كاتبٌ عالمي يلقي محاضرة في جامعة جورجتاون قطر حول الفرق بين العيش بانفراد والعزلة

كاتبٌ عالمي يلقي محاضرة في جامعة جورجتاون قطر حول الفرق بين العيش بانفراد والعزلة

استضافت جامعة جورجتاون في قطر مؤخراً الكاتب العالمي الحائز على العديد من الجوائز، الدكتور إريك كلينينبيرغ، لإلقاء محاضرة حول الفرق بين الميل إلى العيش بانفراد والعزلة الاجتماعية، وذلك في إطار برنامج سلسلة كبار المتحدثين الذي تنظمه الجامعة.يشغل الدكتور كلينينبيرغ منصب أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد المعرفة العامة في جامعة نيويورك. وقد استندت المحاضرة التي ألقاها في جامعة جورجتاون قطر تحت عنوان “الانفراد: تنامي الميول والرغبة بالعيش في معزل عن الناس”، على دراسته التي ضمنّها في كتابه الأفضل مبيعاً بين جميع مؤلفاته، والذي يحمل نفس العنوان.وأشار الدكتور إريك خلال محاضرته إلى أنه ليس من غير المألوف أن يكون لدى الأشخاص الذين يفضلون العيش لوحدهم علاقات اجتماعية أقوى من أولئك الذين يعيشون في أسر متعددة الأفراد. وقال: “أن تعيش بمفردك يختلف تماماً عن ميولك للانطواء واعتزال الآخرين. وغالباً ما نخلط بين هذين الأمرين، وهو أمر غير صائب”.وخلال دراسته التي أعدها حول العيش بانفراد، وتنامي هذا الميول مع التقدم بالسن، توصل كلينينبيرغ إلى أن شريحة صغيرة فقط من الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في الولايات المتحدة الأمريكية، يعانون فعلاً من العزلة والانطوائية. وأوضح أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثانية عشرة على مستوى العالم من حيث نسبة المواطنين الذين يعيشون بمفردهم عند مقارنتهم نسبياً مع إجمالي عدد الأسر في البلاد. وتابع: “هذه الظاهرة لا تقتصر على الولايات المتحدة فحسب، بل تمتلك الدول الاسكندنافية النسبة الأعلى من الأشخاص الذي يفضلون العيش بمفردهم”.وأشار كلينينبيرغ إلى أن العزلة تمثل استجابة فسيولوجية يصاب بها الإنسان عندما يفتقد إلى العلاقات الاجتماعية التي يحتاج إليها. ولكن، عندما نعيش بالمدن، كما هو حال الكثير من العزّاب، “يصبح الشارع أشبه بغرفة معيشة، حيث نميل لقضاء معظم وقتنا في الخارج مع الآخرين”. وأوضح أن الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم لديهم ميول أكثر من غيرهم للتطوع في منظمات المجتمع المدني، وأن الكثير من السيدات كبار السن يفضلن الخروج ومخالطة الناس بدلاً من الزيارات المنزلية.وفيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا على طريقة عيشنا، قال كلينينبيرغ: “لقد أصبح بيننا وبين أجهزة الآيباد والهواتف الذكية علاقات صداقة وطيدة جداً”. مشيراً إلى أن الأجهزة المتطورة تكنولوجياً أصبحت من مغريات الحياة التي يصعب التخلي عنها… وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص دائمي الاستخدام لشبكات التواصل الاجتماعي يتمتعون بمهارات تواصل اجتماعية أكبر عند مقابلة الآخرين شخصياً”، موضحاً أن الوسائل التكنولوجية الحديثة تعزز حياتهم الاجتماعية”. وتابع بأنه يمكن للشخص العيش بمفرده في المنزل وفي نفس الوقت بناء علاقات اجتماعية قوية مع الآخرين من خلال برامج التواصل الحديثة مثل “سكايب” والتراسل الفوري وغيرها من المنصات الرقمية.وقال الدكتور ﻏﺎري واﺳﺮﻣان، عضو هيئة التدريس بجامعة جورجتاون في قطر: “يتمتع الأستاذ كلينينبيرغ بسجل حافل بالتميز في مجال الأبحاث والتأليف سواء في مجال اختصاصه أو في القطاع العام، ويعتبر خبيرًا في دراسة الميول للعيش بانفراد، وهي ظاهرة لم تكن ملحوظة إلى حد ما من قبل في علم الاجتماع والشؤون الاجتماعية إلى أن لفت انتباهنا إليها. ونفخر باستضافة كلينينبيرغ بيننا ليتحدث عن هذا التغير الاجتماعي الهام الذي سيؤثر بالتأكيد على حياتنا وعلى مستقبل العديد من المجتمعات حول العالم بشكل كبير”.

وبالإضافة إلى كتاب “الانفراد”، ألَّف كلينينبيرغ أيضًا العديد من الكتب بما فيها “موجة حر: تشريح اجتماعي لكارثة في شيكاغو” و”صراع على الهواء: معركة السيطرة على الإعلام الأميركي”. كما أنه رئيس تحرير مجلة الثقافة العامة (Public Culture)، فضلاً عن شغله منصب عضو هيئة تدريس منتسب لدى كلية واجنار للشؤون العامة وقسم الإعلام والثقافة والاتصال.

كثيرًا ما تتم استضافة كلينينبيرغ في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وقد نشرت كتاباته في العديد من المجلات والصحف بما فيها مجلة “ذا نيويوركر”، وصحيفة “نيويورك تايمز”، ومجلة “تايم”، ومجلة فورتشن، ومجلة رولينغ ستون، ومجلة لندن ريفيو أوف بوكس، وصحيفة ليموند ديبلوماتيك، والبرنامج الإذاعي الأمريكي الشهير “هذه الحياة الأمريكية”.