الاقتصاد السياسي للخليج – مجموعة العمل الأولى
عقد مركز الدراسات الدولية والإقليمية أول اجتماعات مجموعة العمل حول “الاقتصاد السياسي للخليج” على مدار يومي 23-24 يناير 2010 ، و”الاقتصاد السياسي للخليج” هو مبادرة بحثية لمركز الدراسات الدولية والإقليمية تدرس الجوانب الرئيسية للأوضاع الاقتصادية والسياسية المعاصرة في منطقة الخليج والتحول في المنطقة على المدى الطويل من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة، و شارك فيها عشرة من المتخصصين البارزين في الخليج من ذوي الخبرة في مختلف جوانب الاقتصاد السياسي في منطقة الخليج.
وأحد أهم جوانب الاقتصاد السياسي في الخليج هو بروز ما يسمى الدول الريعية، وتناول المشاركون في مجموعة العمل العلاقة بين الاقتصادات الريعية وتطوير نماذج الحكم الديمقراطي، وفي الحالات القصوى من الريعية تقلل المشاركة السياسية، إلا أنها تؤدي إلى استقرار النظام.
وقد حظي دور صناديق الثروة السيادية (SWF) في الاقتصادات الخليجية بالكثير من الاهتمام، ولكن للأسف فوفق ما لاحظه المشاركون فإن البيانات المتعلقة بحجم صناديق الثروة السيادية بصورة دقيقة في دول مجلس التعاون الخليجي غير كافية، ولا يمكن الاعتماد عليها، بل وتكون متضاربة إلى حد كبير. تستخدم صناديق الثروة السيادية في الدول الخليجية للاستثمارات العامة طويلة الأجل التي تتبع المؤشرات الدولية للاستثمارات الإستراتيجية الأصغر ضمن مشاريع محددة مثل مناجم البوكسيت وشركات التكنولوجيا؛ أو للاستثمار في أدوات تطوير الصناعات المحلية.
درست مجموعة العمل أيضا النظم المصرفية الإسلامية، وكيف أنها تدخل ضمن البنية التحتية المالية الإجمالية لدول الخليج المعاصرة وأسواق رأس المال، وتناولت بشكل خاص الفروق بين المبادئ المصرفية الإسلامية السنية والشيعية في دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، وفي كلتا الحالتين، أصبحت الخدمات المصرفية الإسلامية إستراتيجية عمل شعبية ومربحة لدول الخليج.
قدم أحد المشاركين تقييما لآفاق الاتحاد النقدي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وكان من بين العواقب الاقتصادية المترتبة على مثل هذا الاندماج إلغاء أسعار الصرف، وزيادة التجارة بين الدول الأعضاء، وتحسين المصداقية الدولية للأسواق المالية الخليجية، كما أن نجاح الاتحاد النقدي يعزز أيضا قوة الخليج في المساومة الدولية. كذلك فقد درست مجموعة العمل لاتحاد النقدي الخليجي في ضوء الضغوط التي تمارس من مجموعة متنوعة من قوى خارجية.
وكان الموضوع العام الذي تم تناوله خلال الاجتماع هو تنويع اقتصاديات الدولة الخليجية، مع التركيز بشكل خاص على الانتقال من النفط والغاز نحو الاقتصاد القائم على المعرفة في مراكز مالية مزدهرة على أساس إدارة الأصول، وكان لصناعات المؤسسات التعليمية والملكية الفكرية أهمية خاصة لهذه الفلسفة الاقتصادية والبنية التحتية الجديدة.
وتناولت مجموعة العمل بالبحث والدراسة خلال اجتماعها صعود وسقوط “نموذج دبي” في التنويع، وكيف أنه يختلف عن الاستراتيجيات السابقة التي استخدمت الدولة، وعلى الرغم من المشاكل الأخيرة التي شهدتها حكومة الإمارات العربية المتحدة، فإن النظرة العامة محليا ودوليا على حد سواء هي أن هذا هو مجرد زوبعة مؤقتة في دورة حياة دبي، فعلى الرغم من خلوها من آبار النفط، إلا أن دبي تمكنت من جذب الثروة النفطية وأقامت لنفسها مكانة مرموقة كمركز مالي نشط كامل.
حدد المشاركون الظروف الديموغرافية والاقتصادية التي يرجح أن يكون لها تأثير على الاقتصاد السياسي في منطقة الخليج في المستقبل، وتمت مناقشة عواقب الفوارق بين الهرم السكاني في إيران وفي الخليج على التنمية الاقتصادية مستقبلا ، ومن خلال الاستفادة من إحصاءات التجارة وبيانات السوق أيضا، قام بعض المشاركين بتقييم آفاق التكامل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وكيفية تأثير ذلك على علاقاتها التجارية مع بقية دول العالم، واعتبرت مناطق التجارة الحرة في اقتصادات دول الخليج ذات أهمية خاصة في هذا الصدد.
ومن المتوقع أن تستمر هذه المبادرة البحثية لمدة عام واحد على أن تضمن اجتماعا آخر على الأقل خلال عام 2010، وفيه يقدم المشاركون الأوراق البحثية، وفي النهاية سيتم مراجعة هذه الأوراق ونشرها في مجلد محرر بعنوان الاقتصاد السياسي في الخليج الفارسي (مطبعة جامعة كولومبيا / هيرست، 2012).
المشاركون والمناقشون:
- أليكسس أنطونيادس، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- زهرة بابار، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- كاي هنريك بارث، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- سفين بهرندت، مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت
- ماري بريدنغ، جامعة جورجتاون، واشنطن، مقاطعة كولومبيا
- جون ت. كريست، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- كريستوفر ديفيدسون، جامعة دورهام
- ندى عيسى، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- ستيفن هيرتوغ، كلية باريس للشؤون الدولية )معهد العلوم السياسية(
- مهران كامروا، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- مسعود كارشيناس ، جامعة لندن- كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في
- سوزي ميرغاني، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- حامد نفيسي، جامعة نورث وسترن في قطر
- جواد صالحي أصفهاني، جامعة ومعهد فرجينيا للتكنولوجيا
- غانيش سيشان، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- جان فرانسوا سيزنيك، جامعة جورجتاون، واشنطن، مقاطعة كولومبيا
- كريستيان كوتس أولريشسين كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية
- دانيال يستبروك، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
- رودني ويلسون، جامعة دورهام ومؤسسة قطر، كلية الدراسات الإسلامية
- نقولا زانيبوني، جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر
مقال بقلم: سوزي ميرغاني، منسق منشورات مركز الدراسات الدولية والإقليمية