مستقبل اليورو في الميزان

مستقبل اليورو في الميزان

ألقى إبراهيم عويس، الأستاذ الفخري في علم الاقتصاد بجامعة جورجتاون، محاضرة أثناء الغداء بتاريخ 10 فبراير 2011 حول “مستقبل اليورو في الميزان”. يذكر أن عويس هو أحد الأعضاء المؤسسين لمركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورجتاون، كما كان قد أمضى أربع سنوات في هيئة تدريس كلية الشؤون الدولية في قطر.

استندت محاضرة عويس إلى السؤال الآتي: “ما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل اليورو؟” واستكشف عويس الطرق التي شكل اليورو من خلالها وسيواصل تشكيل اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي. على الرغم من أن منطقة اليورو هي منطقة اقتصادية كبيرة في العالم، يتجاوز عدد سكانها مجتمعة نظيره في الولايات المتحدة، فإن عمليات الإنقاذ الأخيرة التي قامت بها ألمانيا لصالح ايرلندا واليونان قد برهنت على ضعف خطير في استراتيجية المنطقة. يقول عويس: “يعتمد مستقبل مشروع الوحدة الأوروبية على دعم المعيشة، في حين تمسك ألمانيا بزمام الأمور”. وبالفعل، ونظراً “لتمتع ألمانيا بالاقتصاد الوحيد السليم في أوروبا، فإما أن تصبح كل الديون السيادية في أوروبا ديناً عاماً ألمانيا، وإلا فسوف ينهار اليورو”.

اعتمدت العديد من دول منطقة اليورو اليورو كعملة قانونية وحيدة، في حين فضل البعض الآخر مثل المملكة المتحدة، الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، دون اعتماد اليورو كعملة لها. “تقع مسؤولية السياسة النقدية في منطقة اليورو على عاتق البنك المركزي الأوروبي، على الرغم من عدم وجود تمثيل مشترك أو حكام مشتركين أو سياسة مالية لاتحاد العملة”. ينبغي أن يؤسس لتعاون بين هذه العناصر “لتيسير تقلبات دورة الأعمال على نحو سلس” ما يمثل نقطة ضعف رئيسية بخصوص اليورو. يقول عويس: “مع ذلك، فإننا نشهد شيئاً من التعاون بين مجموعة اليورو، ما يمكن من اتخاذ بعض القرارات السياسية بشأن اليورو ومنطقة اليورو”.

قبل البدء بأسئلة الحضور، اختتم عويس محاضرته بالقول إنه بصرف النظر عن سلبيات اقتصادات منطقة اليورو، سوف يبقى اليورو إحدى أهم العملات في العالم. وعند سؤاله فيما إذا كان من الممكن أن تقوم دول منطقة اليورو بالتخلي عنه والعودة لاعتماد عملاتها السابقة، أجاب عويس أنه على الرغم من أن ذلك يظل احتمالاً قائماً، إلا أنه لا يرجحه. أخيراً، أشار عويس إلى أنه لا يتوقع انهيار اليورو ما دامت ألمانيا متمسكة به ولا تفكر بالعودة إلى المارك الألماني.

بوصفه مستشاراً اقتصادياً دولياً، عمل عويس لصالح عدة حكومات وشركات متعددة الجنسيات، وقام بتأليف أكثر من خمسين منشوراً علمياً بما فيها: فوائض البترودولار، والحضارة العربية، والاقتصاد السياسي في مصر المعاصرة.

 

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.