حلقة عمل جيرمي كونز Jeremy Koons البحثية لأعضاء هيئة التدريس

Jeremy Koons

تم مؤخرا تناول  البحث الذي أعده جيريمي كونز، أستاذ الفلسفة مشارك في جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر، وذلك ضمن  ورشة عمل بحثية عقدها أعضاء هيئة التدريس بمركز الدراسات الدولية والإقليمية وهو جزء من الكتاب الذي شارك في تأليفه تحت عنوان “وحدة بدون تماثل: رؤية شاملة للمعيارية والطبيعية” وقد شارك في  ورشة العمل التي عقدت في 8 مارس 2015على مدار يوم واحد ، 11 مشاركا من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط الكبير.

ويتناول الكتاب الأصلي الذي تشارك في تأليفه مع كونز، مايكل باتريك وولف، الأستاذ المساعد في كلية واشنطن وجيفرسون ، التقليد البراغماتي للفيلسوفين فيتجنشتاين وسيلرز دفاعا عن مفهوم بديل للخطاب المعياري. ويعتمد أيضا على عناصر أخرى من التقليد البراغماتي عند لفلاسفة وتمتد من بيرس إلى براندوم، لإظهار كيفية تقييد هذه المعايير وإلى أي مدى يتفق هذا التقييد مع الطريقة التي تقاس بها الأطروحات المعيارية وفق للمنطق والحجج، ومنع أي قياس يقود إلى النسبية.

ورشة العمل البحثية لأعضاء هيئة التدريس بمركز الدراسات الدولية والإقليمية هي ورشة مغلقة، ومدتها يوم واحد، حيث يجتمع عدد من علماء معروفين يتم اختيارهم لإجراء مناقشة مركزة حول كتاب لعضو هيئة التدريس بجامعة جورجتاون- كلية الشؤون الدولية في قطر GU-Q أثناء المراحل النهائية لإعداد الكتاب، ويحصل جميع المشاركين على نسخة كاملة من الكتاب في وقت سابق للاجتماع، ويقوم كل باحث بمناقشة جماعية مركزة حول الفصل المحدد.

ضمت هذه الورشة البحثية مجموعة موهوبة من الفلاسفة المرموقين  المتخصصين في السيلاريسية Sellarsian والفلسفة البراغماتية، ويشارك الحضور في سلسلة من جلسات العصف الذهني المهيكلة التي تؤدي إلى نقاش نقدي وشامل لنسخة الكتاب.

وقال نيكلاس مولر، أستاذ الفلسفة لمشارك في المعهد الملكي للتكنولوجيا (KTH) في ستوكهولم، بالسويد، “منذ قرأت لأول مرة [كتاب براندوم] “القول الصريح”، شعرت بالحاجة إلى محاولة جادة في معالجة المعيارية الأخلاقية من منظور اجتماعي وعملي،  وهو ما تقومون به الآن بالضبط (وأكثر)، وفي الواقع فإنني أجده مشروعا شيقا للغاية، وأعتقد أنكم تقومون بشيء مهم جدا ومثير للإعجاب، وأنا سعيد لأني دعيت للمشاركة في نقاش هذا النص”.

وكان من بين الحاضرين: بنا بشور وراي بريزر من الجامعة الأمريكية في بيروت، وأرهان ديمرسيوجلو، جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، تركيا، وأنجانا يعقوب من جامعة جورجتاون- كلية الشؤون الدولية في قطر، ودانييلي ميزادري من جامعة الإمارات العربية المتحدة، ونيكلاس مولر من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد، وجيم أوشي، كلية دبلن الجامعية، وجون رايدر من الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة؛ وماثيو سيلفرشتاين من جامعة نيويورك في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة؛ ولوكاس ثورب من جامعة البوسفور في اسطنبول. وجاك وودز، جامعة بلكنت بتركيا.

