آلي فيرجي في محاضرة عن الأحداث الجارية في ساحل العاج وجيبوتي والسودان

آلي فيرجي في محاضرة عن الأحداث الجارية في ساحل العاج وجيبوتي والسودان

استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية ونادي الطلبة الأفارقة في جامعة جورجتاون في قطر بتاريخ 10 أبريل 2011، حلقة نقاش مع آلي فيرجي كبير الباحثين في معهد الأخدود العظيم والمتخصص في السياسات المعاصرة في أفريقيا لإلقاء محاضرة تحت عنوان: “الأحداث الجارية في ساحل العاج وجيبوتي والسودان”. ويذكر أن فيرجي قد أمضى وقتاً طويلاً في البلدان محور المحاضرة لإجراء البحوث والعمل بوصفه مراقب انتخابات.

بدأ فيرجي بوصف الأحداث الجارية في السودان والنتائج المحتملة للاستفتاء الأخير الذي صوت لصالح تقسيم البلاد إلى قسمين. يقول فيرجي إن “أكثر الأمور أهمية وإثارة للاهتمام حول الاستفتاء في السودان أنه كان مقبولاً من كلا الطرفين.” وعلى الرغم من الإيجابيات، فإن الامتيازات التي نتجت عن اتفاق السلام قد ذهبت للحزبين الحاكمين في كلا الجانبين على حساب الشعب. طغى على الاستفتاء مسحة استبدادية خطيرة فالنسبة المرتفعة للغاية من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لم تكن نتيجة حركة تعبئة مدنية بشكل عفوي، إنما عمد الحزب الحاكم إلى تفقد المنازل لضمان أن جميع الناخبين المسجلين قد أدلوا بأصواتهم. ومع ذلك، يرى فيرجي أنه على الرغم من البهجة الناتجة عن التغيير الاجتماعي والسياسي الجذري في البلاد، يجب ألا نغفل عن حقوق الناس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي لم تتحقق بعد. “نواجه في السودان حالياً هذا الظرف الاستثنائي، فالتصويت الذي تحلى بالديمقراطية إلى حد كبير والمبشر بأحدث دولة في أفريقيا، له مدلولات أخرى، فاعتباراً من يوليو سوف يصبح جنوب السودان دولة مستقلة، بحزب واحد في دولتين. وهي نتيجة غير تقليدية للعملية الديمقراطية”.

منذ أن بدأ تطبيق الاستفتاء ركزت وسائل الإعلام الدولية على وصف الشكل “الجديد” الذي سيكون عليه السودان. وبما أن مسألة الشمال والجنوب قد أضحت موضوعاً هاماً جداً، فمن الضروري ألا ننسى مناطق الصراع الأخرى مثل دارفور وكردفان، حيث توجد جاليات متعددة الأعراق والأديان، والتي قد لا تمثلها النخبة العربية المسلمة الحاكمة. إذا فالمجتمعات في هذه المناطق ترغب باحترام حقوقها والوصول إلى حكم ذاتي تماماً كما فعل الجنوب.

أما الدولة الثانية التي تناولها فيرجي فهي “جيبوتي، التي تعد بلداً مستقراً في جوار غير مستقر للغاية”. تقع جيبوتي في منطقة استراتيجية من الناحية الجغرافية على باب المندب، البوابة الساحلية بين خليج عدن والبحر الأحمر، الذي يعتبر أحد أكثر القنوات الملاحية ازدحاماً في العالم. يقول فيرجي: “لا تعتبر جيبوتي هامة بحد ذاتها من حيث التجارة الدولية، إلا أنها هامة جداً من حيث التجارة الدولية في شرق أفريقيا”. وذلك لأن “85 مليون إثيوبي يعتمدون بشكل كامل على الواردات القادمة عبر ميناء جيبوتي”، نظراً لأن إثيوبيا لم تعد قادرة على الاعتماد على إريتريا كميناء بحري بسبب تدهور العلاقات بينهما بعد انفصال إريتريا عن إثيوبيا. علاوة على ذلك، أشار فيرجي إلى أنه على الرغم من أن جيبوتي تقع في قلب المكافحة الدولية للقرصنة وعمليات الإرهاب و”هي المضيفة للقاعدة العسكرية الأمريكية الوحيدة في أفريقيا”، فموقعها الاستراتيجي الهام قد لعب دوراً هاماً كقناة للهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية وأوروبا.

بالانتقال إلى ساحل العاج، يرى فيرجي أنه يجب على معظم الناس في العالم أن يكونوا أصحاب مصلحة فيما يحدث هناك، ذلك لأنها “الدولة الأكثر أهمية في العالم من حيث تحديد أسعار الشوكولا”، كونها المنتج والمصدر الرئيسي لحبوب الكاكاو. مع ذلك، وعلى الرغم من الثروة النسبية التي تمتلكها البلاد، فقد ابتليت بحرب أهلية على مدار العقد الماضي تقريباً، ما أدى إلى تشريد أعداد كبيرة من النازحين. يتم حالياً تقسيم البلاد ثانية بسبب الخلاف الدائر حول الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، حيث يدعي كل من لوران جباجبو والحسن واتارا الفوز الصحيح بالانتخابات. يوضح فيرجي ذلك قائلاً: “كان من المفترض للانتخابات التي جرت العام الماضي أن تنهي الأزمة، إلا أنها في الواقع قد عمقت الهوة بين الطرفين”.

اختتم فيرجي حديثه بالربط بين الدول الثلاث عبر تحديد أوجه الشبه بينها، بما يشمل الطرق التي صورت فيها وسائل الإعلام التصور العام والاستجابة للأحداث في هذه الأماكن. ثانياً، ترتبط هذه الدول الثلاث بتاريخ من التفسيرات المخيبة للآمال للانتخابات الديمقراطية. ثالثاً، “ثمة اعتبارات استراتيجية في هذه البلدان الثلاث” وتتحدد أولوية كل منها دولياً بالاستناد إلى غناها بالموارد أو موقعها الجغرافي. وأخيراً قال فيرجي: “نرى في هذه النماذج الثلاثة أهمية ومركزية الأفراد على حساب الأنظمة”.

آلي فيرجي هو مؤلف الكتاب الذي نشر مؤخراً سباق ضد الزمن: العد التنازلي للاستفتاء في جنوب السودان وأبيي. كما ساعد فيرجي في الفترة الواقعة مابين عامي 2006 – 2008 في إدارة الخدمات اللوجستية الخاصة بعودة اللاجئين السودانيين من كينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى. وما بين عامي 2008 – 2010، ساعد فيرجي في إدارة أول بعثة مراقبة دولية للانتخابات في السودان لصالح مركز كارتر. بالإضافة إل ذلك، فقد تولى فيرجي عدة مهام في أفغانستان وبوتسوانا والصين وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا وكينيا وموزمبيق والسنغال والصومال وجنوب أفريقيا.