وفق دراسة أعدتها جامعة جورجتاون: الدين لا يغير النظرة للمعلومات سواء من قناة الجزيرة أو الـ “سي إن إن” على نحو محض

وفق دراسة أعدتها جامعة جورجتاون: الدين لا يغير النظرة للمعلومات سواء من قناة الجزيرة أو الـ

استضافت جامعة جورجتاون ، كلية الشؤون الدولية في قطر ، أولى ندوات أعضاء هيئة التدريس كجزء من سلسلة ندوات ينظّمها قسم الاقتصاد الدولي للعام الأكاديمي الجديد 2011 – 2012.وفي سياق الندوة التي كان عنوانها “العلامة التجارية لوسائل الإعلام، والنظرة العامة حولها”، عرض مقدّم الندوة، البروفيسور المساعد الزائر أليكزيس أنتونيادس النتائج المذهلة للبحث الذي أجراه في قطر مع فريقه عن إمكانية تأثير العلامة التجارية للوسيلة الإعلامية على نظرة المشاهدين أو تصورهم لما تقدمه من معلومات.ووفقاً للبروفيسور أليكزيس، فقد طُلب من أفراد في قطر كجزء من الاختبار توفير معلومات أساسية مثل العمر والجنس ومستوى الدخل والديانة إلخ. ومن ثم تمت دعوتهم إلى التعليق على مقطع فيديو من قناة الجزيرة مدته 3 دقائق من العام 2006 عن الجدل المتعلق بالرسومات الدانماركية.وقال البروفيسور:”ولكن، أضفنا عنصر تضليلي حيث قمنا بتبديل شعار قناة الجزيرة بشعار “سي إن إن” في بداية مقطع الفيديو وأشرنا إلى أن الاستطلاع خاص بقناة سي إن إن”.وأضاف البروفيسور أنتونيادس: “اكتشفنا أن الديانة لا تغيّر نظرتنا للمعلومات سواء كانت آتية من علامات تجارية مثل الجزيرة أو الـ “سي إن إن” على نحو محض. انما المدهش في الأمر، هو أن نظرة المجموعة تغيّرت عندما وجدوا أن المعلومات تأتي من الـ “سي إن إن” بدل الجزيرة. وقد تبيّن أيضاً أن للعلامة التجارية تأثير على القطريين والأفراد المتخرجين من جامعات مختلفة.”وأضاف: “وباستخدام المعلومات الناتجة عن الاختبار، بإمكاننا أن نرسم لمحة مختصرة عن فئة المشاهدين لقناتي الجزيرة والـ “سي إن إن” ، ونستنتج أن أكثر من 60 % من المشاركين في الاستطلاع لا يعتبرون الجزيرة والـ “سي إن إن” مصدراً رئيسياً للمعلومات. وتدلّ هذه النتيجة على أهمية الإعلام الاجتماعي كمصدر بديل للمعلومات في قطر، وفي الشرق الأوسط على وجه العموم.”وقد اعتمدت المنهجية التي استخدمت في الاستطلاع الذي شمل عيّنة واسعة وسليمة من 600 مشارك على خمس مكوّنات أساسية: (أي الجنس والديانة والمستوى العلمي)، النظرة العامة للجدل، تقييم مقطع الفيديو، ونظرتهم الخاصة عن الجزيرة وعن السي إن إن.تمّ جمع المعلومات من هيئات المجتمع من خلال التواصل معهم في المجمّعات التجارية والمقاهي المختارة عشوائياً في قطر. وتمّ تحليل الإجابات المتوسّطة كمياً من بين الاختيارات التالية “غير موافق بشدة” (علامة واحدة) و”غير موافق” (علامتان) و”محايد” (3 علامات) و”موافق” (4) و”موافق بشدّة” (5). على سبيل المثال، عندما طرح سؤال “أدعم الدعوات التي صدرت عام 2009 لمقاطعة المنتجات الدانماركية” كانت الإجابة المتوسّطة 3.1 (أي محايدة تقريباً). وعندما طرح سؤال عن كون القناة غير متحيّزة، أتت الإجابات المتوسطة 2.9 لقناة الجزيرة بينما كانت 2.5 لقناة السي إن إن.وعندما طرح سؤال “حاول المراسل إعطاء ردّ غير متحيّز” تبيّن أن الجواب المتوسّط للمشاركين الذين خضعوا لاستطلاع الرأي الخاص بالجزيرة كان أعلى بكثير واختلف احصائياً عن متوسّط الإجابات التي أعطاها المشاركين في استطلاع الرأي الخاص بالسي إن إن، رغم أن مقطع الفيديو هو ذاته”.

وبشكل مماثل، وبالإجابة عن سؤال “حاول المراسل إعطاء ردّ غير متحيّز” تبيّن مجدّداً أن المشاركين الذين شاهدوا مقطع الجزيرة توافقوا أكثر مع هذا التصريح مقارنة بالذين شاهدوا مقطع الـ “سي إن إن”.وقال البروفيسور أنتونيادس” بناءً على ذلك، وفي هذا الإطار، فإن للعلامة التجارية تأثير على نظرة المشاركين. ولكن، لم ينجح البحث في إيجاد تأثير للعلامة التجارية على نظرة الأشخاص بناءً على ديانتهم.”الجدير بالذكر أن البحث الذي أجرته جورجتاون قد عرض في الاجتماع الدولي التاسع عن الاتصالات والإعلام الذي عقد في مايو من هذا العام في أثينا، اليونان.وتم تقديم البحث ضمن مشروع برنامج التجربة البحثية الجامعية المموّل من قبل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ، بالاشتراك مع الطالبة تارة مكارم وساهمت السيدة مكارم في تطوير الاقتراح، وتصميم المسح، وإدارة المسح ، وتحليل النتائج. بالإضافة إلى ذلك عرضت نتائج الدراسة في المؤتمر الدولي في أثينا.توفّر الندوات التي يعقدها قسم الاقتصاد الدولي في كلية الشؤون الدولية في قطر منتدى مدته 75 دقيقة للنقاش الأكاديمي المعمّق عن الأبحاث في مجال الاقتصاد.