مشاريع جورجتاون تضع دولة قطر على خريطة البحوث

مشاريع جورجتاون تضع دولة قطر على خريطة البحوث

جددت عملية التوسع الأخيرة في جامعة جورجتاون قطر، والتي شملت هيئة تدريسية جديدة، وبرامج جديدة، وعدداً أكبر من الطلاب، التركيز على المبادرات البحثية التي يعمل عليها أعضاء الهيئة التدريسية خارج الفصول الدراسية وداخلها.ويقول الدكتور جون كريست، مدير البحوث في جامعة جورجتاون قطر: “إننا نعمل على بناء ثقافة بحث علمي حيوية وقوية في الدوحة، وذلك عن طريق استكشاف مجموعة متنوعة من القضايا التي تؤثر على قطر والمنطقة وخارجها، في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية. ونسعى أيضاً لإيجاد سبل لتطبيق بحوثنا ومنحنا الدراسية للمساعدة في مواجهة التحديات المحلية والعالمية”.وقد موّلت المنح المقدمة لجامعة جورجتاون قطر من الصندوق القطري للبحث العلمي (QNRF) مجموعة متنوعة من المشاريع والمبادرات المستقلة والتعاونية على حد سواء، والتي قام بها أعضاء هيئة التدريس الدائمين والزائرين. وبلغ المبلغ الإجمالي الممنوح لجامعة جورجتاون قطر من الصندوق القطري للبحث العلمي أكثر من 6 ملايين دولار أمريكي منذ تأسيس جورجتاون لحرمها الجامعي في قطر.وأضاف الدكتور كريست: “عادةً ما تمنح العلوم الصعبة – مثل الطب، والهندسة، والأعمال – قدراً أكبر من التمويل، إذ تحظى هذه المهن باحترام كبير وتتمتع بتاريخ عريق في الشرق الأوسط في الإسهام في التنمية الوطنية، لذلك فإن من واجبنا تسليط الضوء على أهمية وقيمة الاستثمار في بحوث العلوم الاجتماعية، وقيمة التحليلات والسياسات المرتكزة على الأدلة ضمن الفضاء الاجتماعي. إن علينا أن نعمل بجد لفعل ذلك”.وكان أحد المشاريع البحثية المبتكرة لجامعة جورجتاون قطر، والذي حظي بتطبيقات عملية هامة في الفضاء الاجتماعي، المشروع الدولي لمصادر المعلومات حول الأخلاقيات العلمية الإسلامية، والتي حدد لأول مرة، أكثر من 1500 نص حول وجهات النظر الإسلامية في قضايا الرعاية الصحية مثل علم الوراثة، وزرع الأعضاء، وتقنيات الإنجاب، باللغتين الإنجليزية والعربية. وكان التمويل المقدم من الصندوق القطري للبحث العلمي لهذا المشروع قد تم عبر منحة لثلاث سنوات، قدرها 1050000 دولار أمريكي لمكتبة بحوث الأخلاقيات العلمية ومكتبة جورجتاون قطر لتطوير هذه الخدمات والمعلومات.ويعد مشروع “سفير SPHERE”، وهو اختصار لـ “إنتاجية العلوم، وتطوير التعليم العالي، ومجتمع المعرفة”، مثالاً على التوجه البحثي الجمعي لجامعة جورجتاون قطر من خلال الشراكات مع المؤسسات الرئيسية الأخرى سعياً لتحقيق أعلى مستويات البحوث العلمية. وتولى قيادة الدراسة الممولة من الصندوق القطري للبحث العلمي ، و التي تناولت تطور الاقتصادات البحثية في العالم على مدى السنوات المئة وإحدى عشرة الماضية، فريق متعدد الجنسيات من قطر والولايات المتحدة والصين وألمانيا واليابان ولوكسمبورغ. وأشار الدكتور كريست إلى أهمية هذه العلاقات التعاونية، حيث قال: “نحن جزء لا يتجزأ من هذه الشبكة العالمية من المؤسسات البحثية الكبرى. حيث تحقق هذه البحوث التعاونية التنوع في المشاريع وترسخ مكانة دولة قطر على خريطة البحوث الدولية”.