منظمة دولية غير حكومية تستخدم دراسة بحثية لطلاب جامعة جورجتاون حول العمالة المهاجرة
قبل ثلاث سنوات، عندما تعاون ستة طلاب من جامعة جورجتاون مع أستاذهم لتصميم منهج لمحو الأمية المالية للعمال المهاجرين، لم يدركوا آنذاك أنه سيتم استخدام نتائج جهودهم من قبل منظمة دولية غير حكومية لتدريب الأشخاص في مرحلة ما قبل الهجرة وعائلاتهم التي تبقى في بلدهم الأم.وقد أعرب خرّيج جورجتاون آكاش جايابراكاش عن سعادته الغامرة لرؤية جهوده تؤتي ثمارها عندما علم مؤخراً أن واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية في سويسرا سوف تستخدم المنهج الذي صممه مع فريق برنامج التجارب البحثية للجامعيين. وقال: “إن عملنا الشاق بدأ بالفعل يحدث فرقاً حقيقياً في المنطقة!”.ووجد مشروع الفريق، والذي نال في عام 2010 جائزة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، أن العمال المهاجرين يمكنهم أن يتعلموا كيفية ادخار المزيد من المال بعد حضور ورشة عمل قصيرة لمحو الأمية المالية. وركزت الدراسة على الهنود المتزوجين الذين يعملون في الدوحة، وزوجاتهم اللواتي بقين في الهند.وقد عمل الطلاب الستة تحت إشراف البروفيسور المساعد في جورجتاون غانيش سيشان وتعاونوا سوية لتنفيذ تجربة حول الإدارة المالية للعمال المهاجرين، حيث أجرى فريق البرنامج اختياراً عشوائياً للمشاركين في الدراسة من المهاجرين ليلتحقوا إما بمجموعة العلاج التي لديها خيار حضور ورشة عمل محو الأمية المالية، أو مجموعة التحكم التي لم تتم دعوتها للحضور.وتولى فريق البرنامج، وهم آيلين فرانسيس، آكاش جايابراكاش، أمينة كاندار، جيبين كوشي، مارلين نانغ، وقاضي رشيد، تقديم المساعدة في مجال البحوث التي أفضت إلى استنتاجات هامة وحاسمة. بينما عمل خريج جورجتاون، كارثيك غوبالان، الذي يدرس حالياً في جامعة كولومبيا، على المسودة الأولى للمنهج في مشروع سابق للفريق والذي شكل الأساس للدراسة الأخيرة حول محو الأمية المالية.ووجدت الدراسة الحديثة أن الممارسات المالية للعمال المهاجرين قد تغيرت بعد حضور ورشة عمل ركزت على الإدخار، كما نتج عنها تعاون أكبر في اتخاذ القرارات المالية بين هؤلاء العمال وزوجاتهم.وتقول كاترين روزنبرغ، مدير مشروع هيلفيتاس سويس للتعاون في سريلانكا: “إنه واحد من أهم مناهج التدريب المتخصصة بمحو الأمية المالية التي شهدتها حتى الآن. ولا شك أن هذا المنهج، إلى جانب مناهج أخرى، سيشكل أساساً قوياً لتطوير أداة تدريبية محددة حول آليات وضع الميزانيات والادخار”.وتتوقع روزنبرغ إمكانية تكييف المنهج لتطوير مواد تدريبية يمكن استخدامها في تثفيف العمال المهاجرين من نيبال.وتلتزم “هيلفيتاس سويس للتعاون” بجعل الهجرة أكثر أمانا للعمال، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى دعم التنمية الذاتية والمستدامة في 30 بلداً في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وتمارس المنظمة نشاطها في سريلانكا منذ أكثر من 30 عاما.وكان جايابراكاش قد سافر مؤخرا إلى سريلانكا بمنصبه الجديد كباحث مساعد في “مبادرة رفاه العمال المهاجرين” التي أطلقتها مؤسسة قطر حديثاً، وقال: “عندما أعربت هيلفيتاس، التي عملت معها في وقت سابق، عن حاجتها لمنتج متخصص في محو الأمية المالية، قمت بإطلاعهم على المنهج الذي أنجزه فريق برنامج التجارب البحثية للجامعيين في جورجتاون والذي وفر لهم ما يحتاجونه تماماً”.ومن المعروف عن كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون والتي تتواجد في قطر منذ ثماني سنوات أنها تسعى لتدريب طلابها ليكونوا مواطنين عالميين ملتزمين بخدمة ورفاه البشرية، إلى جانب تسليطها الضوء على التحديات التي تواجه قطر في سعيها للعب دور قيادي في المنطقة من خلال توفير نظم إنسانية وعادلة لتوظيف العمالة المهاجرة، وخاصة الذين يعملون في مجال البناء.وعلق الدكتور سيشان قائلاً: “فضلاً عن الاستنتاجات الكمية التي توصلت إليها الدراسة، وجدنا أنه عندما يكون الناس قادرين على الادخار وتحقيق أهدافهم المالية فإنهم يكونون سعداء وقادرين على العودة إلى أسرهم ومنازلهم، كما أنهم يكونون أكثر إنتاجية وأقل عرضة للمرض وللحاجة إلى البقاء لفترات أطول. وهذا بالتالي يعود بالنفع على المهاجرين والبلد المضيف كذلك”.