الأمن الغذائي وسيادة الغذء في الشرق الأوسط – مجموعة العمل 1

الأمن الغذائي وسيادة الغذء في الشرق الأوسط  – مجموعة العمل 1

عقد مركز الدراسات الدولية والإقليمية اجتماعًا لمجموعة العمل استغرق يومين في 13-14 نوفمبر 2011، لمناقشة القضايا المتعلقة بالمبادرة البحثية حول “الأمن الغذائي وسيادة الغذاء في الشرق الأوسط“. وتألفت مجموعة العمل من خبراء في هذا المجال طرحوا الجوانب التاريخية، والاقتصادية، والسياسية للموضوع، علاوة على حالات خاصة للدراسة في بعض دول منطقة الشرق الأوسط. كما شارك في الاجتماع بعض الحاصلين على منحة مركز الدراسات الدولية والإقليمية الذين زودوا أعضاء المجموعة بالتحديثات حول مشروعاتهم البحثية قيد الدراسة، وشاركوا معهم النتائج المبدئية.

وبسبب الظروف الطبيعية السيئة في العديد من دول الشرق الأوسط ودول الخليج، لم تحقق هذه الدول أبدًا الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وظلت معتمدة بشكل كبير على المواد الغذائية المستوردة. وهذه العلاقة المتمثلة في الاعتماد على الآخرين للحصول على حق أساسي من حقوق الإنسان جعلت من قضية الغذاء والأمن الغذائي مناطق تخضع للعبة السياسة بشكل كبير. ومن الناحية التاريخية، لعب الغذاء وإمكانية الوصول إليه أدوارًا رئيسية في العقد الاجتماعي بين الحكومات وشعوبها، وكان له تأثيرات كبرى على السياسات الداخلية في الدول العربية. خاصة منذ التقلب الكبير والارتفاع الرهيب في أسعار الغذاء في 2008، حيث فرضت الحكومات قسرًا استراتيجيات خاصة وسياسات للتعامل مع قضايا التضخم والاضطرابات العامة المصاحبة له. وأوضح المشاركون كيف أثر ارتفاع أسعار الغذاء في الشرق الأوسط بشكل مباشر في انطلاق الاحتجاجات العربية والإطاحة الحكومات الراسخة لسنوات. ومن ثم يكون توفر الغذاء وسيلة من الوسائل التي تلجأ إليها الحكومات لكسب الشرعية السياسية وليست فقط ضمن قضايا الصحة والسلامة الاجتماعية.

في منطقة الخليج، تعتمد صفقة الحكم على ترتيبات أصحاب الأملاك، وهذا يعني أن مجلس التعاون الخليجي ينبغي عليه ضمان الاستقرار الحالي والمستقبلي لتوريد الغذاء ومن ثم قام بالاستثمار في العديد من خطط الأمن الغذائي طويلة الأجل سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وأوشح المشاركون أنه لم تكن هناك استراتيجية شاملة تتعلق بالأمن الغذائي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، برغم وجود خطط مشابهة في بعض المحاولات. وحاليًا، بدلًا من التطرق للأسباب الأصيلة لارتفاع أسعار الغذاء بشكل رهيب، ولكن هناك ميل للتعامل مع أعراض المشكلة في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال إصدار سياسات تخفض أسعار الغذاء من أجل استقرار السوق.

ومن الأمور المثيرة للجدل بشكل كبير والتي انتشرت بين الرأي العام في مجال مبادرات الأمن الغذائي هي استراتيجية “الاستحواذ على الأراضي” الأجنبية. وبرغم من نجاح العديد من هذه الخطط بشكل كبير من جانب الإنتاجية، تفجر مثل تلك المبادرات المشكلات لأسباب مختلفة منها السياسي ومنها الأخلاقي. فعملية الاستحواذ على الأراضي في دول العالم الثالث الفقيرة لا تخضع بالضرورة إلى القوانين المتفق عليها دوليًا. وهذه غالبًا ما تكون الحالة التي تضعف فيها قوانين ضمان حقوق الأراضي والملكية ولا يتم تطبيقها بالشكل السليم، ومن ثم تمهد الطريق للممارسات الفاسدة والاستحواذ القسري على المزارع المحلية.

