الانتخابات الرئاسية الأمريكية: وجهات نظر الحزبين الديمقراطي والجمهوري

الانتخابات الرئاسية الأمريكية: وجهات نظر الحزبين الديمقراطي والجمهوري

لقياس الرأي العام المحلي فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وتقديم الفروق الدقيقة في المناظرة الأمريكية لمنطقة الخليج، استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية مناظرة خاصة بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وذلك بتاريخ 12 أكتوبر 2008 في النادي الدبلوماسي في الدوحة. مثل الحزب الجمهوري جيمس باتي، مدير إدارة التخطيط والتحليل الاستراتيجي في شعبة البيولوجيا والطب في جامعة براون، وهو يعتبر من أوائل المؤيدين لحملة السيناتور جون ماكين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. أما عن الحزب الديمقراطي فقد حضر غاري واسرمان، الأستاذ الزائر للشؤون الحكومية في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر. أدار المناظرة التي حضرها حشد غفير من المهتمين من أفراد المجتمع المحلي، ديفيد فوستر، وهو صحفي متمرس ومراسل في شبكة الجزيرة الإنجليزية.

اضغط هنا لتحميل تسجيل صوتي MP3 للنقاش

طلب فوستر من ممثلي الحزبين أن يقدما خلال خمس دقائق ملخصاً تمهيدياً حول القضايا الأساسية بهدف تحديد أهم النقاط ذات الصلة في المناظرة المسائية. تحدث غاري واسرمان عن المناظرة الرئاسية في الولايات المتحدة وأنها أصبحت تشتت التركيز العام بتوجيهه إلى سياسة المشاهير وامتحانات الشخصية، ما تسبب بقدر هائل من الارتباك بين الناخبين. يجب أن يكون الاختيار بين كلا المرشحين، قراراً بسيطاً ومباشراً بناء على سياسات وبرامج كل طرف على مدى السنوات الأربع القادمة. كما قال إن الحزب الجمهوري يعامل الشعب الأمريكي بقليل من الاحترام من خلال تكرار التصريحات والشعارات التي لم تكن يوماً صحيحة، متمنياً “لو أنهم يبتلعون تلك التصريحات”. وأضاف أن ذلك كان تماشياً مع تكتيك إدارة بوش بتكرار إطلاق التصريحات إلى حد مثير للغثيان، وبنبرة شديدة التفاؤل، بغية إقناع الرأي العام بصدقها. اختتم واسرمان كلمته الافتتاحية بالقول: “إذا كنا نريد التغيير، فإنه يحتاج أن يكون أكثر من مجرد شعار لحملة؛ نحتاج باراك أوباما”.

من جهته، قال جيمس باتي في كلمته الافتتاحية إن على الجمهور أن يتذكر أن الحزب الجمهوري لم يكن، وينبغي ألا يكون معرفاً بإدارة بوش. فالحزب الجمهوري هو حزب أبراهام لنكولن ورونالد ريغان وهو حزب التجارة الحرة والسياسات العامة الشجاعة. وأشار إلى أن من ينتخب كرئيس للولايات المتحدة يحتاج إلى إرادة قوية ليتوافق مع عدد من المعايير لتأكيد دور أمريكا في العالم. فالسيناتور ماكين على الرغم من النتائج السلبية لاستطلاعات الرأي سوف يكون قائداً ممتازاً.

بعد أن حدد المتحاوران مواقفهما السياسية، طرح ديفيد فوستر على كل منهما سلسلة من الأسئلة المحددة بشأن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وسياستها الخارجية وما هي الآمال بالنسبة للشرق الأوسط في حال أصرت استراتيجيات حملتي الحزبين الجمهوري والديمقراطي على أهمية الحفاظ على علاقة قوية مع إسرائيل. أجاب واسرمان أنه على الرغم من الخلافات الأساسية بين جماعات الضغط الموالية لإسرائيل والمعادية لها فإن الجماعتين تتفقان على قضية واحدة وهي تقدير حجم التأثير القوي للوبي الإسرائيلي وقدرته على التأثير في السياسة الخارجية. ولفت واسرمان إلى أن قرارات السياسة الخارجية تستند إلى عدد من الاعتبارات والمتغيرات، ولا تتبع صيغة مصادقة إسرائيل مهما كان الثمن.

