إدوارد دجيرجيان في محاضرة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم العربي والإسلامي

إدوارد دجيرجيان في محاضرة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم العربي والإسلامي

قدم إدوارد دجيرجيان صاحب الخبرة الواسعة في مجال العمل الدبلوماسي، وسفير الولايات المتحدة السابق في سورية وإسرائيل، رؤاه وتحليلاته فيما يخص التحديات الراهنة التي تواجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا أمام حشد غفير في النادي الدبلوماسي في الدوحة يوم 17 مارس 2009.

تخرج السفير دجيرجيان، من كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون، ويعمل حالياً مدير معهد جيمس أ. بيكر الثالث للسياسة العامة في جامعة رايس. وكان دجيرجيان قد عمل في ثماني إدارات للولايات المتحدة منذ عهد جون كينيدي وصولاً إلى عهد بل كلينتون، وشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون جنوب آسيا والشرق الأدنى وسفير الولايات المتحدة إلى سورية وإسرائيل. نشر دجيرجيان عام 2008 كتاباً بعنوان الخطر والفرصة: رحلة سفير أمريكا عبر منطقة الشرق الأوسط، وأورد فيه تفاصيل تجربته في المنطقة.

أشار السفير دجيرجيان في محاضرته أن “التحديات التي تواجه إدارة أوباما في السياسة الخارجية تجاه العالم العربي والإسلامي هي كبيرة نسبياً”. وتناول تحديات سياسة الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان، مؤكداً أن السياسة في المنطقة غالباً ما تكون مترابطة وما يحدث في إحدى الدول يمكن أن يؤثر بشكل كبير على دول أخرى. وأشار إلى مركزية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على وجه التحديد، قائلاً إن ما يسمى المحافظين الجدد قد أخطأوا عندما زعموا أن الطريق إلى السلام في المنطقة يمر عبر بغداد بدلاً من القدس. في حين أشاد ببعض التطورات الإيجابية في العلاقات بين العرب وإسرائيل، بما في ذلك مؤتمر مدريد عام 1991، الذي تفاوض فيه العرب والإسرائيليون وجهاً لوجه لأول مرة، وقال دجيرجيان أنه من الضروري أن تكون سياسة الولايات المتحدة موجهة نحو إيجاد حل للصراع. وأضاف أن مصطلح “عملية السلام” لم يكن مفيداً لأنه يعني أن لا نهاية في الأفق، لذلك فهو يفضل التركيز على رؤية تنحو باتجاه تحقيق المزيد على النتائج.

أكد دجرجيان في نقاشه حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه العراق ان إدارة بوش ارتكبت خطأ فادحاً عند تجاهلها توصية رئيسية من مجموعة دراسة العراق بشأن الانخراط دبلوماسياً مع خصومها إيران وسورية. فالولايات المتحدة لديها الكثير من المصالح المشتركة مع إيران على وجه الخصوص، من بينها التعاون من أجل العراق وأفغانستان والطاقة. يرى دجرجيان أن جميع القضايا سوف تكون على طاولة المفاوضات في المحادثات مع إيران، باستثناء التهديد بتغيير النظام. وقال إن العمل العسكري ضد إيران سوف يشكل فشلاً كبيراً.

يرى السفير أن سياسة الولايات المتحدة في أفغانستان والباكستان تعاني من انعدام الاتساق في النهج، في جزء منها، وذلك نظراً لانشغالها بالحرب في العراق. واقترح السفير أن تعمل إدارة أوباما على تخفيض أهدافها العسكرية وتوقعاتها في أفغانستان، كجزء من الاعتراف بأنه، من الناحية التاريخية، لا يمكن السيطرة على البلاد بسهولة من قبل قوى أجنبية. إضافة إلى ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تعيد بناء الطرق والبنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية والأمن للشعب الأفغاني، وذلك لاعتبار أن طالبان تزدهر في الأماكن التي تفتقد هذه الأساسيات.

يقول السفير دجيرجيان، متحدثاً عن المنطقة ككل، إنها “محفوفة بالقضايا الحرجة – العالقة دون حل – والتي تحتاج إلى انتباه شعوب المنطقة في المقام الأول، لكنها بحاجة أيضاً، للمشاركة البناءة المأمولة من العالم الخارجي”. ورأى السفير أن “ما يجمع كل هذه القضايا المحددة، في رأيي، هو صراع الأفكار في العالم الإسلامي وأعني بذلك الصراع بين قوى الاعتدال وقوى التطرف، ليقع في الوسط أولئك – خاصة الأجيال الأصغر سناً – الذين لم يحسموا أمرهم في أي طريق سيمضون. هذا هو صراع الأفكار الذي سيحدد مستقبل العالم العربي”.

اختتم دجرجيان حديثه بالإشارة إلى أن مشكلة جهود الولايات المتحدة لتعزيز الديمقراطية هي احتمال أن الأحزاب الإسلامية المتطرفة سوف تستخدم الانتخابات لتولي السلطة بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي. لذا ينبغي على الولايات المتحدة أن تتخذ نهجاً حذراً لتعزيز ثقافة الديمقراطية بدلاً من محاولة فرض النظام الديمقراطي الأمريكي على غرار الثقافات الأجنبية. وشدد على التعليم باعتباره لبنة مهمة في عملية تعزيز للديمقراطية، مسلطاً الضوء على الدور الذي يلعبه التعليم في المجتمع العربي الراقي على مر العصور مستشهداً بالمدينة التعليمية في قطر كمثال على نهوض نماذج جديدة للتعليم في المنطقة.

الملخص بقلم: ألكس شنك. تخرج ألكس من جامعة جورجتاون عام 2008 بتخصص رئيسي في اللغة الإنكليزية وتخصص فرعي في اللغة العربية والإدارة الحكومية. قبل تخرجه درس شنك في القاهرة في مصر، وأكمل فترة تدريب مع وزارة خارجية الولايات المتحدة في الوحدة في قطر. يدرس ألكس حالياً اللغة العربية في جامعة قطر.