وعلى المستوى العالمي، لابد من دراسة تغير المناح والقضايا البيئية كجزء هام من البحث. ومن وجهة النظر الاجتماعية المنطقية، زادت عملية التغير في أسلوب الحياة والعادات من الطلب على أنواع مختلفة من الأطعمة، وأدى هذا بدوره إلى زيادة الضغط البيئي والاقتصادي. وقد وصل الأمر إلى استمرار اعتماد دول الشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي على استيراد أنواع معينة من الأطعمة من الخارج، مما أوجد الحاجة إلى بحث التعاون الإقليمي. وقد وجه المشاركون نصيحتهم إلى هذه الدول بالاستثمار في مخازن الطعام الإقليمية أو الدولية، سواء كانت مخازن حقيقية أو افتراضية. وتحتاج دول الخليج إلى تطوير علاقات أقوى مع الشركاء الأجانب مثل منظمة التجارة العالمية من أجل اتخاذ تدابير زيادة القدرة الاستيعابية، بدلًا من الاعتماد على فكرة الاكتفاء الذاتي، والتي يراها المشاركون غير مستدامة نهائيًا.

وحذر المشاركون من الاهتمام المفاجئ للحكومات بمسألة الأمن الغذائي كمجال للاستثمار، حيث يمكن أن يُنظر له بعين الانتقاد. فتاريخيًا، لطالما كانت الدول عرضة للمخاوف بشأن الاحتياطي الغذائي المستقبلي، مما يدل على خطأ فكرة “الاكتفاء الذاتي من الغذاء”. فكانت الدول تلجأ إلى تخزين الطعام في أوقات الحروب بسبب الخوف المتأصل المتعلق بتأمين الغذاء. وكثيرًا ما تم استخدام الخوف بشأن وفرة الموارد الغذائية الحالية أو المستقبلية كذريعة لتتنفيذ أجندات سياسية بديلة. ولا تعد الدعوات التي تنادي بإنتاج أكبر للغذاء محليًا في دول الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي برامج معقولة بالنظر إلى الميزانيات و/أو الموارد المحدودة لهذه الدول.

المشاركون والمتناقشون:

  • عبد الرحمن صالح الخليفة، جامعة الملك سعود
  • خالد نهار م. الرويس، جامعة الملك سعود
  • زهرة بابار، مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الخارجية بقطر
  • جون ت. كريست، مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الخارجية بقطر
  • طاهرة العبيد، جامعة قطر
  • نهلا حولا، الجامعة الأمريكية في بيروت
  • ميرهان كامرافا، مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الخارجية بقطر
  • سوزي ميرغاني، مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الخارجية بقطر
  • نادية تالبور، مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الخارجية بقطر
  • فلورا ويتني، مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الخارجية بقطر
  • إيكارت فيرتز، جامعة برينستون

المستفيدون من منحة مركز الدراسات الدولية والإقليمية:

  • إليسا كافاتورتا، جامعة لندن
  • شادي حمادي، الجامعة الأمريكية في بيروت
  • جاين هاريجان، كلية الدراسات الشرقية والأفريقية – جامعة لندن
  • كارين سيفرت، الجامعة الأمريكية في بيروت
  • بن شبرد، جامعة سيدني
  • سلوى طعمة طوق، الجامعة الأمريكية في بيروت
  • ماري آن تيترولت، جامعة ترينيتي
  • ديبورا ل. ويلر، الأكاديمية البحرية بالولايات المتحدة

مقال لسوزي ميرغاني، مركز الدراسات الدولية والإقليمية – منسق الإصدارات