السفير منير غنام يحاضر حول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي
قدم سعادة السفير الفلسطيني في قطر منير غنام حلقة نقاش حول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وذلك بتاريخ 13 فبراير 2013. بدأ السفير محاضرته بالإشارة إلى أن “للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي يعد جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي”، تاريخ مليء بالعنف المستمر منذ أكثر من قرن. وإثر سرده لبعض المعلومات التاريخية لخلفية الصراع أشار السفير إلى أن “القصة برمتها بدأت في مطلع القرن العشرين عندما خضعت فلسطين للانتداب البريطاني عام 1922، ومن ثم بدأت عملية السماح لمئات الآلاف من اليهود المهاجرين بالقدوم إلى فلسطين من العديد من الدول من جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص من أوروبا” نظراً للممارسات الوحشية التي تعرض لها اليهود بشكل عام وخلال الحروب العالمية بشكل خاص.
على مدار القرن العشرين، تغيرت البلد التي كانت تعرف يوماً باسم فلسطين عبر سلسلة من الجهود الإسرائيلية المتضافرة السياسية والعسكرية، حيث تم إلحاق فلسطين واحتلالها وتحويلها إلى كيان غير شرعي. وتم تغيير اسم معظم الأرض إلى إسرائيل. وأوضح السفير غنام: “شكل السكان العرب في فلسطين مع بداية القرن العشرين 89 بالمائة، وأعني بالعرب المسلمين والمسيحيين – في حين شكل اليهود الذين كانوا يعيشون في فلسطين 11 بالمائة وكانوا يعتبرون فلسطينيين أيضاً”. بحلول عام 1947 تغيرت النسب بشكل جذري ما أدى إلى الكثير من الخلافات وإلى سلسلة من الصراعات التي انتقلت إلى الدول المجاورة، وأشعلت جذوة المقاومة الفلسطينية المسلحة المستمرة. أما في وقتنا الراهن، فقد أدخل الإسرائيليون هذه التغييرات الدراماتيكية في التركيبة السكانية والجغرافية للمنطقة التي يستولون عليها ما أثر على تغير الحقيقة على الأرض.
إثر عدة جولات فاشلة من المفاوضات على مر السنوات، وجد الفلسطينيون أنه ما من طريقة للوصول لاتفاق مع الإسرائيليين لتأسيس دولة فلسطينية مجاورة تنعم بالحياة في الضفة الغربية وذلك بسبب عمليات التعدي والمصادرة وضم أراضي الضفة الغربية وغزة بشكل مستمر من الجانب الإسرائيلي. يقول غنام: “كلما وصلنا إلى اتفاق، وجدنا حقائق جديدة على الأرض تمنعنا من إقامة الدولة، لهذا فقد أوقفنا المفاوضات مع الإسرائيليين قبل بضع سنوات، وبدأنا محاولة الوصول إلى حل مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد أن تمكنا من الحصول على صفة دولة مراقبة”.
في الختام، قال السفير غنام إن هذا الوضع الجديد يمنح الفلسطينيين الأمل بأن جولة جديدة من المفاوضات قد تبدأ بدعم من المجتمع الدولي لإعطاء “حل الدولتين شرعية دولية تؤدي في النهاية إلى قيام دولة فلسطينية حرة ذات سيادة.”
المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.