غاري واسرمان في محاضرة عن دور جماعات الضغط في السياسة الخارجية الأمريكية
دعيت مجموعة من الطلاب والضيوف من مركز الدراسات الدولية والإقليمية بتاريخ 11 فبراير 2008 لحضور محاضرة لغاري واسرمان أستاذ الشؤون الحكومية في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر. تناولت محاضرة واسرمان، التي قدمت ضمن سلسلة الحوارات الشهرية لمركز الدراسات الدولية والإقليمية، مسألة “الديمقراطية والسياسة الخارجية الأميركية: هل تقوم مجموعات الاهتمام بالمساعدة أم الإعاقة؟“
قال واسرمان إن السماح لمجموعات الاهتمام بالضغط يساعد على انفتاح العملية السياسة الامريكية الخارجية شديدة المركزية والتي تهيمن عليها السلطة التنفيذية، وقد أطلق واسرمان على هذه الهيمنة التنفيذية اسم “الرئاسة”. يمكن تصور الرئاسة من خلال العديد من التجارب في ظل إدارة بوش. وقد استشهد واسرمان بأمثلة من اللغة الرئاسية على غرار خطاب القوات المسلحة، والزيادة في عدد الوثائق السرية في ظل إدارة بوش.
يزعم واسرمان أن استخدام الوثائق السرية يحد من ضلوع الأجانب في العملية السياسية، ويقلل من الجدل السياسي والمساءلة التنفيذية. علاوة على ذلك، يتم استخدام هذه الوثائق المصنفة بشكل انتقائي كوسيلة لتحقيق غاية ما، كما حدث عند تراكم الحجج والذرائع عند شن الحرب على العراق. وتعتبر العقوبات الحكومية ضد الأصوات المعارضة مثالا آخر على “الرئاسة”، كحالة مجموعتين من مجموعات الضغط الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة اللتين تم مؤخراً محاكمتهما بتهمة الحصول على معلومات سرية.
وفقاً لواسرمان، أضاف المناخ التالي لأحداث 11/9 قوة للتوجه نحو ممارسات “الرئاسة”، ومع ذلك، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ومع الانتخابات الرئاسية الجديدة القادمة، يعتبر هذا التوجه هو البداية لتقويضنا من قبل الآخرين، مثل العولمة. فمن خلال العولمة ارتقت مجموعات نفوذ جديدة ومختلفة، وقد أدى هذا التوسع في المجال السياسي إلى جعل السياسة الخارجية الأميركية أكثر واقعية إلى حد ما.
توقع واسرمان بعدئذ سؤالاً متوقعاً من قبل الجمهور، فانطلاقاً من الصورة السلبية واسعة النطاق لمجموعات الاهتمام وجماعات الضغط: هل يعد إشراك أطراف أكثر في السياسة الخارجية أمراً مرغوب فيه؟ عندها أشار واسرمان إلى ألكسس دي توكفل، الذي لفت في منتصف القرن التاسع عشر إلى العلاقة غير المستقرة في الولايات المتحدة بين السياسة الخارجية والديمقراطية.
تقليدياً، ينظر إلى هذين الكيانين على أنهما خصمان، وعلق واسرمان: ومع ذلك فإن السياسة الخارجية تنتج غالباً من التنازلات البيروقراطية، وأن السياسة الخارجية تصور بطريقة تبدو أكثر تماسكاً مما هي عليه في الواقع، وبالحديث عن عامل الشعب يرجع واسرمان إلى أعمال بنجامين بيج الذي صور الشعب بأنه متماسك، وأكد أنه لا ينبغي استبعادهم من عملية صنع القرار السياسي. ثم قدم بيج اقتراحات لهذه المشكلة في صميم هذه المسألة، أي كيفية تفعيل الديمقراطية للعمل مع السياسة الخارجية.
أدت مشكلة “عامل الشعب” في المجتمع الأمريكي حالياً إلى زيادة الاهتمام من قبل الخبراء في كافة المجالات، وبالنسبة للسياسة الخارجية فجماعات الضغط هي التي تضم الخبراء بهذا المجال، بالتالي بإمكان جماعات الضغط العمل على انفتاح السياسة الخارجية والتقليل من ممارسات “الرئاسة”.
اتخذ واسرمان موقفاً معاكساً للصورة النمطية السلبية التقليدية التي تحيط بجماعات الضغط، وأضاف فارقاً بسيطاً لصورتها التقليدية، حيث نبه واسرمان جمهوره إلى إمكانات جماعات الضغط كمساهمين في صنع السياسة الخارجية في الدولة الديمقراطية، أكثر منها مجموعات آخذة أنانية في هذه العملية.
أعد الملخص من قبل كاترين فانبي، طالبة الدكتوراه في جامعة جورجتاون، والعاملة في سفارة بلجيكا في الدوحة.