المسألة النووية في الشرق الأوسط: وجهات نظر إقليمية
عقد مركز الدراسات الدولية والإقليمية يوم 7 نوفمبر 2010 اجتماعا لمجموعة العمل لمناقشة وجهات النظر الإقليمية ذات الصلة بالمبادرة البحثية القائمة حول “لمسألة النووية في الشرق الأوسط” التي بدأها مركز الدراسات الدولية والإقليمية في مايو 2010، وقد وضع هذا المشروع لدراسة مخاوف الانتشار النووي المرتبطة مع أهداف دول مجلس التعاون الخليجي بشأن إنشاء محطات الطاقة النووية في المنطقة، و يسعى مركز الدراسات الدولية والإقليمية لتوفير فرصة لدراسة هذا الموضوع من خلال الفحص الدقيق للقضايا السياسية والاقتصادية المتعلقة به.
قُسِم الاجتماع وفقا لمواضيعه الرئيسية والتي تضمنت 1) الأمن الإقليمي و السيطرة والحد من الأسلحة؛ 2) برامج الطاقة النووية للاستخدامات المدنية؛ 3) برنامج إسرائيل النووي والأمن في الشرق الأوسط. و4) وجهات النظر الإقليمية حول برنامج إيران للطاقة النووية.
بدأ المشاركون باستعراض للمناخ الأمني في جميع أنحاء المنطقة، وأشاروا إلى أن تعقيد الحد من التسلح والتسليح في المنطقة يتطلب مزيدا من الدراسة المتعمقة، ففي كثير من الحالات، نجد أن لبلدان الشرق الأوسط تحالفات إستراتيجية مع مختلف دول العالم، وهذا ما ينتج شبكات سياسية معقدة. أوضح المشاركون أن حالة الأمن في الشرق الأوسط هي حالة فريدة من نوعها، وعلى الرغم أنها تتأثر دائما بشدة بالنفوذ الأجنبي، فإن العديد من بلدان المنطقة اتخذت قرارات إستراتيجية تاريخية خالف نصائح الحلفاء الأجانب، ففي الماضي، كان برنامج التسليح العراقي مرتبطا ارتباط وثيقا بالدول الغربية كإجراء مؤقت ضد جمهورية إيران الإسلامية، بينما كان للعراق دوافعه المستقلة الخاصة والتي دفعته لإطلاق برامج نووية سرية متعددة.
علاوة على ذلك فقد أشاروا إلى تصور التهديد، موضحين أنه “شبه إقليمي” وأن بلدان الشرق الأوسط أكثر قلقا تجاه البرامج الأمنية لجيرانها، وليست دول المنطقة التي تقع فيها، فعلى سبيل المثال، فإن اهتمام المغرب بطموحات إيران وإسرائيل النووية أقل من اهتمام ليبيا بذلك، لذا فإن تصورات التهديد تقوم على الموقع الجغرافي والقرب من المخاطر الأمنية، وهما الأساس الذي يحرك السياسات الأمنية الإقليمية. كذلك فقد تناول المشاركون أيضا قوة الطموحات النووية في مواجهة التهديدات الإرهابية غير التقليدية.
وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي تبذلها القوى الغربية المبذولة، فإن العديد من بلدان الشرق الأوسط نادت بحقها مواصلة طموحاتها النووية، وكثير منها ليس لديها القدرة اللازمة والبنية التحتية والقدرات التكنولوجية. وقد اختارت دول مثل دول مجلس التعاون الخليجي إتباع استراتيجيات اقتصادية رشيدة سعت من خللها إلى إبرام تعاقدات مع الشركات الآسيوية لبناء منشآتها النووية، بدلا من الاعتماد على خبرة حلفائهم الغربيين، وقد أدت قوة اللوبي الإسرائيلي إلى عدم تشجيع انخراط الولايات المتحدة في هذه المبادرات الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وقد أوضح المشاركون أنه غالبا ما يعتبر التهديد لمنسوب إلى إيران واحدا من الدوافع الرئيسية وراء الطموحات النووية لدول مجلس التعاون الخليجي، ورغم أن هذا التهديد حقيقي، إلا أن هناك العديد من العوامل المؤثرة الأخرى، فقضايا مثل استهلاك الطاقة، والاستقرار الاقتصادي، وتغير المناخ، واستنزاف الموارد الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي لها أهمية بالغة بالنسبة لوجود طموحات الطاقة النووية، وبالإضافة إلى هذه المسائل العملية، فإن اعتبارات الهيبة، وبناء الصورة هي أيضا من الدوافع الرئيسية لاقتناء الطاقة النووية في المنطقة.
في الختام، رأى المشاركون أن أسعار النفط والغاز هي التي تسببت في حدوث “نهضة نووية” في الشرق الأوسط،، ويستند هذا الاهتمام بالبرامج النووية في هذه الحالة على الطاقة النووية بدلا من التركيز على دورة الوقود وإمكانيات التخصيب لصنع أسلحة.
- السير الذاتية للمشاركين
- الجدول الزمني للاجتماع
المشاركون في مجموعة العمل:
- مصطفى العاني، مركز الخليج للأبحاث
- صالح المانع، جامعة الملك سعود
- زهرة بابار، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- كاي هنريك بارث، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- جون ت. كريست، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- نبيل فهمي، الجامعة الأمريكية في القاهرة.
- رياض قهوجي، مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري( INEGMA)
- مهران كامروا، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- سوزي ميرغاني، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- عدنان شهاب الدين، مستشار وعضو اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية بالكويت (KNNEC).
- ديبرا شوشان، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- عبد الله طوقان، مركز التحليل الاستراتيجي وتقييم المخاطر العالمية (SAGRA)
مقال بقلم: سوزي ميرغاني، منسق منشورات مركز الدراسات الدولية والإقليمية