الحقائق الجيوسياسية الجديدة لمنطقة الخليج
تلبية للدعوة التي تلقاها خالد المعينة، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، فقد حضر إلى مركز الدراسات الدولية والإقليمية لتقديم حلقة نقاش حول “الحقائق الجيوسياسية الجديدة لمنطقة الخليج” وذلك بتاريخ 22 مارس 2011. أوضح المعينة العلاقة بين دول الخليج وأمريكا والطريقة التي تدير كل منها سياساتها الخارجية. يقول المعينة: “يرتكز الهدف الرئيسي من العلاقات الخليجية الأمريكية إلى العلاقات السعودية الأمريكية، التي تشبه الزواج المختل” فبقدر حالة الانسجام بين البلدين، نجد أن وجهات نظرهما تختلف كلياً عندما يتعلق الأمر بقضايا معينة، مثل الوضع في فلسطين.
لاستذكار تاريخ “العلاقات السعودية الأمريكية” تحديداً، أوضح المعينة أن هذا التحالف “قد نشأ بداية على أساس اقتصادي مع ظهور صناعة النفط”، ثم نما إلى علاقة مبنية على أساس القضايا العسكرية والأمنية على مدار عقود. شهدت هذه العلاقة استقراراً ملحوظاً حتى أحداث 11 سبتمبر 2001، حين تغيرت طبيعة العلاقة بشكل جذري، على الصعيدين السياسي والاجتماعي. يقول المعينة: “لعبت وسائل الإعلام دوراً في حشد الناس ضد المملكة العربية السعودية”، وخلق الانقسام بين أمريكا والعالم الإسلامي. ويضيف: كان الوضع في الواقع سيئاً للغاية، لدرجة أن مكتبه كمحرر للأخبار العربية قد تلقى العديد من رسائل الكراهية من قراء غربيين يتهمون السعودية بالتورط في الفظائع التي حدثت.
تمتعت المملكة العربية السعودية دوناً عن بقية دول الخليج بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة. على الرغم من أن هذه العلاقة تعني أن المملكة العربية السعودية تتمتع بمكانة سياسية وإقليمية ودولية قوية، فللسبب نفسه، عانت السعودية من سخرية بلدان أخرى في العالم العربي كانت ترى في هذه العلاقة تطوراً سلبياً وتضارباً في المصالح. بصرف النظر عن ذلك، أدرك السعوديون أن التحدي الرئيسي بالنسبة لهم يكمن في الحفاظ على علاقة متبادلة المنفعة مع أكبر عدد ممكن من الدول. الأمر الذي لن يكون ممكناً دوماً، بحسب المعنية، “تعرضنا في [المملكة العربية السعودية] لمحاولات ضغط متكررة من قبل الولايات المتحدة لاتخاذ مواقف سلبية للغاية بل وعدائية أيضاً من إيران”.
في الختام، قال المعينة أن تغير علاقة السعودية بالولايات المتحدة أمر لا مفر منه. “لا شك أن قبول إملاءات السياسة الأمريكية بالنسبة للسعوديين ودول الخليج هو أمر ضار”. وعلى الرغم من أن العلاقة قد فترت في السنوات الأخيرة، إلا أن المعينة لا يزال يأمل بمستقبل يقوم على أساس الشفافية والاحترام المتبادل، كما أوضح قائلاً “سوف يحقق التقارب العربي – الأمريكي منافع عظيمة للعالم”. لاسيما في ضوء التغيرات السياسية الزلزالية الجارية حالياً في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فضلاً عن أن قوة التحركات الشعبية والمدنية قد أعطت الحكومات الإقليمية والدولية درساً لإعادة تقييم سياساتها الخارجية بالنظر فيها داخلياً بداية وإدراك تطلعات شعوبها.
شغل خالد المعينة مجموعة واسعة من الوظائف في وسائل الإعلام السعودية ومنها منصب الرئيس التنفيذي لإحدى شركات العلاقات العامة ومذيع الأخبار في التلفزيون السعودي ومضيف برنامج حواري وإعلامي في الإذاعة وصحافي. وبوصفه رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، الصحيفة الأوسع انتشاراً كصحيفة صادرة بالإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط، قاد المعينة الصحيفة خلال أزمة الخليج، وكان رائد إعادة الصحف للعمل في الكويت بعد تحريرها.
المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.