قطر: إلى العلياء بالعلم والبحوث جورجتاون تساهم في تحويل قطر إلى مركز عالمي للأبحاث

قطر: إلى العلياء بالعلم والبحوث
جورجتاون تساهم في تحويل قطر إلى مركز عالمي للأبحاث

يحق لنا أن نطلق على المدينة التعليمية في مؤسسة قطر لقب أول “حرم متعدد الجامعات” في العالم، وذلك بفضل الجامعات الست التي تشغل مساحة كبيرة من الأراضي تصل إلى 2500 فدان. كما تزخر المدينة التعليمية بخيارات لا حصر لها من الجامعات العالمية التي تفتح الأبواب على مصراعيها لمستقبل مهني واعد للطلبة.

وفي حين يقدم الحرم الجامعي المسارات التعليمية العليا وفرص التدريب والتعليم المنوعة، يبقى التركيز منصباً على التعليم في المرحلة الجامعية الأولى في العديد من الجامعات في الدوحة. ومع ذلك، شهدت جامعة جورجتاون قطر انتقالاً هاماً في منهجها التعليمي. ففي الوقت الذي تتحضر فيه الجامعة للاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس حرمها الجامعي في قطر، تعد الأبحاث إحدى أهم المجالات التي شهدت نقلة نوعية خلال تلك الأعوام لكل من الطلبة والكادر التدريسي.

وتتمتع الجامعة بسمعة طويلة مسبقاً في مجال المساهمات البحثية في حرمها الجامعي الرئيسي في العاصمة الأمريكية واشنطن. لكن أصبح لحرم الجامعة في الدوحة نصيب هام في هذا المجال، إذ يتزايد الاستثمار في البنى التحتية للأبحاث مساهمة بذلك في تحويل الجامعة إلى مركز دولي ومعترف به للبحوث في مواضيع ومسائل ذات اهتمام محلي وعالمي.

ومن الامثلة المشرقة على ما سبق مشاركة جامعة جورجتاون قطر في مؤتمرين عالميين بارزين للأبحاث، ما يضع الجامعة في مقدمة المؤسسات التعليمية في منطقة الخليج العربي. فقد شاركت الجامعة في ورشة عمل حول أفريقيا والخليج في ملتقى الخليج للأبحاث الدولي السنوي في جامعة كامبريدج، وساهمت في مؤتمر مشترك مع جامعة إكزتر البريطانية حول ازدهار نشاطات التراث الثقافي في الخليج العربي. وقد كان لمشاركة الجامعة في هذين المؤتمرين أثر كبير على دفع آفاق المعرفة والبحث في مسائل هامة، إضافة إلى اضطلاع فرع الجامعة في الدوحة بدور رئيسي في هذا الخصوص كانت تلعبه عادة جامعات أخرى معروفة.

وشهد المؤتمر الأول، وهو ملتقى الخليج للأبحاث السنوي الذي عُقد في جامعة كامبريدج بين 25 – 27 أغسطس، مشاركة سبعة باحثين من جامعة جورجتاون قطر خلال ورشات العمل التي امتدت طوال يومين. وعمل أعضاء الهيئة التدريسية على تنظيم ورشتي عمل، إحداهما حول العلاقات بين دول الخليج وأفريقيا، والأخرى حول العلاقات الإيرانية الخليجية. وتعد جورجتاون الجامعة الوحيدة من قطر التي قامت بتنظيم ورش عمل خلال اجتماع نخبة من الباحثين والمتخصصين العالميين في الملتقى طوال الأعوام الماضية، كما شهدت دورة العام 2014 مشاركة أكبر عدد من باحثي الجامعة حتى الآن. وجميع العوامل السابقة تضع مجتمع الأبحاث القطري جنباً إلى جنب مع نخبة الباحثين في المنطقة في إطار طرح الأفكار المتبادلة حول كافة المواضيع. كما يمكننا ملاحظة أن مشاركة الباحثين من جامعة قطر في الملتقى قد ارتفعت أيضاً خلال العامين الماضيين، وهذا دليل على التنسيق والتعاون مع جامعة جورجتاون قطر أيضاً.

وقال الدكتور غيرد نونمان، عميد جامعة جورجتاون قطر والمشارك في المؤتمر: “لقد ساهمت جامعة جورجتاون بشكل كبير في تكوين ثقافة أبحاث أصيلة في قطر. وبمشاركتنا في مؤتمرات عالمية المستوى نضمن أن يكون لدينا حضور دولي بارز، ما يضع قطر على خارطة مجتمع الأبحاث الدولي، وهو بحق إنجاز يحق لنا أن نفخر به”. ويعد الدكتور نونمان أحد أبرز الباحثين حول منطقة الخليج، وهو المحرر المشارك في مجلة الدراسات العربية، إحدى أهم المجلات العلمية في المنطقة.

واشتركت جامعة جورجتاون قطر ومركز جامعة إكزتر لدراسات الخليج في تنظيم مؤتمر “إكزتر-جورجتاون حول الخليج 2014” بعنوان “الازدهار الثقافي في دول الخليج: آراء نقدية ومشتركة” في شهر سبتمبر الماضي.

وفي تعليقه على هذا المؤتمر، قال الدكتور غيرد نونمان: “يعد المؤتمر جزءاً من سلسلة المؤتمرات السنوية الشهيرة حول دراسات الخليج والتي عُقدت في جامعة إكزتر خلال الثلاثين عاماً الفائتة. وإنها المرة الأولى التي نتعاون فيها سوية لتنظيم المؤتمر هذا العام ونسعى إلى أن يكون هذا الأمر تقليداً سنوياً وأن تتم استضافته في الدوحة أيضاً”.

