دعم الأبحاث في العلوم الاجتماعية في شرق أوسط مضطرب
منذ عام 2007 كرس مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر جهوده لزيادة إنتاج المعلومات المتعلقة بالمتغيرات المؤثرة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية في منطقة الخليج والشرق الأوسط. فمن خلال التعاون الوثيق، ليس فقط مع زملائنا في جامعة جورجتاون، بل أيضا مع شبكة دولية من الباحثين والخبراء عبر سنوات طويلة قام خلالها مركز الدراسات الدولية والإقليمية بتنفيذ دراسات رئيسية، ومن خلال دورات اعتيادية للحصول على المنح البحثية قام أيضا بتدعيم الأبحاث التجريبية والعملية ذات الأهمية الإقليمية والدولية. وحتى الوقت الراهن، قمنا بالمشاركة في كثر من 30 مبادرة بحثية، وأنتجنا ما يزيد على 80 إصدارا منشورا.لطالما ركز مركز الدراسات الدولية والإقليمية على منطقة الخليج، إعتمادا على ما يتمتع به من مزايا مقارنة من حيث قدراته على بناء علاقات تعاون وثيق مع الباحثين والمؤسسات البحثية الاقليمية الأخرى.ولكن، نحن قمنا أيضا بالتطوير الفعال للتدقيق الأكاديمي للدراسات الأوسع نطاقاً لبقية منطقة الشرق الأوسط، وفي حالات معينة قمنا بإجراء دراسات على المناطق المجاورة مثل جنوب القوقاز ووسط آسياخلال قيامنا بعملنا، بذلنا جهوداً مضنية للتغلب على مشكلات حادة وأزمات مزمنة وأخرى تنمو وتتطور، كان لها تأثير على قدراتنا على دعم أبحاث العلوم الاجتماعية والميدانية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط. على مدار السنوات الماضية، تشهد بعض بلاد المنطقة إعادة احياء للنزعات التسلطية في الحكم بينما تشهد دول أخرى تصاعدا في النزاعات الأهلية. علاوة على ذلك، ففي محيطنا المباشر، يجري إعادة صياغة للجغرافيا السياسية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والانشقاق الحالي بين دول المجلس الست التي تتبع جميعها النظام الملكي، تخلق صعوبات ضخمة للباحثين، وطلبة الدكتوراه، والأكاديميين على وجه العموم.كمركز أبحاث يتمركز في منطقة الشرق الأوسط دارت حوارات داخلية بشأن كيفية تناول التحديات العملية والأخلاقية التي نواجهها لدعم أبحاث العلوم الاجتماعية الجوهرية التي تقوم على أساس الأدلة والبراهين.على ضوء التزامنا بدراسة القضايا الإقليمية والدولية من خلال الحوار وتبادل الأفكار، والأبحاث والدراسات، والانخراط في تعاون مع باحثين وصناع الرأي والممارسين والناشطين، فإن مركز الدراسات الدولية والاقليمية بصدد إطلاق مبادرة بحثية لاستكشاف القضايا المتعلقة بكيفية تناول الأسرة البحثية لعدة تحديات تواجهها عندما تقوم بالدراسات في منطقة الشرق الأوسط.من بين القضايا التي يهدف المركز إلى دراستها: ما هي أنواع الأبحاث العلمية في الجامعات الموجودة في الشرق الأوسط؟ إلى أي مدى يتم ابتكار الأبحاث العلمية وانتاجها محليا؟ ما هو الشكل الذي تبدو عليه الأسرة البحثية في تلك المجتمعات المحلية؟ من بين المجالات العلمية المختلفة، أي المجالات يتم الاستثمار به من قبل القطاع العام والقطاع الخاص في الشرق الأوسط، وما هي النتائج الملموسة التي تم تحقيقها؟ ما هو تصنيف الشرق الأوسط عالميا عندما يتعلق الأمر بالإنتاج العلمي؟ هل الديمقراطية ضرورية لدعم الابتكار والإبداع والعلوم، وماذا يخبرنا الشرق الأوسط من تلك الزاوية؟
كيف أثر الاعتماد على موارد الطاقة الأحفورية على التنمية العلمية والابتكار في المنطقة؟ نحن نأمل في أن نتمكن من مناقشة القضايا التالية مع التركيز على المنطقة:
سياسات الإنتاج العلمي؛ تمويل البحث العلمي؛ الرعاية السياسية والتحليل العلمي؛ مأسسة الإنتاج العلمي؛ المرأة والعلوم؛ الإصلاحات التعليمية، إنتاج المعلومات، الربط مع الإنتاج العلمي بالتعليم العالي؛ الربيع العربي، الجغرافية السياسية الإقليمية، والإنتاج العلمي؛ الشبكات الإقليمية والتعاون العلمي عبر الحدود في العالم العربي؛ العلوم، الابتكار، والإسلام؛ و النتاج العلمي المحلي مقارنة بالدولي.
مقال بقلم زهرة بابار، المديرة المشاركة للأبحاث، مركز الدراسات الدولية والإقليمية.