السياسة الطائفية في الخليج – مجموعة العمل 1

السياسة الطائفية في الخليج –  مجموعة العمل 1

عقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل التابعة لمركز الدراسات الدولية والإقليمية حول “السياسة الطائفية في الخليج” في 9-10 أكتوبر 2011.  شارك في المبادرة البحثة عدد من الخبراء في قضية السياسات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص. واتخذ هذا الاجتماع الأول شكل جلسة للعصف الذهني، حيث تناقش المشاركون حول أهمية القضايا المحورية التي تتعلق بالمشروع بشكل عام. وكان من الأهداف الرئيسية للاجتماع تعريف الفجوات في الدراسات والأبحاث الأكاديمية. وبالرغم من أن القضايا الطائفية ليست بالأمر الجديد في هذه المنطقة، ما زال هناك عجز في الدراسات الأكاديمية المفصلة والتي تتناول الموضوع بشكل حصري، حيث أنها تحتاج إلى إعادة النظر بها. وغالبًا ما تكون هناك دراسات فردية مكتوبة عن دول منفصلة، ولكن هناك نقص في الدراسات التي تحتوي على نظرة كلية شاملة على الطائفية في منطقة الخليج. وبالنسبة للكثيرين، ما زالت قضية الطائفية في منطقة الخليج أمرًا محظور الاقتراب منه وبالتالي لم يتم التطرق له أكاديميًا بالثقة المطلوبة. وفي ختام المبادرة البحثية، قام كل مشارك بكتابة ورقة بحثية عن مجال خبرته. وسيقوم مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجمع هذه الأوراق الفردية وتجهيزها للنشر.

من القضايا المهمة التي طرحت: الخلاف على مصطلح “طائفية” وما إذا كان يجب تصنيفه من حيث النوع أو توسيعه ليشمل “تعريف السياسة”، حيث أن الروابط العرقية والقبلية عادةً ما يتم الربط بينهما معًا. وبالرغم من تفرد كل من هذه المصطلحات بمجموعة مختلفة من المتغيرات، فمن الصعب الفصل بينهما بحدود واضحة. من الناحية التقليدية، ارتبطت بمصطلح الطائفية معانِ سلبية مثل التمييز بين الناس بحسب التوجهات الدينية. ولفك تفاصيل هذا المصطلح، من الضروري التطرق إلى فكرة أن أي شكل من أشكال الهوية، سواء طائفية أو غيره، يتسم بالمرونة والقابلية للتفاوض والتغير من منطقة لأخرى ومن حقبة تاريخية لأخرى.

اتفق المشاركون على أهمية الإشارة إلى كيف يمكن تطويع الطائفية سياسيًا وكيف يمكن أو يكون للحكومات أو لغيرها يد مباشرة في تسكين أو إشعال الفتن الطائفية في فترات تاريخية معينة. ومن ثم، تلعب الطائفية دورًا خطيرًا في السياسة، والاقتصاد، والبنية التحتية الاجتماعية في غالبية، وإن لم يكن كل، الدول في منطقة الخليج. وبالتالي، أى بعض المتحدثين أن هناك لتحديد أماكن الطائفية – كما فهمناها اليوم- في سياقها التاريخي لتحديد ما إذا كانت ظاهرة حديثة لها جذور تعود إلى الاستغلال الاستعماري للاختلافات الإقليمية، أم أنها سمة أقدم من ذلك. ولهذا التمييز المبني على تعريف الطائفية تأثيرات باقية على سياسات الأثرياء المتعلقة بكيفية توزيع ثروات الدولة وعلى أي قطاع من قطاعات المجتمع، خاصة في منطقة الخليج.

تبرز الصراعات الطائفية في المنطقة بين المجتمعات الشيعية والسنية من خلال الصراع على السلطة السياسية. ومع هذا، ثار الجدل بين المشاركين حول أهمية عدم النظر لهذه الكيانات على أنها كيانات متجانسة، ولكن لابد من الإشارة إلى الاختلافات الداخلية فيما بينها. وعلاوة على دراسة الانقسامات الطائفية السائدة، يرى المشاركون أن هناك حاجة إلى إلقاء الضوء على بعض الصراعات الطائفية الأقل وضوحًا الموجودة منذ سنوات عديدة والتي لا تحظى باهتمام كبير من قبل أصحاب السلطة الأكبر. على سبيل المثال، هناك عدد قليل من الدراسات عن مجموعات أقلية سياسية واجتماعية مثل المجتمعات السنية واليهودية في إيران.

كما تم التطرق لقضايا أخرى، مثل كيف يمكن أن تتعدى الطائفية المفهوم القومي والمفهوم الدولي، وهو ما يتضح من الغزو الأمريكي للعراق في 2003 والفوضى السياسية التي انتشرت وكان لها تأثير على العلاقات المحلية، والإقليمية، والدولية. وحاليًا، ومع صحوة الربيع العربي، وبروز الوسائط الجديدة والشباكات الاجتماعية، لمعت فكرة العالم الأكثر عولمة، ولكنه عالم يعي فيه الناس بدرجة أكبر حجم الاختلافات فيما بينهم. في البحرين، على سبيل المثال، أصبح الصراع الطائفي على رأس جدول أعمال الحوار السياسي في منطقة الخليج مع محاولات الدول الأخرى التي تعاني من الانقسامات الطائفية نفسها تسكين أو ترميم عناصر التخريب في مجتمعاتها.

هذه بعض القضايا التي تطرق إليها المشاركون على مدار الاجتماع الذي استغرق يومان، والتي سيتم تناولها بشكل أوضح خلال زياراتهم التالية إلى مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة جورجتاون بفرع الجامعة في قطر.

المشاركون في مبادرة “السياسة الطائفية في منطقة الخليج” هم:

  • رقية أبو شرف – جامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر
  • محمد أكبر- الجامعة الأمريكية في الكويت
  • عبد العزيز الفهد – المملكة العربية السعودية
  • محمد الغانم – جامعة جورجتاون
  • سلطان الهاشمي – جامعة السلطان قابوس
  • غانم النجار – جامعة الكويت
  • زهرة بابار – مركز الدراسات الدولية والإقليمية، جامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر
  • لويس بك – جامعة واشنطن بسانت لويس
  • جون كريست – مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر
  • كريستن سميث ديوان – الجامعة الأمريكية
  • مايكل دريسن – مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر
  • خالد فتاح – جامعة لاند
  • فنار حداد – جامعة لندن
  • ميرهان كامرافا – مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر
  • لورانس لوير – مركز الدراسات والأبحاث الدولية في فرنسا
  • ماري لومي – مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر
  • رويل ميجر – جامعة رادبود، هولندا
  • سوزي ميرغاني – مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر
  • جوين أوكروليك – جامعة ترينيتي
  • لورانس بوتر – جامعة كولومبيا
  • جيدو ستينبرج – المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية

مقال لسوزي ميرغاني، مركز الدراسات الدولية والإقليمية، منسق الإصدارات