محاضرة عامة في جامعة جورجتاون قطر تناقش الشتات الهندي في دبي
استضافت جامعة جورجتاون قطر في المدينة التعليمية الدكتورة نيها فورا، الأستاذة الزائرة في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، لإلقاء محاضرة ضمن سلسلة الحوارات الشهرية لمركز الدراسات الدولية والإقليمية في الجامعة. وتركزت محاضرة فورا على الموضوع “مواطنون مستحيلون: الشتات الهندي في دبي”.
وتحدثت الدكتورة فورا عن نقاط أساسية في كتابها الذي يحمل العنوان نفسه لموضوع المحاضرة. ومن خلال أبحاثها والمقابلات المكثفة التي أجرتها مع أفراد المجتمع الهندي من الطبقة المتوسطة في دبي، رسمت فورا صورة واضحة عن نظرة هذا المجتمع لهويته ووضعه في الإمارة والعلاقات الاقتصادية والثقافية التي تربطه بها لكنها لا تجعله يرغب بالضرورة البقاء فيها والحصول على جنسيتها. وقالت فورا في هذا الصدد: “على الرغم من أن الهنود يعيشون بشكل مؤقت في منطقة الخليج بهدف الاستفادة من الفرص الاقتصادية، وجدت علاقات أعمق بكثير مقارنة مع مجتمعات مثل الولايات المتحدة تمنح جنسيتها للوافدين إليها من الهنود”.
وشرحت الدكتورة فورا بأن أفراد هذه الطبقة من الهنود يشعرون بأنهم مختلفون عن أقرانهم من العمال ذوي الأجور المتدنية والوافدين الأجانب الذين يحصلون على أجور عالية، فهم يفخرون بمساهماتهم في التنمية الاقتصادية لمدينة دبي. ولتوضيح هذه النقطة، أعطت فورا مثالاً لشخص يدعى روهيت كان أحد المشاركين في أبحاثها، وقالت: “لقد فضّل روهيت العيش في دبي ولم يسعَ إلى العيش في أي مكان آخر. ويعزو روهيت اختياره السكن في الإمارات عوضاً عن بلدان أخرى إلى القرب الثقافي والجغرافي من الهند وسوق دبي الحديثة التي آمن بها بشدة والتي يستطيع أي شخص أن يحقق النجاح فيها إذا عمل بجد، إضافة إلى انعدام الضرائب والواجبات المدنية”.
وركزت أبحاث الدكتورة فورا والتي أجرتها خلال أوج النمو الاقتصادي لدبي في العام 2010، على المجتمعات الهندية من الطبقة الوسطى في الإمارة وحس الانتماء الذي تمتلكه تجاه دبي على الرغم من انعدام فرصة الحصول على الجنسية أو الإقامة الدائمة. وقالت فورا: “لا يملك الهنود في دبي أي فرصة للحصول على أي نوع من الإقامة الدائمة في دبي ولا يستطيعون التجنس”. وأشارت الدكتورة فورا إلى نظام الكفالة المعمول به في منطقة الخليج والذي يربط العاملين بتأشيرات العمل الخاصة بهم وبكافليهم.
وتساءلت الدكتورة فورا قائلة: “كيف يمكن أن يعتبر هؤلاء الهنود دبي مدينة جنوب آسيوية في الوقت الذي لا يتوفر لديهم أي انتماء قانوني رسمي في الإمارة؟”. وقد وجدت فورا من خلال أبحاثها بأن الإجابة على هذا السؤال تكمن في نوع غير رسمي من الجنسية أو من حس الانتماء، إذ قالت: “إن هذه الجنسية غير الرسمية تخلق أحياناً روابط أقوى لدى الشخص مقارنة مع الجنسية القانونية بحد ذاتها”. وواصلت الدكتورة فورا حديثها عن الروابط الثقافية العديدة التي يشعر بها المجتمع الهندي إزاء دبي وبلدهم الأم من خلال اللغة والطعام واللباس وممارسات ثقافية أخرى. ويرى العديد من الهنود بأن دول الخليج هي امتداد للهند. وقالت فورا: “لقد أصرّ روهيت على أن ابنتيه تملكان روابط أكبر مني بالهند، ويزعم أنهما غير متأثرتين بالثقافة الغربية مقارنة بالهنود القاطنين في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة”.
واختتمت الدكتورة فورا محاضرتها بالقول إنه في حين ما زالت دبي تحافظ على شخصية جنوب آسيوية، يشعر أفراد المجتمع الهندي بانعدام الأمان الوظيفي والقلق مما يحمله المستقبل نظراً إلى امتداد التأثير الغربي في المدينة من خلال تطوير الأحياء التي كانت تقطنها الفئات من ذوي الدخل المتوسط، واستقطاب المزيد من الوافدين والزوار من الدول الغربية.
بدوره قال الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة جورجتاون قطر الذي يستضيف سلسلة الحوارات الشهرية: “تعد أبحاث الدكتورة فورا المرتكزة على أفراد المجتمعات الجنوب آسيوية في دبي إضافة هامة إلى الأبحاث التي أجريت على الشتات الهندي. وقد شكلت محاضرتها فرصة تعليمية قيّمة لطلبتنا وضيوفنا”.
يذكر أن الدكتورة نيها فورة أستاذة مساعدة في الأنثروبولوجيا في جامعة لافاييت، وتزور الدوحة حالياً للعمل على مشروع يبحث آثار التحول نحو اقتصاد المعرفة وافتتاح الجامعات الأمريكية فروعاً لها في قطر.