ملتقى مشترك بين جامعة بكين وجامعة جورجتاون، حول “الصين والعالم العربي” في بكين

Georgetown SFS-Q And CCAS In Beijing Dialogue On China And The Middle East

عاد غيرد نونمان عميد كلية الشؤون الدولية-قطر ومحمد زياني الأستاذ بالكلية إلى الدوحة قادمين من بكين مع عدد من زملائهم في مركز الدراسات العربية المعاصرة التابع لجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة بعد حضورهم ملتقى حواريا قدموا خلاله عددا من البحوث. حضر أيضا هذا الملتقى، الذي نظم بجهد مشترك بين جامعة بكين وجامعة جورجتاون، حول “الصين والعالم العربي” مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة أسامة أبي مرشد، ومدير برنامج ماجستير الدراسات العربية جوديث تاكر، إضافة إلى الأساتذة في مركز الدراسات العربية المعاصرة روشيل ديفيس، وجان فرانسوا سيزنيك، ونور الدين جبنون.وقد استغرق هذا الحدث الأول من نوعه ثلاثة أيام، شملت عددا من الأنشطة وورش العمل والجلسات العامة، والعروض الأكاديمية.وباعتباره مبادرة استكشافية، حقق الحدث نجاحا كبيرا، حيث أتاح لأساتذة جامعة جورجتاون التعرف على المستوى الأكاديمي الراقي والعمل الدؤوب تحت رعاية الأساتذة فو تشى مينغ ووو بينغ بينغ في قسم اللغة والثقافة العربية في جامعة بكين.وتبعث جودة الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة بكين على التفاؤل إزاء المرحلة التالية من استراتيجية جامعة جورجتاون المتعلقة بالصين، والتي بدأت بمكتب اتصال في جامعة فودان في شنغهاي ويتوقع أن تتواصل في المستقبل.وأشار العميد نونمان في معرض إشادته بالمستوى الأكاديمي إلى إتقان طلاب الدراسات العليا الصينيين المشاركين في المؤتمر للغة العربية بشكل يثير الإعجاب.وأضاف: “لقد كان مؤتمرا مثمرا للغاية. وما طرح من أوراق بحثية ونقاشات كان ممتازا. فجامعة بكين حريصة جدا على البناء على هذه النقاشات، ونحن أيضا في كلية الشؤون الدولية-قطر ومركز الدراسات العربية المعاصرة حريصون على ذلك، حتى نصل في نهاية المطاف إلى مؤتمر سنوي مشترك بالتناوب بين واشنطن والدوحة وبكين.”وكجزء من مراكز القوة الصاعدة، تتشارك كل من الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في مجموعة من الفرص الاقتصادية والسياسية، والإمكانيات والأدوار الصاعدة والتطلعات. أنشأت جامعة جورجتاون منذ عام 2007 مكتب اتصال في الصين، يعمل كجسر دائم بين المؤسستين الأكاديميتين، من أجل الاستفادة والتعلم من الجهود الأكاديمية التي تبذل هناك. وكان عنوان ورقة العميد نونمان: “أنماط السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي وعلاقتها مع الصين والولايات المتحدة”.حيث تطرق نونمان في ورقته إلى التطور في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية. وركز على وجه الخصوص على انعكاسات هذه التغييرات على علاقة دول مجلس التعاون الخليجي بالصين والولايات المتحدة.أما ورقة الأستاذ زياني فكان عنوانها: “الإعلام والسياسة في الحياة اليومية”، وتناولت الدور الذي لعبته وسائل الإعلام الاجتماعية والجديدة في الربيع العربي. وأوضح على وجه الخصوص كيف أسهمت السيطرة على المعلومات، وهي السمة المميزة للأنظمة الاستبدادية العربية، في تسييس الشباب، الذين وجدوا في الإنترنت وسيلة لاستعادة حقوقهم السياسية وحقهم في المواطنة. “وقال الأستاذ زياني: “بصرف النظر عن الجدارة الأكاديمية للمؤتمر، فقد شكل وجودي في بكين فرصة فريدة كي أرى بنفسي كيف تعد الصين نفسها للمستقبل.”أما الأوراق الأخرى التي قدمها أكاديميون من مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورجتاون في واشنطن، وجامعة بكين، وغيرها من المؤسسات الأكاديمية في الصين، فقد تطرقت إلى موضوعات متفرقة مثل تدريس اللغة العربية، والشعر الفلسطيني، وأمن الخليج واقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.وقد جدد هذا الحدث التأكيد على الدور المتنامي الذي تتبناه المراكز التعليمية المتخصصة لجامعة جورجتاون، فيما يخص علاقتها مع بعضها بعضا وفي التعاون مع المؤسسات الخارجية مثل جامعة بكين. وتعتزم كلية الشؤون الدولية-قطر متابعة وتطوير هذه الشبكات في المستقبل، جنبا إلى جنب مع مركز الدراسات العربية المعاصرة وغيره من الوحدات التعليمية لجامعة جورجتاون في وإيطاليا وتركيا والصين، من أجل تعميق الفهم والتعرف على منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها إحدى المناطق السياسية والاقتصادية ذات الأهمية المتزايدة.تعد جامعة جورجتاون – التي تأسست في عام 1789 – أقدم جامعة كاثوليكية ويسوعية في الولايات المتحدة. وهي اليوم جامعة بحثية دولية كبيرة تضع الطالب في قلب اهتمامها، وتوفر برامج بكالوريوس ودراسات عليا وبرامج مهنية محترمة في العاصمة واشنطن والدوحة، وحول العالم. ويعتبر إنشاء فرع للجامعة في قطر في 2005 استمرارا لتاريخ طويل من الانخراط في الشرق الأوسط.ومنذ عام 1919، كرست كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون نفسها لتعليم الجيل القادم من الدبلوماسيين والقادة العالميين والأكاديميين. ولدى الطلاب الذين يدرسون في فرع الجامعة بالدوحة فرصة للاختيار بين دراسة الاقتصاد الدولي (IECO) أو السياسة الدولية (IPOL) أو الثقافة والسياسة (CULP).