السفير لاروكو في محاضرة عن تطلعات الخليج نحو الشرق
استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية بتاريخ 26 فبراير 2015، السفير جيمس لاروكو، الأستاذ المتميز ومدير مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا في جامعة الدفاع الوطني في العاصمة واشنطن. قدم السفير حلقة نقاش بعنوان: “الخليج يتطلع شرقاً: أفغانستان وباكستان والهند وإيران” وذلك بدعم من سفارة الولايات المتحدة في قطر. ونظراً لكامل الحرية الأكاديمية الممنوحة له، تناول لاروكو علاقة الخليج بجيرانه “من مراكش إلى بنغلادش”. وأوضح للجمهور كيف منحه مركز الأبحاث حرية التصرف بعيداً عن الموقف الأمريكي الرسمي الدبلوماسي، ما مكنه من إجراء محادثات صريحة مع السلطات الباكستانية والإيرانية.
روى السفير بعضاً من تجاربه كدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط. بدأ اهتمام لاروكو بالمنطقة في السبعينيات فقد أقام في المنطقة لسنوات عدة. وصف لاروكو دوره في الآونة الأخيرة بأنه كان معلماً، أكثر من كونه مبعوثاً للحكومة الأمريكية. يقول لاروكو واصفاً الشرق الأدنى وجنوب آسيا أنه مؤسسة “تم إنشاؤها عمداً في محاولة لجمع الناس في هذه المنطقة معاً سعياً للوصول إلى حوار جاد وإيجاد مجتمعات ذات نفوذ، للقضاء على سوء التفاهم وللحصول على عقول منفتحة قدر الإمكان”. يشغل حالياً أكثر من 3,000 خريج من المركز مناصب قيادية في جميع أنحاء العالم. يشكل خريجو السياسة النسبة الأكبر، وقد شغلوا مناصب عضوية في كل من الحكومة والمعارضة في النزاع السياسي الأخير الذي نشب في جزر المالديف.
يقول السفير: تشمل العلاقة الحالية للطاقة في منطقة الشرق الأوسط تركيا والسعودية وإيران وإسرائيل – وتمتلك كلها قدراً هائلاً من القوة الصلبة والناعمة، وسوف تواصل القيام بذلك. يضيف لاروكو أن باكستان وأفغانستان تمران بوضع في غاية الصعوبة ومن جهته لا يرى بصيص أي حل فوري – على الرغم من أنه أشار إلى أنه من الممكن للجهود الدبلوماسية والاقتصادية القطرية أن تلعب دوراً قيادياً في مستقبل باكستان.
بالانتقال إلى الشرق الأقصى، يقول السفير إنه لا يظن أن الصين تشكل تهديداً عسكرياً، بل يراها كدولة نمت بقوة من خلال التجارة. “يعتمد توسع الصين على سياستها التجارية القوية لتأمين المصالح الاقتصادية وذلك لأنه يتوجب على الصين تأمين 20 مليون فرصة عمل سنوياً”. بذلت معظم جهود الحكومة الأمريكية في جنوب آسيا، بحسب لاروكو، لاحتواء نفوذ الصين المتزايد، على الرغم من أن سياسة الولايات المتحدة الرسمية لم تقر يوماً بذلك. يقول لاروكو: سوف يلاحظ الناس، خلال السنوات القليلة المقبلة، تحولاً في السياسة الأمريكية ووجودها البحري والعسكري باتجاه جنوب آسيا.
اختتم لاروكو بالقول: “تشكل منطقة الشرق الأوسط لجزء كبير من الولايات المتحدة، مشكلة تستوجب احتمالها والعمل لحلها، في حين تعتبر منطقة جنوب آسيا ومنطقة المحيط الهادئ مستقبل سياسة الولايات المتحدة”. بالإضافة إلى ذلك، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، فإن 50% تقريباً من تجارة العالم تمر عبر المحيط الهندي، ما يزيد أيضاً التحديات التي ستتم مواجهتها بخصوص الأمن البحري. وبما أن المؤسسات المحلية والبنية التحتية غير مجهزة بشكل كاف للتعامل مع التحديات المستقبلية التي لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك التهديد المتزايد للقرصنة البحرية، أوضح السفير أن “المحيط الهندي سوف يشكل محوراً إما للصراع أو للتعاون”.
انضم السفير المتقاعد جيمس لاروكو إلى مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا كأستاذ متميز في أغسطس 2009، بعد أن أمضى 35 عاماً ونيف في العمل الدبلوماسي. خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، تولى لاروكو مناصب قيادية تتعلق بإقليم الشرق الأدنى، بما فيها منصب المدير العام لقوة المراقبة متعددة الجنسيات 2004 – 2009، والنائب الأول لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى 2001 – 2004، وسفير الولايات المتحدة لدى دولة الكويت 1997 – 2001 ونائب رئيس البعثة الأمريكية والقائم بالأعمال في تل أبيب 1993 – 1996. كما شغل سابقاً عدداً من المناصب بما فيها منصب نائب مدير شؤون أفغانستان وباكستان وبنغلادش في وزارة الخارجية في واشنطن بالإضافة إلى عدد من المناصب الهامة في السفارات الأمريكية في كل من مصر والكويت والمملكة العربية السعودية. غادر لاروكو السلك الدبلوماسي برتبة شخصية تعادل وزير، وما يكافئ رتبة فريق في الجيش الأمريكي. خلال مسيرته المهنية، تلقى السفير لاروكو العديد من الجوائز، بما فيها جائزة الخدمة المتميزة التي قدمت له من قبل وزير الخارجية آنذاك كولن باول شخصياً.
المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.