاديمية الواعدة التي تتوفر للقطريين والمقيمين وسكان المنطقة بشكل عام.وفي حين شهدت فروع الجامعات العالمية الكبرى التي تحتضنها المدينة التعليمية تخريج العديد من الدفعات الطلابية، فإن بعضاً من تلك المؤسسات الأعضاء نفسها تمر حالياً بمراحل تحول خاصة بها. فجامعة جورجتاون قطر باشرت بالفعل توسيع برامجها مع الإعلان عن عدد كبير من المدرسين المعينين حديثاً، وإطلاق تخصصات جديدة وتقديم شهادة جديدة في مجال الإعلام والسياسة بالشراكة مع جامعة نورث وسترن في قطر.يقول غيرد نونيمان، عميد كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر: “تحرص جورجتاون على أن تضع بين يدي الطلبة في قطر خبرتها العريقة التي تمتد لما يزيد عن قرنين من الزمن في مجال التميز التدريسي والبحثي في الشؤون الدولية والعلوم الاجتماعية والإنسانية، وذلك بهدف المساعدة في بناء قادة قادرين على إحداث فرق حقيقي في مجتمعاتهم والمنطقة والعالم، والمساهمة في إثراء المخزون المعرفي والثقافي على أعلى المستويات. ويأتي التوسع الحالي في هيئة التدريس بكلية الشؤون الدولية، إلى جانب تقديم الشهادة الفرعية الجديدة في مجال الإعلام والسياسة، كخطوة هامة لجامعتنا حيث سيتيح لنا المساهمة على نحو أوسع في تحقيق رؤية قطر الوطنية”.
ويضيف: “إن هذا النمو ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة لجورجتاون وطلابنا ودولة قطر عموماً. ففي ظل النمو الذي تشهده قطر، يجد خريجونا فرصاً ممتازة للعمل هنا في الدوحة. وبالمقابل، فإن الاستثمار في تعليم الشباب سيدعم بصورة مباشرة أهداف تنمية رأس المال البشري المدرجة في رؤية قطر. وكذلك الحال بالنسبة لتوسيع أبحاثنا المعترف بها عالمياً، والتي تركز في الجزء الأكبر منها على مسائل تصب بشكل مباشر في الشأن المحلي والإقليمي. وهذا سيمكننا من المضي قدماً مع ضمان أن يواكب نمونا الأكاديمي احتياجات ومصالح هذه المنطقة النابضة بالحياة. وإننا نتطلع إلى مواصلة التوسع في برامجنا، سواء بمفردنا أو بالتعاون مع الآخرين”.وسيشهد العام الدراسي المقبل التحاق ما مجموعه 248 طالباً جرى تسجيلهم في برنامج البكالوريوس التي يستمر أربع سنوات، وهم يمثلون 46 دولة، حيث يشكل القطريون ما يقرب من ثلث الجسم الطلابي. وتوفر كلية الشؤون الدولية درجة بكالوريوس العلوم في السياسة الدولية، والاقتصاد الدولي، والثقافة والسياسة، والتاريخ الدولي.ويوضح الدكتور دانيل ستول، مدير مساعد للشؤون الأكاديمية، أن هذا التوسع الكبير في برامج الكلية وهيئتها التدريسية، يشكل دفعة قوية لمنهاج الكلية الذي يركز على الشؤون الخارجية.ويضيف: “نحن في جورجتاون ملتزمون كلياً بالحفاظ على مكانتنا كواحدة من أبرز المؤسسات المتخصصة في دراسة الشؤون الدولية في العالم، ولا شك أن انضمام خمسة عشر من كبار الأكاديميين، بالإضافة إلى تقديم البرامج الجديدة، سيمكننا من تهئية طلابنا وتزويدهم بالمعرفة اللازمة للدخول بقوة إلى سوق العمل الذي يشهد منافسة شديدة ومتزايدة”.وبموجب التوسع الأخير، سيشهد حرم كلية الشؤون الدولية في المدينة التعليمية انضمام 15 أكاديمياً بارزاً كمدرسين ضمن العديد من التخصصات، بما في ذلك الاقتصاد، واللسانيات التطبيقية، واللغة الإنجليزية، والأدب العالمي، واللغة العربية، والآداب والثقافة.