تحدث جيم باتي عن مسألة السياسة الخارجية والعراق، وقال إن السيناتور أوباما لم يبد أي حس بالمسؤولية تجاه الشعب الأمريكي عندما حدد إطاراً زمنياً محدد لانسحاب القوات بصرف النظر عن العواقب التي قد تتبع ذلك. واعترف باتي بأن “العلامة التجارية الأمريكية” قد تضررت للغاية في الوقت الراهن، إلا أن ما حدث يمكن إصلاحه، فالنظام الأمريكي يسمح بالتجديد وإعادة الإعمار. وأكد باتي أن ما نحتاجه هو المزيد من الرقابة وإصلاحات أقوى ورؤية أكثر وضوحاً.

ودعي أفراد من الجمهور لطرح الأسئلة على الرجلين، ما ولد مناقشة حية. ركزت بعض الأسئلة على بدء محادثات تناقش وجهات النظر العربية بخصوص أمريكا، وماذا يعني أن يكون المرء عربياً أمريكياً في ظل المناخ الحالي من أمن الوطن والتنميط العنصري.

طلب من المتحدثين الإدلاء ببيانات ختامية لإنهاء المناظرة. فأنهى باتي بالقول إنه يكن احتراماً كبيراً لباراك أوباما، لكن نظراً لقلة خبرة السيناتور، فإنه لا ينبغي أن ينتخب في عام 2008، بل عليه الإفادة من السنوات الأربع المقبلة لجمع بعض المعلومات القيمة حول الرئاسة ومن ثم الترشح لانتخابات عام 2012. في حين حذر واسرمان المرشحين للرئاسة من تجنب التركيز على القضايا الهامة والشاملة من خلال اللجوء إلى أساليب الإثارة من تبادل الاتهامات والإساءات الشخصية لتحقيق أهدافهما.

السير الذاتية للمشاركين:

جيمس دبليو باتي هو مدير إدارة التخطيط والتحليل الاستراتيجي لشعبة البيولوجيا والطب في جامعة براون. وقبل انضمامه إلى جامعة براون عام 2006، كان قد شغل منصب المدير المالي المؤسس في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر.

باتي مواطن من ولاية ماساتشوستس، وهو منتسب للحزب الجمهوري مدى الحياة، مع اهتمام كبير بالشؤون الدولية والتنمية الاقتصادية وسياسة التعليم. كان باتي من أوائل المؤيدين لحملة السناتور جون ماكين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وقام بتنظيم النشطاء على مستوى القاعدة، وساعد في ضمان فوز ماكين في ولاية رود آيلاند. في عام 2008، مثل ولاية رود آيلاند كمندوب ماكين إلى المؤتمر الوطني الجمهوري في سانت بول بولاية مينيسوتا.

الدكتور غاري واسرمان، أستاذ الشؤون الحكومية الزائر في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر. كان واسرمان أستاذاً زائراً في جامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في نانجينغ في الصين، ودرس طلاب الدراسات العليا فيها عن الحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية. بفضل منحة فولبرايت، درس واسرمان في كلية سانت أنتوني وجامعة أكسفورد وجامعة نيروبي ومدرسة جورجتاون للشؤون الدولية. نشر كتابه: أساسيات السياسة الأمريكية من قبل لونجمان وتصدر حالياً طبعته الثالثة عشرة. قام واسرمان بالتدريس في جامعة كولومبيا، في كلية ميدغار إيفرز في مدينة نيويورك وجامعة جورج ماسون.

بوصفه نائباً أول لرئيس شركة العلاقات العامة بوزل سوير ميلر، نظم الدكتور واسرمان حملات محلية وعلى مستوى الولايات، كما عمل كشريك في شركة واشنطن الشعبية. تشمل خدمته العامة العمل بصفة المنسق الوطني للقضايا في الحملة الرئاسية؛ والمساعد التشريعي في مجلس النواب، والمساعد الخاص لشؤون التقييم لمدير الوكالة الأمريكية للتنمية. ويعمل حالياً بصفة مستشار لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد ألقى خطابات في العديد من البلدان في إطار البرنامج الخطابي للولايات المتحدة، كما أنشأ واسرمان شركة بنيان للاستشارات، وهي شركة ضغط غير ربحية تساعد الفقراء.

يتمتع ديفيد فوستر بما يزيد عن 34 عاماً من الخبرة كصحفي، عمل على تغطية حوادث في أكثر من 50 بلداً. التحق فوستر بقناة الجزيرة الإنجليزية بعد قناة سكاي نيوز، القناة الإخبارية الفضائية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، حيث أمضى ما يقارب عشرة أعوام عمل فيها كمذيع للأخبار وكمراسل اقتصادي.

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.