الحاخام هارولد وايت في محاضرة عن جاذبية التصوف

الحاخام هارولد وايت في محاضرة عن جاذبية التصوف

ألقى الحاخام هارولد وايت القسيس اليهودي الأكبر في جامعة جورجتاون، والمحاضر في اللاهوت، محاضرة ضمن سلسلة الحوارات الشهرية التي ينظمها مركز الدراسات الدولية والإقليمية حول “جاذبية التصوف: الكابالا، ثقافة دينية شعبية أم ممارسة دينية جادة؟” وذلك بتاريخ 8 مارس 2011.

تحدث وايت عن الخبرة التي اكتسبها خلال تعليمه الديني وقال إنه لم يكن شائعاً آنذاك تعليم أي شيء آخر سوى الفكر الديني التقليدي. في وقت لاحق انصب اهتمام وايت على دراسة التصوف اليهودي أو الكابالا. يقول وايت أن ذكر الوجود الإلهي في الكتاب العبري المقدس قد ورد كحقيقة وجودية لا كشيء ينبغي إثباته من خلال التأملات النظرية. اشتقت الكابالا من المعنى العبري “يستقبل”، وهو فعل تفريغ النفس من النزعات النرجسية والانفتاح على الألوهية.

ناقش الحاخام الطرق التي وصلت من خلالها الكابالا مؤخراً إلى الشارع والعامة. تشهد الكابالا حالياً شهرة وانتشاراً في أوساط المشاهير والشخصيات العامة بما يشمل مادونا وبريتني سبيرز اللتين التزمتا بالتعاليم بأسلوب سطحي. وقد انتشرت الكابالا من خلال التسويق للتعاليم عبر المنتجات التجارية والتسجيلات الصوتية البسيطة. ما أدى، برأي الحاخام، إلى تسخيف التصوف، لإن الانخراط في الكابالا يتطلب أن تكون عالماً في شؤون الكتاب المقدس وعلى دراية بتاريخ وتقاليد الممارسات الدينية.

في الختام، قال الحاخام وايت إنه على الرغم من أننا نتاج العالم المعاصر، فالدين يتيح لنا أن نحيا حياة مليئة بالغموض، ولعل الكابالا على وجه التحديد هي احتفال واستمتاع بهذا الغموض. أنهى الحاخام المحاضرة بالقول: “قد لا يكون العالم قابلاً للإدراك، ولكن يمكن اعتناقه”.

كما وجهت الدعوة للحاخام لإلقاء محاضرة أثناء الغداء لفريق جامعة جورجتاون من هيئة تدريسية وموظفين وطلاب حول تاريخ وغايات برامج جورجتاون المتنوعة.

ارتبط الحاخام هارولد وايت بجامعة جورجتاون لمدة بلغت 43 عاماً. ويشغل حالياً منصب كبير مستشاري برنامج الحضارة اليهودية في جامعة جورجتاون. كما اعتلى منابر حاخامية في معبد سيناء بواشنطن، ومعبد بني إسرائيل بإيستون، ولاية ماريلاند. ويشغل أيضاً منصب المدير الروحي المشارك لمشروع أسرة الأديان في تاكوما بارك في ولاية ماريلاند.

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.