وكمثال على النشاط البحثي الإقليمي لجامعة جورجتاون قطر، مشروع بعنوان “فهم التضخم وآثاره على دول مجلس التعاون الخليجي باستخدام البيانات المفصلة”. ففي هذا المشروع الذي يموله الصندوق القطري للبحث العلمي (QNRF)، والذي يقدم أول دراسة مصغرة لاقتصادات الخليج، يستخدم الدكتور ألكسيس أنطونيادس بيانات السعر الفعلي (scanner level price) والكميات المرتبطة بالسلع الاستهلاكية السريعة التداول والتي تباع في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، لدراسة سلوك الأسعار في المنطقة. ويلخص الدكتور أنطونيادس التأثير الإقليمي لهذا المشروع بالقول: “إن نتائج الدراسة ستثري المعرفة الأكاديمية، وتعزز صنع القرار في الخليج، وتساعد الشركات في رسم استراتيجياتها، فضلاً عن الاستفادة التي سيحققها المستهلكون”.لكن مجالات البحث لا تقتصر على الهيئة التدريسية بجامعة جورجتاون قطر، إذ يعتبر مركز الجامعة للدراسات الدولية والإقليمية(CIRS) معهد ريادياً للبحوث وهو متخصص في إعداد دراسات أكاديمية للقضايا الإقليمية والدولية. وبالإضافة إلى ذلك، يشارك الطلبة في حرم المدينة التعليمية في المشروعات التي يمولها الصندوق القطري للبحث العلمي من خلال برنامج أبحاث الطلبة الجامعيين، والذي تم إنشاؤه من قبل مؤسسة قطر بغية تعزيز مفهوم التعلم بالممارسة والأنشطة التوجيهية والتدريب العملي كأساليب فعالة للتعليم الجامعي. ويشارك حالياً 17 طالبا من جامعة جورجتاون في مشروع بحثي ضمن برنامج أبحاث الطلبة الجامعيين، ويركز المشروع على مجموعة متنوعة من المواضيع تشمل التخطيط العمراني في الدوحة إلى الاتجاهات العالمية في استخدام العملة الرقمية bitcoin.ويوضح الدكتور كريست أن التعليم القائم على البحث يعد عنصراً هاماً من فلسفة التعليم في جورجتاون، ويضيف: “إن العلاقة بين التدريس والبحث العلمي علاقة وطيدة. إذ يتعلم الطلاب بشكل أفضل عندما يتم تشجيعهم على إجراء البحوث ورؤية كيفية خلق المعرفة، كما يتمتع المعلمون بأسس المفاهيم النظرية في الأمثلة المستمدة من البحوث الواقعية الخاصة بهم”.ويجري حالياً إعداد العديد من المشاريع البحثية، ويضمن التقدم لإجراء البحوث في المستقبل الاستمرارية والديمومة، لذلك فإن التوقعات بشأن البحوث العلمية عالية المستوى في جامعة جورجتاون قطر إيجابية للغاية، فهي مؤسسة متخصصة بالشؤون الدولية، على عكس الكثير من المؤسسات الأخرى حول العالم، وحول ذلك يقول الدكتور كريست: “هذا العصر ليس مواتياً على الإطلاق في تاريخ تمويل البحوث الإنسانية والأنشطة الاجتماعية. وقد تسارعت وتيرة التوجه السلبي في أعقاب المشاكل الاقتصادية العالمية الأخيرة. لكن قطر تقوم بتوسيع نطاق التمويل لأبحاثها كمسار للتنمية الوطنية، ونحن هنا في جورجتاون ملتزمون بجعل الاستثمار يؤتي ثماره”.