وعلى مدار يومين، قدّم باحثون من حول العالم أبحاثهم حول مسائل متعلقة بالتراث الثقافي الذي شهد نمواً ملحوظاً في دول الخليج خلال الأعوام القليلة الماضية، خاصة في ظل إنشاء المتاحف والأرشيفات الوطنية والقرى التراثية ومشاريع ثقافية أخرى تسلط الضوء على دور الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية والتراث الثقافي المشترك.

وأضاف الدكتور نونمان في تعليقه على المؤتمر الذي شارك في تنظيمه: “من المهم أن يدرك الباحثون المشتغلون بمشاريع التراث الثقافي في الخليج أهمية التفكير في أسباب انخراطهم في تلك المشاريع والطرق التي يتبعونها ومن يشاركهم في تحديد هذه المشاريع والحفاظ عليها وإعادة تكوينها. ويتعين عليهم بشكل خاص التفكر في معنى التراث في الأصل، فمثل هذه الأسئلة هامة والكثير من الأوراق البحثية المقدمة في المؤتمر تطرح أفكاراً من شأنها أن تساعد الباحثين وصنّاع القرار في المستقبل على فهم هذه العوامل التراثية المعقدة”.

وقد تم تشجيع مشاركة الباحثين القطريين بشكل خاص، وتضمنت مواضيع البحث مسائل حول قطر أيضاً. وقال نونمان في هذا الصدد: “تم تقديم بحث مفصل حول التجسيد الرقمي لسفن الداو التقليدية في دول الخليج والذي سيتم عرضه في متحف قطر الوطني. وكانت إحدى النتائج الهامة لذلك البحث أنه في الوقت الذي تعتبر فيه جهود التجسيد الرقمي ممتازة لعرضها أمام جمهور واسع، يبقى الحفاظ على السفن الحقيقية أمراً غير معالج بشكل كافٍ. كما تمت مناقشة تجربة قطر الواسعة في المجال التراثي أيضاً”.

وأضاف: “لقد أصبحت جامعة جورجتاون قطر مركزاً لدراسات الخليج، لذا من الطبيعي أن نشارك في تنظيم مؤتمر دراسات الخليج المرموق هذا وفي مواصلة استكشاف الآفاق الأكاديمية المحتملة”.

ويؤكد الدكتور نونمان على أن تلك الجهود التي اضطلعت بها الجامعة مؤخراً لم تأت من محض الصدفة، إذ قال: “لقد كان مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعتنا وجهة الأبحاث حول القضايا الإقليمية والدولية منذ تأسيس الجامعة في الدوحة، واستقطب مع مرور الزمن أبحاثاً حول العلوم الاجتماعية الحديثة والتي ركزت على منطقة الخليج والشرق الأوسط. كما انضم إلينا حديثاً أعضاء جدد في الهيئة التدريسية في مجال البحوث من أكبر المؤسسات التعليمية المرموقة عالمياً، وتتمحور اختصاصاتهم في مجالات عدة مثل التاريخ والسياسة والعلاقات الدولية والاقتصاد وغيرها. ولدينا برنامج غني بالمؤتمرات والندوات، وأنا فخور جداً بعدد من المبادرات البحثية التي أطلقها الطلبة والتي تضمنت سلسلة من المشاريع البحثية في المرحلة الجامعية الأولى بتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، إضافة إلى عقد مؤتمر سنوي حول دراسات الشرق الأوسط، وإطلاق مجلة طلابية محكمة هي الوحيدة في المنطقة التي تركز على دراسات الشرق الأوسط”.

وعلاوة على ما سبق، حصلت جامعة جورجتاون قطر على ثلاث منح بحثية خلال الملتقى السنوي السادس للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الذي عُقد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. ووصلت قيمة المنح إلى 2.5 مليون دولار للأبحاث تضاف إلى المنح التي حصلت عليها الجامعة من الصندوق مسبقاً والتي بلغت 6.2 مليون دولار منذ انطلاق أول منافسة على المنح في العام 2007.

نؤكد ختاماً على أن جميع الجهود المرتكزة على الأبحاث هي أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى مؤسسة قطر، وتتوافق مع أهداف المؤسسة الرامية إلى تطوير آفاق البحوث في الحرم المتعدد الجامعات كجزء لا يتجزأ من رؤية قطر الوطنية.

-انتهى-نبذة عن كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون ‫ في قطر‬تأسست جامعة جورجتاون في عام 1789، وهي جامعة بحثية دولية مرموقة تضع الطالب في قلب اهتمامها، وتوفر برامج بكالوريوس ودراسات عليا وبرامج مهنية راقية تسهم في إعداد الجيل القادم من المواطنين العالميين القادرين على قيادة وإحداث تغيير إيجابي في العالم. وينتمي إلى جامعة جورجتاون مجموعة متميزة من الطلاب والأساتذة والخريجيين والمهنيين الذين يكرسون أنفسهم لإفادة العالم من التطبيقات العملية للبحوث والدراسات والأفكار والخدمات. وتأسست كلية إدموند والش للشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية رائدة في مجال الشؤون الدولية تقدم لطلابها في كل من واشنطن والدوحة مستوى رصينا من التعليم يجمع بين النظرية والتطبيق ويرسخ في الطلاب قيم الاجتهاد – رجالا ونساء – في خدمة الآخرين. ولدى الطلاب الذين يدرسون في كلية إدموند والش للشؤون الدولية بالدوحة فرصة الاختيار بين دراسة الثقافة والسياسة (‪CULP)، أو الاقتصاد الدولي (‪IECO)، أو السياسة الدولية ‪(IPOL)، أو التاريخ الدولى(IHIST) ، الحصول على شهادات في الدراسات الأمريكية أو الدراسات العربية والإقليمية.‬‬‬