زلماي خليل زاد في محاضرة حول أمريكا والشرق الأوسط: التحديات والفرص المستقبلية

زلماي خليل زاد في محاضرة حول أمريكا والشرق الأوسط: التحديات والفرص المستقبلية

قام مركز الدراسات الدولية والإقليمية بدعوة زلماي خليل زاد ليحاضر حول “أمريكا والشرق الأوسط: التحديات والفرص المستقبلية” بتاريخ 13 ديسمبر 2010 في الدوحة، قطر. شغل خليل زاد منصب الممثل الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة (2007 – 2009)، والسفير الأمريكي في العراق (2005 – 2007)، والسفير الأمريكي في أفغانستان (2003 – 2005).

تحدث السفير عن العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط ضمن سياقين مختلفين. وقال إن الأول “هو الإطار الفكري حول الشرق الأوسط في أعقاب أحداث 9/11 التي شكلت نقطة فاصلة في التاريخ الأمريكي من حيث النهج الذي اختطته تجاه هذا الجزء من العالم” والثاني هو “التحول إلى نهج جديد، أظن أنه ما يزال قيد التشكيل”. وقال إن كلمة تحول تعني “الاستمرارية والتغيير” للسياسات الحالية التي تضبطها الولايات المتحدة في إطار التحول إلى النظام العالمي.

عرف خليل زاد الشرق الأوسط الكبير بأنه يمتد من باكستان شرقاً إلى المغرب غرباً وقال إنه لفهم العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، لا بد أن نبدأ بمراقبة الآثار التي خلفتها أحداث 11 سبتمبر 2001. وأشار السفير إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة دولة غير متجانسة وتتكون من العديد من الأيديولوجيات والمدارس الفكرية، إلا أن “أحداث 9/11 قد أثرت بشكل كبير على التفكير الأمريكي – على التفكير الأمريكي الرسمي”.

يرى خليل زاد أن التغير الكبير الذي حدث هو “أن أحداث 9/11 قد دفعت الولايات المتحدة للتفكير في هذه المنطقة الواسعة سياسياً وجغرافياً”، وأنها أحدثت تأثيراً حقيقياً ودائماً على الأمن القومي والدولي. وأضاف أن للتحديات التي تمر بها هذه المنطقة القدرة على أن يتردد صداها حول العالم. وفي العالم الموحد الحالي، تخلف المشاكل الإقليمية نتائج على المجتمع الدولي بأسره. أضاف خليل زاد: “في البيئة التي أعقبت أحداث 9/11، أصبح التوجه نحو منطقة قد تكون أكثر سلاماً مع نفسها ومع العالم يمثل اتجاها قوياً في مناقشات ومذاهب السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

صنف خليل زاد المغامرة التي قامت بها الولايات المتحدة في العراق ضمن هذا الإطار قائلاً: “أعتقد أن العراق وعلى الرغم من أنه لا يزال في مرحلة انتقالية صعبة إلا أنه في وضع أفضل مما كان عليه في بعض الأوقات في الماضي القريب”. وأضاف: يعزى السبب إلى الولايات المتحدة التي عملت على “تشجيع عملية التحول الديمقراطي والإيمان بأن الديمقراطية تأتي من خلال الانتخابات وأن دعم منظمات المجتمع المدني سوف يؤدي إلى انخفاض منسوب التعاسة التي يشعر بها الشعب” والتي من شأنها أن تولد التطرف.

قال السفير، تؤثر قضايا أخرى على استقرار عملية التنمية في منطقة الشرق الأوسط مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، والمشاكل في أفغانستان والتي تبين أنها أشد تعقيداً مما ظنته الولايات المتحدة في البداية، والتهديد المستمر لإيران.

بعد اعتبار كل هذه الصراعات الإقليمية، تحدث خليل زاد عن الطريقة التي عدلت بها الولايات المتحدة من نهجها تجاه الشرق الأوسط، وقال إن التحدي العراقي حالياً قد تناقص عما كان عليه في الماضي، إلا أن التحديات الإيرانية والأفغانية هي الآخذة بالتزايد على نحو ملحوظ. أشار خليل زاد إلى أن تحدي الإرهاب والتطرف قد تناقص في بعض المناطق، إلا أنه انتشر وأصبح أشد قوة في أجزاء أخرى من العالم. عدا عن هذه القضايا، فقد أصبحت منطقة شرق آسيا ذات أهمية جيوسياسية متزايدة مع صعود الصين والهند، والتحديات المفروضة من قبل كوريا الشمالية. يقول السفير: “نتيجة للتحولات في القضايا الجيوسياسية في العالم، سوف يتم التركيز بشكل أكبر على قضايا شرق آسيا من حيث الدبلوماسية والاستراتيجية العسكرية لمدة أطول للتكيف مع تغير موازين القوى”.

بالبحث في القضايا التي سوف تكتسب أهمية في المستقبل، قال خليل زاد أنه “على الرغم من أن التحديات السياسية سوف تظل قائمة، فإن مستقبل الاقتصاد هو ما يهم – وبشكل خاص الاقتصاد الأمريكي”. وتابع قائلاً “يعتمد وضع الولايات المتحدة في العالم على قوتها الاقتصادية والعسكرية، ولا يمكن لقوتها العسكرية أن تستمر دون قوتها الاقتصادية لتتمكن من الاضطلاع بهذا القدر من الإمكانات التي يتطلبها دورها العالمي إلى الآن”.

اختتم السفير المحاضرة بقوله إن هذه المشاكل السياسية والاقتصادية سوف تؤدي بالضرورة إلى تعديلات في سياسة الولايات المتحدة مستقبلاً، بما يتضمن “تأكيداً أكثر على موضوع الاستقرار كي لا يتولد المزيد من المطالب على الموارد ما يزيد من الجهود التي تقع على عاتق الولايات المتحدة”.

  المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.