أنتونى أبياة يلقى محاضرة تحت عنوان “أن تكون مواطنا عالميا اليوم .”

أنتونى أبياة يلقى محاضرة تحت عنوان

دعي ضيوف وأفراد مجتمع كلية الشؤون الدولية-قطر بجامعة جورجتاون إلى حضور حلقة من سلسلة الحوار الشهري أجراها الأستاذ الزائر بمركز الدراسات الدولية والإقليمية (CIRS) والأستاذ بجامعة برينستون كوامي أنتوني أبياه، تحت عنوان “أن تكون مواطنا عالميا اليوم.” استضاف الحلقة كل من مركز الدراسات الدولية والإقليمية و كلية الشؤون الدولية-قطر، وحضرها عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين وأفراد من عموم المجتمع في قطر.

بدأ أبياه بالقول إنه سوف يستقي من التاريخ، والتاريخ الفكري على وجه التحديد. وتابع بإعطاء مقدمة موجزة عن الكونية لجمهوره، بدءا من الإغريق، وتحديدا ديوجين الكلبي. وتتبع أبياه مسار فكرة الكونية منذ نشوئها وصولا إلى عصر التنوير في أوروبا والزخم المعاصر إزاء العولمة.

تشتمل الكونية، كما يعرفها أبياه، على ثلاثة مبادئ مركزية – أولا، أن جميع البشر هم إخوة مواطنون؛ ثانيا، أن واجب الرعاية ينطبق على جميع البشر؛ وثالثا، أن الحوارات يجب أن تتم عبر الاختلافات. وعلى وجه الخصوص، أوضح أبياه أن أفضل وسيلة لفهم فكرة المواطنة العالمية لا تقتضي بالضرورة إنشاء حكومة عالمية واحدة. وهو يفرق بين فكرته وبين بقية الأفكار عن العالمية لأنها تعترف بالتعددية وتحتفي بتنوع التجارب البشرية.

أشار أبياه أيضا إلى أهمية التقدم التكنولوجي في تعزيز الكونية كرؤية عالمية، بما في ذلك الصحافة المطبوعة، وحتى قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الإعلامية العالمية.

وعندما سئل عن الإسهامات التي قدمها المسلمون تاريخيا لفكرة الكونية، كان جوابه مؤيدا بشكل قاطع، وقال: “إن أول نموذج للتعايش الكوني في أوروبا كان في الأندلس إبان حكم المسلمين.” وواصل حديثه موضحا أن أفكار الكلبيين لم تكن لتنتشر في أنحاء أوروبا من دون إسهامات العلماء المسلمين في الأندلس وفي كل مكان، الذين طوروا ونشروا هذه المبادئ الفلسفية القديمة.

وفيما يتعلق بالنماذج الحالية للكونية، قال أبيا إن مدنا مثل الدوحة ودبي تشكل نماذج مثيرة للاهتمام للأماكن التي يجب أن يشعر الكونيون فيها بأنهم في موطنهم، ولا يرجع السبب في ذلك لمجرد التسلية، التي تعني الرياضة والسياحة والفعاليات، بل في سياق المشاريع المشتركة. لكن أبياه وضع محددات لهذه النماذج الناجحة، قائلا: “هناك كونية في القاع وكونية في القمة. فعلى سبيل المثال، الشخص الذي يعيش في مخيم للاجئين يمكن أن يكون منفتحا للغاية على العالم، في حين أن الشخص الذي يقع ضمن شريحة الدخل العليا في مجتمعه قد يكون غير كوني إلى حد بعيد. “

البروفيسور كوامي أنتوني أبياه موجود في قطر كأستاذ زائر في مركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لكلية الشؤون الدولية-قطر بجامعة جورجتاون. مركز الدراسات الدولية والإقليمية (CIRS) هو معهد أبحاث رائد مكرس للدراسة الأكاديمية للقضايا الإقليمية والدولية. يقوم المركز برعاية عدد من المنتديات على مدار العام، في إطار سعيه إلى تيسير الحوار وتبادل الأفكار حول طائفة واسعة من القضايا بهدف إشراك وإثراء طلاب الجامعة وأفراد المجتمع.

تعد جامعة جورجتاون – التي تأسست في عام 1789 – أقدم جامعة كاثوليكية ويسوعية في الولايات المتحدة. وهي اليوم جامعة بحثية دولية كبيرة تضع الطالب في قلب اهتمامها، وتوفر برامج بكالوريوس ودراسات عليا وبرامج مهنية محترمة في العاصمة واشنطن والدوحة، وحول العالم. ويعتبر إنشاء فرع للجامعة في قطر عام 2005 استمرارا لتاريخ طويل من الانخراط في الشرق الأوسط.

في الوقت ذاته، ومنذ عام 1919، كرست كلية إدموند والش للشؤون الدولية بجامعة جورجتاون نفسها لتعليم الجيل القادم من الدبلوماسيين والقادة العالميين والأكاديميين. لدى الطلاب الذين يدرسون في فرع الجامعة بالدوحة فرصة للاختيار بين دراسة الاقتصاد الدولي (IECO) أو السياسة الدولية (IPOL) أو الثقافة والسياسة (CULP).