حصل كونز على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة جورجتاون في عام 1998. وقال ويقو بتدريس مجموعة واسعة من الدورات فلسفة الأخلاق (النظرية والتطبيقية)، والفلسفة الاجتماعية والسياسية، ونظرية المعرفة، وفلسفة العقل واللغة، والميتافيزيقيا، وفلسفة الدين، وقام بشر مقالات عن الأخلاق، ونظرية المعرفة، الميتافيزيقيا، وفلسفة الدين، وقامت دار نشر بالجريف بنشر كتابه ” أسباب براغماتية –  الدفاع عن الأخلاق ونظرية المعرفة” في عام 2009

 

وحدة بدون تماثل: رؤية شاملة عن المعيارية والطبيعية

ملخص

ترتبط حياتنا بالمعيارية، فنحن من يضع الأحكام الأخلاقية، سواء  العلماء أو الأشخاص العاديين يسعون إلى الأحكام المعرفية والمنهجية (كما هو الحال عند الحكم على نظرية بأنها عقلانية،  أو وصف طريقة بأنها منحازة وغير ذلك)، ونحن من يضع الأحكام الاستباقية، ولكن علينا أن نجعلها مناسبة لمعاييرنا المهيمنة، وفق نظرة طبيعية للعالم، ضمن بعض المعاني مثل: العلم يوفر حصرا متميزا لما هو موجود، ولا يمكن لأي تخصص آخر أن يخرج بما يتعارض مع نظرتنا العلمية للعالم، وثمة تحد طويل الأمد للفلاسفة لتناسب المعيارية داخل هذه الصورة الطبيعية في العالم.

يسعى منهج الطبيعة المهيمنة إلى بلوغ هذا التحدي ومحاولة تطبيق  المعيارية في أعمالنا العلمية ذات الرؤية  العالمية من خلال إظهار كيفية تناول الأطروحات المعيارية لبعض جوانب الواقع المادي، ونرى أن هذا المنهج هو منهج مضلل بصورة أساسية، وفشل في تحقيق العدالة فيما يعلق بعناصر الخطاب المعياري ما (‘ينبغي أن يكون’ أو ‘-ينبغي فعله).

واعتماد على الأسس البراغماتية عند فيتجنشتاين وسيلرز، فإننا ندافع عن مفهوم بديل للخطاب المعياري، ووفق هذا المفهوم، طرح القضايا المعيارية (“لا يجب أن نفعل ذلك”، “وكانت نتائج الدراسة منحازة”، “تناول الفلفل الحار عمل أحمق”) فجميعها لا تذكر الحقيقة، ولا تقدم طرحا وصفيا على الإطلاق. بل إن هذا الخطاب يقوم بدور جوهري في توجيه العمل السريع: فهو يبيح السلوك (أو يحظره)، أو يوصي بمسار العمل (أو يوصي ضدها)، وهكذا.

على الرغم من أن القضايا المعيارية ليست قضايا وصفية، إلا أن مثل هذه القضايا قد يكون صحيحا، أو وغير صحيح نسبيا. بالاعتماد على العناصر الأخرى للتفسير البراغماتي، والذي يمتد  من بيرس حتى براندوم، وتبين لنا كيف أن القضايا المعيارية مقيدة بالطريقة التي ينظر بها العالم إلى استخدامها في وصفه  جنبا إلى جنب مع الطريقة التي تتعامل بها هذه القضايا المعيارية مع العقل والحجج، ويمنع القياس وفق النظرية النسبية.

وبطبيعة الحال، بمجرد انخفاض الحقائق المعيارية خارج الصورة، لم يبق شيء ضد وجهة النظر العالم العلمية، وبالتالي، فإننا لا ندافع فقط عن موضوعية المعايير، ولكن أيضا نضع نسخة محكمة من المذهب الطبيعي الذي يمنح امتيازا للعلم في وصف العالم هو وما يحويه.

أخيرا، فإننا نقدم مجموعة من الطرق المختلفة للخطابات الوصفية مثل: الخطابات والعلمية،  والخطابات الاجتماعية العلمية، والخطابات المعيارية التي تساهم بشكل متبادل مع بعضها البعض بطرق مثمرة. والنتيجة هي صورة المعيارية المحكمة والحقيقة الملائمة، محاكة بطريقة جديدة وفق الأسس الطبيعة.