رامي خوري في محاضرة عن التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية القادمة
أطلق مركز الدراسات الدولية والإقليمية سلسلة المحاضرات المتميزة للعام الدراسي 2008-2009 مع محاضرة ألقاها رامي خوري، المحرر العام في صحيفة ديلي ستار في بيروت ومدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية من بيروت. عقدت محاضرة خوري في النادي الدبلوماسي في الدوحة بتاريخ 24 أغسطس 2008، وحضرها جمهور بلغ عدده 350 شخصاً.
بدأ خوري محاضرته بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالياً فترة من التغيير الهائل في المنطقة وفي علاقتها مع الغرب. يقول خوري: إن هذه لحظة محورية في التاريخ، فمن المرجح أن يكون للقرارات التنفيذية المتخذة في ظل المناخ السياسي الحالي عواقب على المدى القصيرة وأخرى طويلة الأمد. وأشار إلى إمكانية تجنب إخفاقات الماضي في جال وجود قيادة سياسية أفضل في المنطقة. ويرى خوري، خلافاً للاعتقاد الشائع، أنه كان لسقوط الشيوعية في التسعينيات آثار هامة على منطقة الشرق الأوسط أكثر من الآثار التي خلفتها الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001. وأن انتهاء الحرب الباردة قد مثل إحدى هذه الفرص لمنطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت المنطقة نهضة الحركات السياسية، واكتشاف ديناميات حديثة، وظهور لاعبين جدد. يقول خوري: للأسف، فقد ضاعت الفرص التاريخية التي عرضتها على الشرق الأوسط.
حدد خوري خمسة تغييرات فورية وقصيرة الأجل تلوح في الأفق مع عواقب وخيمة بالنسبة للشرق الأوسط:
- انتخاب رئيس جديد في الولايات المتحدة؛
- احتمال انسحاب الولايات المتحدة وقوات التحالف من العراق وعواقب ذلك؛
- إيجاد حل ممكن للقضية النووية الإيرانية؛
- التقدم في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي؛
- تحولات الطاقة العالمية ما أدى إلى تزايد الأدوار الهامة التي تلعبها كل من روسيا والصين.
بالإضافة إلى هذه التغيرات على المدى القصير، عدد خوري خمس أزمات رئيسية تؤثر على المنطقة وتحتاج إلى معالجة فورية من قبل القادة السياسيين في المنطقة. تتمثل هذه الأزمات بعدم وجود دولة مستقرة وآمنة؛ وانعدام الوضوح في علاقة المواطنين بالدولة؛ وعدم توفر الخدمات لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ وأزمة الهويات الفردية والوطنية؛ وأزمة العلاقة بين العالم العربي وبقية دول العالم.
اختتم خوري حديثه بتلخيص أهم القضايا بالنسبة للعرب. ولعل الحاجة لحكومات مسؤولة كان أكثر هدف منشود على نطاق واسع، بالإضافة إلى التوق لحماية الحقوق المدنية والأمن. يرى خوري أنه لا يوجد في الوقت الحالي قيادة جريئة ولا بيئة دولية تسمح بمعالجة المشاكل العديدة في منطقة الشرق الأوسط.
المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.
السيرة الذاتية لرامي خوري
رامي جورج خوري، 59 عاماً، مواطن فلسطيني-أردني أمريكي تقيم أسرته في بيروت وعمان والناصرة، وهو المحرر العام، ورئيس التحرير التنفيذي السابق لصحيفة ديلي ستار في بيروت، ومدير معهد عصام فارس للشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية في بيروت. وهو مؤلف وكاتب صحفي له مشاركات أسبوعية على المستوى الدولي.
خوري هو أحد كبار الزملاء غير المقيمين في مبادرة دبي – مركز بيلفر/ كلية جون كنيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد، ويعمل محاضراً في جامعة شيكاغو وجامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة الأمريكية. حاز في العام الدراسي 2001-02 زمالة نيمان للصحافة في جامعة هارفارد، بالإضافة إلى حصوله على عدد من المنح الدراسية من جامعات ستانفورد وسيراكوز وماونت هوليوك. عاش في الفترة الواقعة ما بين عامي 1976-2001 في عمان في الأردن، حيث شغل منصب رئيس تحرير صحيفة جوردان تايمز، واستضافته عدة برامج تلفزيونية وإذاعية للتعليق على الأحداث الجارية وللحديث عن التاريخ القديم وعلم الآثار، كما تولى منصب المدير العام لدار القطبة للنشر، وكتب لصالح مطبوعات دولية بما في ذلك صحف فاينانشال تايمز وبوسطن غلوب وواشنطن بوست.
كثيراً ما يعلق خوري على قضايا الشرق الأوسط في وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية والإذاعة الوطنية العامة الأمريكية، وله مشاركات في كثير من الأحيان في المؤتمرات والجامعات في جميع أنحاء العالم. وهو عضو مجلس إدارة مدرسة هارفارد للاهوت، وعضو مجلس إدارة مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون والمتحف الوطني الأردني، وعضو المجلس الاستشاري الدولي للجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي عام 2002 تم تعيينه عضواً في فريق عمل معهد بروكينغز لدراسة علاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي. كما عمل لسنوات عديدة كحكم رئيسي لدوري البيسبول في الأردن.
خوري حاصل على إجازة وماجستير في مجال العلوم السياسية ووسائل الاتصال العامة من جامعة سيراكوز (في الولايات المتحدة الأمريكية)، وهو متزوج من إيلين كتانه، ولديه ولدان.