بولا نيوبرج في محاضرة عن إبعاد شبح الحرب عن باكستان وأفغانستان

بولا نيوبرج في محاضرة عن إبعاد شبح الحرب عن باكستان وأفغانستان

ألقت بولا نيوبرج، مدير معهد الدراسات الدبلوماسية في جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، محاضرة على الغداء في 11 مارس 2010 لمجموعة من الدبلوماسيين المقيمين في قطر وأعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة جورجتاون في قطر.

ركز حديث نيوبرج على الأوضاع الراهنة في باكستان وأفغانستان وماهي أفضل الطرق للتغلب على القلاقل السياسية المشتركة بينهما. تحت رعاية الرئيسين زرداي وكرزاي، شاركت باكستان وأفغانستان في مناقشات متجددة حول فرص السلام على المدى القصير والبعيد. لكل من الرئيسين مصالحه خاصة لمحاولة الوصول إلى قليل من السلام في المنطقة، ولدولتيهما في المقام الأول. شرحت نيوبرج أنه على الرغم من أن العلاقات بين باكستان وأفغانستان كانت مشحونة نسبياً، إلا أنهما يواجهان مشكلة مشتركة هي التطرف. وحذرت نيوبرج من أنه بالرغم من أن هناك اتفاقاً بأن هذه القضية في غاية الأهمية، إلا أن تعريف “التطرف” يختلف من دولة إلى أخرى. وقالت: “لا يولد العنف في هذه الحالة سوى عدم اليقين”. وأشارت إلى أن المتطرفين يتمتعون حالياً بالذكاء والمرونة والحنكة في إبقاء جميع الأطراف غير آمنين وقلقين. فعندما تحدث الهجمات، يفترض الناس في كلا البلدين أن الحكومة مسؤولة عن الوضع المتقلب في البلاد.

أشارت نيوبرج أنه في محاولتهما لحل مشاكلهما السياسية الداخلية، فإن باكستان وأفغانستان تمتلكان أفكاراً مختلفة جداً عما يشكل نموذجاً مناسباً للتدخل. لكن الدولتين متفقتان على أن هناك مشكلة مشتركة تتعلق بالموارد. لذلك فثمة اعتقاد مشترك أن ضخ المال أو الجيش قد يقلل من التقلب المتجذر في كلا البلدين. ولفتت نيوبرج إلى أنه، تاريخياً، لم يكن لأي من هذه الموارد التأثير المطلوب على المنطقة. تواجه الدولتان مشاكل راسخة في النزاعات المحلية والإقليمية، وثمة تساؤل حول فاعلية سيادتهما الخاصة، التي لن تتمكن المساعدات الخارجية من حلها.

تم إدخال كلمات مثل “المصالحة وإعادة الدمج” في المحادثات السياسية في البلدين. وقالت نيوبرج إن هناك عشرات الآلاف من قوات الناتو يساعدهم عدد بسيط من القوات الأفغانية يعملون على السيطرة وإعادة دمج عدو قليل العدد لكنه ذكي يتمل بحركة طالبان. وأضافت، على الرغم من ذلك، يصعب الحفاظ على هذه الاستراتيجية: حيث يعتقد الكثيرون من مواطني البلدين أن السياسات التصالحية تشير إلى أنه يمكن إضفاء الشرعية على فصائل غير مشروعة، سواء كمعارضين أو حلفاء. وأشارت نيوبرج إلى أنه “إن كان لديك، كما في أفغانستان، دولة ضعيفة جداً مع حكومة ضعيفة جداً، فالأمر تقريباً كما لو أن ما يسمى بأعداء الدولة قد قرروا أنهم أقوياء بشكل كاف ليتم اعتبارهم مفاوضين شرعيين.

اختتمت نيوبرج المحاضرة بالإشارة إلى أنه لنصنع تغييراً سياسياً حقيقياً، يجب أن يكون هناك إصلاحات جدية في هياكل البلدين، وخاصة في باكستان. وقالت إن “باكستان التزمت، تقريباً أكثر من أي مستعمرة بريطانية أخرى، ببنية دولة تشبه كثيراً ما ورثته من البريطانيين وما أصبح عديم الفائدة في مجتمع عصري سريع النمو وصناعي”. أوضحت نيوبرج إن باكستان لازالت تعتمد على نظام مركزي، حيث يتم تنظيم الميزانية في المركز، ثم تحول إلى المقاطعات بطريقة غير منصفة. وقالت إن “هذا يعني أن يحد من قيمة مواطنة بعض الأشخاص ويبالغ في قيمة مواطنة أشخاص آخرين”. ولعل الطريقة الوحيدة لتغيير ما سبق هي إعادة تشكيل هيكل الحكم في البلاد من خلال إدخال نظام ضريبي عادل وبناء حكومات محلية من القاعدة إلى القمة. اختتمت نيوبرج حديثها قائلة: إلى أن يتم تغيير هذا الهيكل، فإن مشاكل الحكم والسياسة الخارجية ستتكرر مراراً.

بولا ر. نيوبرج هي مدير معهد الدراسات الدبلوماسية. وهي باحثة وممارسة تتمتع بخبرة واسعة في مجال المنظمات غير الحكومية ومتعددة الأطراف. تخصصت الدكتور نيوبرج في قضايا الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتنمية خلال الأزمات والدول التي تمر بمراحل انتقالية. كما شغلت منصب مستشارة خاصة للأمم المتحدة في عدة مناطق، بما في ذلك وظائف عدة في أفغانستان. تولت الدكتور نيوبرج منصب كبير المساعدين في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، حيث شاركت بتأسيس مشروعه الديمقراطي وترأست الجلسة البحثية بخصوص جنوب آسيا، كما كانت باحثة زائرة في معهد بروكينغز.            

بولا نيوبرج هي المدير التنفيذي الأسبق لمؤسسة مارشال ب. كوين، وقد درست الدكتور نيوبرج في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا لسنوات عديدة، ولها العيد من المنشورات حول قضايا القانون والدستورية في باكستان، والتمرد وحقوق الإنسان في كشمير، والمساعدات الدولية في أفغانستان التي مزقتها الحرب. بعد تخرجها من كلية أوبرلين، نالت نيوبرج درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة شيكاغو.

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.