التعليم العالي الغربي في السياقات العالمية
موهانالاكشمي راجاكومار كاتبة روائية ومدرِّبة دورات مجتمعية بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر، مقيمة في قطر وتكتب في مواضيع تتعلق بالجندر والعرق وطرائق التدريس. قدّمت في 13 فبراير 2019 نقاشًا مركّزًا في مركز الدراسات الدولية الإقليمية حول موضوع “التعليم العالي الغربي في السياقات العالمية”. وتناولت بالتحليل مسألة فروع الجامعات الدولية -مثل جامعة جورجتاون في قطر وغيرها من الجامعات في المدينة التعليمية- وتزايد شعبيتها وتأثيرها في التنمية الدولية للتعليم. وقامت مؤخرًا بتحرير كتاب يحمل نفس العنوان نُشر في عام 2018، ويبحث في وجهات النظر العالمية حول تدويل ممارسات التعليم العالي الأمريكية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
أوضحت راجاكومار أن مفهوم الفروع الجامعية الدولية يقوم على الاتفاق بين كيان وطني ومؤسسة مقرها الولايات المتحدة على أن يحصل الطلاب على نفس الدرجة التي يحصلون عليها من الحرم الجامعي الرئيسي. وبفضل هذا الترتيب، لا تقدم الفروع الجامعية الدولية للأساتذة عادةً تدريبات متخصصة في الحساسيات الثقافية لأنه، حسب قولها، “إذا كانت هذه هي نفس الدرجة تمامًا، فلن يكون هناك أي إضافات أو مواد حافظة للثقافة، ولا يتغير أي شيء على الإطلاق”. ولا يتم تنبيه الطلاب أيضًا إلى الطبيعة الفريدة للدراسة في الفروع الجامعية الدولية التي قد تختلف بشكل كبير عن تعليمهم السابق.
وأطلعت راجاكومار جمهور الحاضرين على دراسة حالة تبيّن أهمية فهم التأثيرات المتداخلة للمعايير الثقافية وتنوع القيم في الفصول الدراسية المتعددة الثقافات. وقالت إن مثل هذه الحالات تعدّ متابعةً للمشروع الأكبر المتمثل في الكتاب المراد منه عرض “أدقّ التفاصيل والواقع الذي يعيشه الأشخاص الذين يقومون بالتدريس والتعلم” في فروع الجامعات الدولية. وترى راجاكومار أن الموضوعات الرئيسية لدراسة الحالة هي تضارب القواعد بخصوص التقيد بالمواعيد واختلاف مواقف الناس من شخصيات السلطة في البيئات المتعددة الثقافات.
“هذه حالة تنظر في مسألة السلطة؛ من يملك السلطة، ومن يُسمح له بأن يشكك في السلطة، والطرق التي تنتقل بها السلطة في الفصل الدراسي.”
أثار الصراع المركزي في هذه الحالة السؤالَ الحاسم الأهمية المتمثل في تحديد المسؤول عن الفصل الدراسي بالجامعة وما يمكن التفاوض بشأنه فيه. وأوضحت راجاكومار أن “بعض الناس يعتقد أن القواعد هي القواعد”، في حين يشعر البعض الآخر بأن “القواعد هي القواعد، لكن يجب ألا تنطبق علي ,’أنا‘ لأن ’لدي‘ هذا الظرف الاستثنائي”. وقالت إن من المستحيل تنفيذ نموذج تدريس واحد يناسب الجميع في السياقات الدولية، وذلك لأن الطلاب قد يجدون أخطاء في مناهجهم الدراسية اعتمادًا على أهمية المنهج الدراسي بالنسبة إلى تخصّصهم. وهناك عوامل أخرى تؤثر أيضًا في سلوك الفصل الدراسي، منها النوع، والانتماء العرقي، وأنواع الشخصية. لذلك، يمكن أن يحدث في غالب الأحيان تعارضٌ بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وكذلك فيما بين الطلاب أنفسهم.
وأخيرًا، أوضحت راجاكومار أن “هذه الحالة تتناول مسألة السلطة؛ من يملك السلطة، ومن يُسمح له بأن يشكك في السلطة، والطرق التي تنتقل بها السلطة في الفصل الدراسي.” وأشارت في مختتم حديثها إلى أن التعليم الغربي اليوم، للأسف، لا يشكل تشكيلاً يناسب سياقات ثقافية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، لا يتم إعداد الأساتذة والطلاب في الفروع الجامعية الدولية لعملية التعلم الفريدة التي يقومون بها. وقالت: “سواء تعلق الأمر بروسيا أو اليابان أو قطر أو لبنان – في جميع مواقعنا البحثية، تلقّى أعضاء هيئة التدريس تدريبًا قليلاً أو شبه منعدم على البيئة الثقافية الخاصة بهم”. ويبدو أن الفروع الجامعية الدولية تستديم سرديةً غربية في هذا الصدد، ولا بد من التدريب على الوعي الثقافي لكي تحقق تلك الفروع النجاح في المستقبل.
مقال بقلم الخنساء ماريا، زميلة منشورات كيورا
موهانالاكشمي راجاكومار روائية وتربوية حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي. نشرت أعمالها في مجموعة متنوعة من المجلات والكتب المحكّمة، منها، على سبيل الذكر لا الحصر، الجندر، وتعليم الأدب الأمريكي، ومجلة جنوب آسيا. كما حظيت أعمالها الروائية بالتقدير. وفازت روايتها الرومانسية المعاصرة، Love Comes Later، بجائزة أفضل كتاب رومانسي هندي في عام 2013، وحازت روايتها القادمة، An Unlikely Goddess، على التقدير، إذ بلغت الدور النهائي من مسابقة She Writes New Novelist في عام 2011. وتساهم مجموعة المقالات التي قامت بتحريرها بعنوان “التعليم العالي الغربي في السياقات العالمية” في مشروع تنفيذ وتوسيع المناهج الدراسية المتأثرة بالولايات المتحدة في الشرق الأوسط وآسيا.