كارول لانكستر في محاضرة عن نتائج وعواقب الانتخابات النصفية الأمريكية

كارول لانكستر في محاضرة عن نتائج وعواقب الانتخابات النصفية الأمريكية

ألقت كارول لانكستر عميد كلية إدموند أ. والش للشؤون الدولية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجتاون، محاضرة أمام أعضاء هيئة التدريس في جورجتاون ودبلوماسيين مقيمين في قطر بتاريخ 14 نوفمبر 2010 حول موضوع “نتائج وعواقب الانتخابات النصفية الأمريكية”.

تقول لانكستر: “كان من المتوقع أن تكون الانتخابات النصفية نكسة لأوباما وأن يحدث تغيير في الكونغرس”. وقد كانت هذه التوقعات صحيحة إلى حد ما من حيث أن “تغير الحزب في مجلس النواب كان دراماتيكياً”، لكن على الرغم من أن “الديمقراطيين سوف يسيطرون على مجلس الشيوخ، إلا أن سيطرتهم لن تكون مطلقة، لأنه لتمرير أي شيء في مجلس الشيوخ الأمريكي لا بد من الحصول على ستين صوتاً”.

شرحت لانكستر العناصر المتنوعة المكونة لهيكلية حكومة الولايات المتحدة قائلة: “بإمكان الكونغرس منع الرئيس من القيام بأي شيء تقريباً يتطلب تصويتاً في الكونغرس ]…[ في الوقت الراهن، يملك الجمهوريون أصواتاً في مجلس النواب تمكنهم من حجب التشريع، وبالمثل، يمكن لأوباما حجب تشريع الكونغرس لأنه يتمتع بحق النقض، الذي اعتبرته لانكستر بمثابة “وصفة لطريق مسدود”.

تقول لانكستر إن إحدى القضايا الرئيسية التي سوف تتأثر بعد الإنتخابات النصفية هي حجم وتوزيع الميزانية الفدرالية. “إما أن الجمهوريون سيسمحون بتمرير الميزانية، وهذا يعني أنهم يتجهون لتقديم تنازلات بشأن العديد من القضايا لأنهم قاموا باقتطاع كل ما يريدونه، أو أنهم لن يسمحوا بتمريرها، وفي هذه الحالة، أعتقد أنهم سيتلقون اللوم لإعاقة الحياة واقتصاد الولايات المتحدة. “إذا توصل الجمهوريون إلى صيغة تفاهم مع الإدارة بشأن تمرير الميزانية، فإن الجناح اليميني سوف يصبح جزءاً مما انتقدوه في محاولتهم لإنجاح انتخابهم  – “ثمة الكثير من التجاذبات في واشنطن”.

أما الاختبار الثاني، بحسب لانكستر، فسوف يكون رفع سقف الدين الفدرالي. “إذا لم تقم برفع سقف الدين الفدرالي، ولم تتمكن الحكومة الفدرالية من الاقتراض، فإنها لن تتمكن من دفع فواتيرها. وعندها سوف نفلس”. في هذه الحالة “إذا قام الأعضاء الجمهوريون الجدد في الكونغرس، لا سيما اليمينيون المتطرفون، إضافة لكل ما سبق، بفرض القيود على رفع معدل الاقتراض والإنفاق الفدرالي، فسوف يتوجب عليهم منع رفع سقف الدين للاقتراض الفدرالي. وإذا لم يصوتوا لذلك، فسوف يتحملوا مسؤولية ما يمكن أن يشكل كارثة اقتصادية.

فيما يتعلق بمستقبل السياسة الخارجية الأمريكية المتأثرة بالجمهوريين، قالت لانكستر: “أعتقد بأننا سوف نشهده سياسة أمريكية خارجية أكثر عدوانية، في تمكن الكونغرس من التصرف كما يريد، وأعتقد بأن الأشخاص الذين سيتولون مناصب رئيسية – أو بعضهم على الأقل – سيكونون أكثر عداء لإيران وكوريا الشمالية وأكثر دعماً لإسرائيل.

علاوة على ذلك، فقد تكهنت لانكستر بالطريقة التي سيتم بها استخدام نتائج الانتخابات النصفية للتأثير على انتخابات عام 2012. “قد يقرر الجمهوريون أن هذه ستكون البداية الحقيقية لانتخابات الرئاسة عام 2012 وأنهم سيناورون سياسياً لمنح أنفسهم فرصة أفضل للرئاسة”. بهذه الحالة، سوف يتوجب على الديمقراطيين القيام ببعض التغييرات الجادة على طريقة عملهم، لأن “أوباما، خلال العامين الماضيين، كان قد ترك تعريف بعض القضايا للمعارضة – مشروع قانون الرعاية الصحية – التحفيز الاقتصادي، إلخ”. وأضافت: إذا استمر في ترك هذه القضايا للجمهوريين عبر وسائل الإعلام وغيرها من المنتديات العامة، فسوف يواجه الرئيس وقتاً عصيباً للفوز بولاية رئاسية ثانية.

في الختام قالت لانكستر إنه في كل دورة من الانتخابات الرئاسية، يتم التصويت لصالح وضد كلا الحزبين، وذلك بسبب الانقسام الواضح للجسد الانتخابي الأمريكي. وأضافت “هذا لا يعني أنهم يصوتون لشيء ما، بل إنهم يصوتون ضد شيء ما، وهذه ليست طريقة مستقرة للحكم”. ثمة نوعان من الفلسفة الأساسية المتناقضة إلى حد كبير وهي تمثل أساس نموذج الولايات المتحدة. تقول لانكستر إنه “منذ بداية الجمهورية الأمريكية، تملك سياساتنا دافع تحرري قوي جداً”، لكن “منذ أن بدأت فترة الكساد تشكل لدينا دافع ’اجتماعي ديمقراطي’ شعرنا معه براحة أكبر مع معالجة الحكومة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية”. ثمة توترات بين هذين التقليدين يتم تطبيقه والتفاوض عليه خلال كل عام تجري فيه الانتخابات.

  المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.