قسم السياسية والثقافة بكلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر يجمع باحثون دوليون لمناقشة قضية الشر
استضاف قسم “الثقافة والسياسة” بكلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون فى قطر مؤتمره الدولي الأول ذي التخصصات المتعددة، والذى سلط فيها الضوء على قضية الشر، تحت عنوان “معضلة الشر: الأدب والسياسة والأخلاق والأديان المقارنة”. عمل على تنظيم المؤتمر كل من باتريشيا رينود وجيرمي كونز الأستاذان بقسم “الثقافة والسياسة” بكلية الشؤون الدولية فى قطر، والدكتور أوريلي رينو والبروفيسور إيناس أوسيكي ديبريه من جامعة إيكس أون بروفانس. وضمت قائمة المشاركين كوكبة من الأكاديميين الدوليين فى مختلف التخصصات من اليابان وفرنسا وتركيا والمغرب وتونس والجزائر وسوازيلاند وكندا.ومن أهم أهداف المؤتمر – النظر والتحليل فى مشكلة الشر وارتباطه بالبشر كأفراد. ووفقا لمنظمي المؤتمر: “ينبغي أن يُنظر إلى الشر من منظور الفرد: فالميول السيئة تُناذع البشر ككل وتصنف كأمور ضارة من وجهة نظر الأخلاق والعدالة والأديان”.وقام عدد من أساتذة جامعة جورجتاون فى قطر، وهم أميرة الزين، وأميرة سنبل، وأوري سولتيس، وموهانالاكشمي راجاكومار، وباتريك لود، بتقديم عروضا حول مواضيع متنوعة للجمهور الذي ضم طيفا من الخبراء والزملاء والضيوف.وألقى الكلمة الرئيسية للمؤتمر فرانسوا بيزوت، خبير علم الأعراق البشرية وهو مقيم حالياً في فرنسا. ويروي بيزوت، الذي ولد في عام 1940، في مذكراته البوابة (التي نشرت باللغة الإنكليزية في عام 2003) تجربته المثقلة بالألم في كمبوديا، حيث احتُجز فيها كأسير على يد الخمير الحمر في عام 1971. وقد نشر بيزوت مؤخرا كتابا بعنوان صمت الجلاد (الترجمة الانكليزية ستنشر قريبا تحت عنوان في مواجهة التعذيب)، وهو كتاب يعيد معالجة معضلة الإنسان العادى التي شكلت محور اهتمام المنظرة السياسية الراحلة هانا آرنت، وذلك على خلفية المعاملة الإنسانية غير المألوفة التي تلقاها بيزوت على يد الجلاد الكمبودي، الرفيق دوتش.شرح بيزوت كيف التقى وجها لوجه مع هذا الجلاد الشهير المنتمي إلى نظام الخمير الحمر، والذي وقع شخصيا على أوامر إعدام أكثر من 10,000 شخص. ومع ذلك، عندما اتهم وسجن بيزوت من قبل الخمير الحمر بأنه عميل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، طلب الرفيق دوتش، وهو أحد كبار مسؤولي السجن، الإفراج عن بيزوت. في هذه اللحظة، أظهر دوتش نفسه في ثوب رجل ذي مشاعر إنسانية. وقد اعتبر بيزوت هذا الموقف دعوة إلى مزيد من إمعان النظر، كما شكلت هذه الحادثة منطلقا نموذجيا للمشاركين لمناقشة معضلة الشر.وعلق جيريمي كونز الأستاذ بكلية الشؤون الدولية فى قطر على المؤتمر، قائلا: “لقد كان حدثا كبيرا استضافه قسم الثقافة والسياسة لهذا المؤتمر؛ وقد بذلت باتريشيا رينود كثيرا من الجهد والوقت من أجل تنظيمه. وقد شكل المؤتمر فرصة عظيمة لجلب أكاديميين من مختلف أنحاء العالم، ورعاية هذا الحدث العلمى المتميز