تدهور البيئة والحفاظ عليها: التحديات والآفاق
اجتمع فريق من الخبراء من المدينة التعليمية ومن جميع أنحاء العالم يوم الإثنين 12 نوفمبر 2007، لمناقشة العواقب البيئية لعملية التحول الصناعي السريع في قطر. وقد شارك في النقاش متحدثون من جميع الفروع في المدينة التعليمية، وكان هذا الحدث برعاية مركز الدراسات الدولية والإقليمية، وكلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر.
وصف تيموثي بيتش مدير مركز جامعة جورجتاون للبيئة كيف أن مناخ الأرض يميل لاتباع دورات قصيرة من الطقس الحار تليها عصور طويلة من الطقس البارد، ووفقاً لبيتش، فإن هذه الدورات تفسر تشرد شعب المايا، كما تفسر استقرار الناس على طول وادي نهر النيل. وقد نسب بيتش الفضل في رفع مستوى الوعي العام حول المشكلة إلى فيلم “الحقيقة المزعجة” وهو فيلم آل غور الحائز على جائزة تغير المناخ، لكن بيتش أشار إلى أن فيلم آل غور يستخدم إجراءات منخفضة الاحتمال وعالية التأثير لدفع الناس للتصرف حيال هذه المشكلة.
ناقش باتريك لينك قضية الموارد المائية في قطر، حيث يعمل لينك كمهندس كيميائي في جامعة تكساس للعلوم الزراعية والميكانيكية في قطر، وقد درس لينك استخدام مياه البحر والمياه المحلاة لتلبية احتياجات التحول الصناعي السريع.
أما ديبورا لانج المحاضرة في جامعة كارنيج ميلون في بيتسبيرغ فقد قامت بتوصيف دور القيادة الذي تأخذه الجامعة على عاتقها في خلق وترويج الممارسات التجارية المستدامة. وبالإضافة إلى الترويج لجهود البيئة الصديقة، فإن جامعة كارنيج ميلون تقوم بدمج برامج الوعي البيئي مع جميع برامج الدراسات الجامعية والدراسات العليا، ولهذه الأسباب، أدرجت جامعة كارنيج ميلون من قبل نادي سييرا كواحدة من أفضل 10 مؤسسات ملتزمة في العمل البيئي. ويعتبر نادي سييرا من أقدم المنظمات البيئية الشعبية وهو يضم أكثر من 1.3 مليون عضو في أمريكا.
أوضح بيتر مارتن وهو بروفيسور في تصميم الاتصالات من جامعة فرجينيا كومنولث في قطر العلاقة الفريدة بين المشاكل البيئية والمشاكل الثقافية، وأثناء توصيف التطور في الثقافة الحديثة، أوضح البروفيسور مارتن أن البشرية ترى نفسها أنها منفصلة أو مستقلة عن البيئة. ومع شعورنا بالراحة أكثر مع البيئات الاصطناعية بدأنا في التقليل من شأن الزمان والمكان والتاريخ، ومن خلال عكس هذا التدهور الثقافي يمكننا أن نبني الممارسات التجارية المستدامة التي من شأنها وقف التدهور البيئي.
ناقشت رينيه ريتشر الدكتور في علم الأحياء في كلية وايل كورنل للطب التحديات التي تواجه المحافظة على البيئة نتيجة عملية التحول الصناعي السريع في قطر. وأوضحت تفرد البيئة القطرية، مع درجات حرارة عالية متطرفة، وقلة سقوط الأمطار، وارتفاع ملوحة المياه. للأسف نتيجة لصغر مساحة دولة قطر والنمو الأخير أدى ذلك لعدم وجود حصيلة دقيقة لتنوع أشكال الحياة في البلاد، كما أن النمو السريع في قطر يؤدي إلى تدمير المساكن الطبيعية للحيوانات فضلا عن استغلال الموارد الطبيعية، والنمو السكاني في قطر هو أحد الأمثلة، فبحسب ريتشر “لقد تضاعف اصطياد الأسماك من 79,000 طن عام 2001 إلى 140,000 طن عام 2005، وهذا ارتفاع كبير في استهلاك هذا المورد”، قدمت الدكتور ريتشر الشكر والتقدير لخطة عمل التنوع البيولوجي للحكومة القطرية كخطوة إلى الأمام لبناء بيئة مستدامة في قطر.
وفي إطار استمرار عرض مركز الدراسات الدولية والإقليمية عن البيئة، نشرت الدكتور رينيه ريتشر في مارس 2008 ورقة مراجعة بعنوان “الحفاظ على البيئة في قطر: آثار التحول الصناعي المتنامي“.
المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.