مركز الدراسات الدولية والإقليمية يعرض فيلماً لسوزي ميرغاني
قامت السيدة سوزي ميرغاني مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بتاريخ 15 يناير 2015 بإدارة حلقة نقاش وعرض لفيلمها القصير “حلم هند“. تلا العرض نقاش مع المؤلف والمخرج وأعضاء آخرين من فريق عمل الفيلم، بمن فيهم طلاب جامعة جورجتاون في قطر: أثناسيوس سارديليس، ورزان الحميدي، وهيا الرميحي. تم عرض فيلم “حلم هند” للمرة الأولى خلال مهرجان أبوظبي السينمائي 2014. كما تم عرضه كجزء من قسم “صنع في قطر” خلال مهرجان أجيال السينمائي 2014 الذي أقامته مؤسسة الدوحة للأفلام، وقد حاز حينها جائزة “الرؤية الفنية وشاعرية النص“.
تحدثت ميرغاني عن الخطوط العريضة في الفيلم وكيف عكس تاريخ وحداثة وفولكلور دولة قطر. يصور الفيلم فتاة بدوية وحيدة وهي تجول في مشهد صحراوي قبل اكتشاف النفط والغاز، الاكتشاف الذي حول قطر في نهاية المطاف إلى واحدة من أغنى دول العالم. فقبل بضعة عقود فقط، عاشت في قطر قبائل بدوية خبِرت ظروفاً معاشية قاسية في الصحراء المفتوحة خلال سعيها الحثيث في البحث عن الغذاء ومصادر المياه. ولم يتم استغلال الثروة الطبيعية في البلاد بشكل كامل حتى نهاية القرن العشرين، ما حوّلها إلى ثروة اقتصادية هائلة انعكست في المشهد الحضري في واحد من أسرع مشاريع الحداثة والمدنية التي شهدها العالم. وكان لعملية التعديل السريعة لأنماط الحياة التقليدية أثر واضح على أولئك الذين ما زالوا يذكرون البساطة والعزلة المقترنتين بالوجود في الصحراء.
يعرض الفيلم مشاهد طبيعية متداخلة بين الحلم والواقع، فلدى هند رؤيا مستقبلية كما يخبرنا العراف/الجني: وهو عنصر متعارف عليه في الحكايات الخيالية العربية. ودون أن تدري، تمتطي هند صهوة عالمين مختلفين جذرياً – قديم وحديث وواقع وحلم – على أعتاب القرن الجديد والعالم المتغير. وتحت سطح الصحراء القاحلة في الواقع الذي تحياه هند، تختمر مادة سميكة سوداء في لاوعيها – لتصعد إلى سطح حلمها، تماماً كما يفور النفط في حقول الغاز حولها.
عادة ما تُعرّف التغيرات الهائلة في البنية التحتية التي تجري في منطقة الخليج بمدى تأثيرها على القوة الاقتصادية والجيوسياسية، ويتم التعامل معها من خلال مصطلحات “رسمية” سواء من قبل المؤسسات الأكاديمية أو وسائل الإعلام. ونادراً ما يتم التعامل مع هذه التحولات المجتمعية من خلال الأثر النفسي الذي تحدثه التغيرات الحضرية والمجتمعية الحاصلة في الصحراء على الفرد. ولاستكشاف هذه التأثيرات النفسية، يصور الفيلم المفاهيم السائلة لـ “الوقت” و”اللاوعي”، وكيف يمكن لتحولات كهذه أن تؤدي إلى إحداث أثر دائم – ولعله يكون واضحاً – على طرق التفكير.
يتألف فريق إنتاج الفيلم من هيا الرميحي، ودعاء عثمان، وسوزي ميرغاني، ورودني إكس شاركي، وجوليتا ميرغاني. أما الممثلون الرئيسيون فهم أسلي ألتينيسيك وأثناسيوس سارديليس، كما ترجمت قصائد الفيلم إلى العربية من قبل هيا الرميحي وألقيت بصوت رزان الحميدي. وساعد في إنتاج الفيلم أروى السنوسي، وسلمان أحد خان، وبدر رحيمة.
يتم عرض الفيلم أيضاً في مهرجان الأفلام العلمية في أبوظبي بتاريخ 20 فبراير 2015.