سيمور هيرش في محاضرة عن السياسات الخارجية لأوباما وبوش

سيمور هيرش في محاضرة عن السياسات الخارجية لأوباما وبوش

قام سيمور هيرش الفائز بجائزة بوليتزر للتحقيق الصحفي والكاتب في قضايا الأمن القومي لصالح مجلة نيويوركر بإلقاء محاضرة في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بعنوان: “السياسات الخارجية لأوباما/بوش: لماذا لا يمكن لأمريكا أن تتغير؟” وذلك بتاريخ 17 يناير 2011، وبحضور 800 شخص من مجتمع الدوحة.

استعرض هيرش كل شيء بدءاً من فيتنام مروراً بالعراق إلى إيران وصولاً إلى كامل منطقة الشرق الأوسط، وقام بتحليل السياسة الخارجية الأمريكية الحالية والقضايا المتعلقة بالاستخبارات العسكرية والأمن الوطني والصحافة. وتشمل كتبه الأكثر مبيعاً: ثمن القوة: كيسنجر في البيت الأبيض في عهد نيكسون، والجانب المظلم من كاميلوت، ومؤخراً، سلسلة أوامر: الطريق من 9/11 إلى أبو غريب.

يعكف هيرش حالياً على الانتهاء من كتابه الجديد الذي يقول فيه أن مشاعر الخوف والانتقام التي برزت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر2001، قد مهدت الطريق لمجموعة من المحافظين الجدد للسيطرة على البيت الأبيض مع ما يحملوه من أيديولوجيات وسياسات معادية للإسلام. يرى هيرش أن الغزو الأمريكي للعراق قد قدم إلى الجمهور، على الصعيدين المحلي والدولي، كحملة صليبية. وقد افترضت إدارة تشيني/بوش أن أعمالهم سوف تلقى دعم الأغلبية نظراً لنبل القضية. وأضاف: “ثمة مقدار هائل من المشاعر المعادية للمسلمين في المجتمع العسكري”. “إنها حرب صليبية، بالمعنى الحرفي للكلمة”. أوضح هيرش أن هذه السياسة لم تزعجه بقدر انزعاجه من سهولة تنفيذها. لم يتم اعتبار أي من الضوابط والتوازنات نظراً لرضوخ الجمهور وتواطئ الصحافة ومشاركتها في رواية “الحرب العالمية على الإرهاب” دون التشكيك في الدوافع الكامنة وراءها.

قال هيرش: لم تصدر إدارة أوباما أي تحسينات كبيرة على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع حربي العراق وأفغانستان. ومنذ عام 2003، كانت الحرب على العراق معركة خاسرة أسفرت عن “حرب استنزاف”. بالمثل، فقد كانت الحرب الأمريكية على أفغانستان فاشلة كمثيلتها الروسية في الثمانينيات. يقول هيرش: “في الحقيقة أنا لا أعرف أي ضابط مهم أو عامل خاص أو مدني شارك في الحرب ولديه ثقة بما يجري فيها. لن نسود في أفغانستان “.

على الرغم من اختلاف خطاب أوباما كثيراً عن خطاب بوش، فإن سياساتهما ما تزال متوافقة إلى حد كبير. حيث تواصل الطائرات دون طيار قصفها لأهداف في أفغانستان سواء أكانت أهدافاً مشروعة أو مدنيين دون أدنى تمييز. على الرغم من أن أوباما يدرك مقدار الضرر الحاصل، إلا أنه لم يسعى لتغيير النظام القائم أو فعل أي شيء لإيقافه.

عندما يتعلق الأمر بمواطنين أمريكيين محتجزين في دول مثل إيران، “فإننا نشكو بمرارة في أمريكا الافتقار إلى القدرة على الاستئناف وعدم وجود نظام قانوني جيد، لكن، كم من الناس ما يزالوا قابعين في غياهب غوانتانامو، ويعانون بعيداً؟” سوف يستمر تطبيق هذه المعايير المزدوجة وسوف تواصل إعطاء نتائج عكسية تماماً. وأضاف هيرش: “إن الحقيقة هي إن لم يكن هؤلاء منتسبين لتنظيم القاعدة عندما ألقينا القبض عليهم، ومعظمهم لم يكونوا، وكما يعرف العديد منكم فقد مضى على وجودهم في السجن سبع أو ثماني أو تسع سنوات دون أي جلسات استماع أو أي حقوق. “إن التمرد ينتشر ويزداد عنفاً، كما أصبحت الانتهازية والأعمال اللاأخلاقية سمات مميزة للحكم الأمريكي لفترة طويلة. وقال: “امتلكنا في أعقاب الحرب العالمية الثانية برنامجاً سرياً لإحضار بعض العلماء الألمان الذين شكلوا قيمة مضافة لبرامجنا الصاروخية وبرامج الطاقة لإبعادهم عن النازية.

كان ثمة أمل بأن الكثير من الأضرار التي حدثت في عهد بوش لن تبقى على حالها عند تنصيب الإدارة الجديدة، إلا أن هيرش يرى، أن لا شيء يذكر قد تغير في السياسة الخارجية الأمريكية منذ تولي أوباما منصبه. فقد استمر القيام بتصرفات عديدة مشكوك فيها أخلاقياً مثل التعذيب، واستخدام السجون السرية، والاغتيالات، وعمليات الترحيل الاستثنائية.

أعرب هيرش عن خيبة أمله في عدم قدرة أوباما على التعلم من أخطاء إدارة بوش. وقال: “نحن في أمريكا نحارب التاريخ […] وإلا لماذا نرتكب الخطأ نفسه دوماً؟” واختتم هيرش حديثه قائلاً: “أشعر بالذهول والذعر لأن هذا الرئيس لم يفعل ما قال أنه سيقوم به”.

وكان هيرش قد دعي في وقت سابق إلى حرم جامعة جورجتاون للحديث بشكل غير رسمي مع أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب.

 

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.