طلاب جامعة جورجتاون في قطر يتعرفون شخصياً على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في فيتنام
غادر عشرة من طلاب جامعة جورجتاون في قطر ممن يدرسون الاقتصاد والتاريخ والعلوم المالية والثقافة مؤخراً إلى فيتنام في رحلة تعليمية استمرت 12 يوماً ضمن إطار “برنامج المشاركة المجتمعية”. وخلال هذه الزيارة، تبلورت المعلومات النظرية التي تلقاها الطلاب في الجامعة من خلال سلسلة مكثفة من الأنشطة التي غطت مجموعة واسعة من المواضيع التنموية.
وكانت بداية الرحلة من العاصمة الفيتنامية هانوي، حيث التقى الطلاب ممثلين عن بنك التنمية الآسيوي، وكبير الاقتصاديين في فرع البنك الدولي بفيتنام، وشخصيات بارزة من القيادة الفيتنامية، واختتمت الزيارة في مقاطعة تاي بنه، حيث ساعدوا في بناء منزل لإحدى العائلات الفيتنامية، وتعلموا من خلال هذه المبادرة البسيطة بأن بناء البيوت لا يقتصر على بناء الهياكل الخارجية فحسب. وكان من أبرز ما تضمنته الرحلة زيارة إلى متحف النساء وسوق الجملة المركزي الذي يعج بالزوار حيث أجروا لقاءات مع التجار المحليين واستطلعوا آراءهم حول الواقع الاقتصادي في بلدهم.
وتم تحضير الطلاب لهذه الرحلة من خلال سلسلة من المحاضرات المنظمة حول مواضيع ذات صلة مثل تاريخ التنمية الاقتصادية ودور السياسة والمنظمات الدولية، والعلاقة بين النوع الاجتماعي والتنمية. ولدى طلاب جامعة جورجتاون قناعة بأن الدراسة النظرية للقضايا السياسية والاجتماعية لا تمثل سوى جزءاً من العملية التعليمية.
وفي هذه المناسبة، قال الدكتور غيرد نونيمان، عميد كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر: “من الضروري بالنسبة للطلاب الذي سيصبحون قادة في المستقبل، الذهاب إلى ما هو أبعد من قاعة الدراسة وفهم الواقع الاجتماعي والتنموي في العالم من حولهم وتأثير الماضي على الحاضر والتوقعات المستقبلية. ويعكس برنامج المشاركة المجتمعية الذي ينفرد به الحرم الجامعي لجامعة جورجتاون في قطر، منهجنا التعليمي الذي يقوم على التجربة العملية، من خلال الدمج بين الدراسة الأكاديمية الصارمة والتفاعل العملي المدروس مع المجتمعات في مختلف أنحاء العالم. وقد أثبتت لنا التجربة بأن برامج المشاركة المجتمعية تترك في نفوس الطلاب أثراً دائماً لا يمحى من ذاكرتهم”.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها جامعة جورجتاون في قطر طلابها في رحلة تعليمية إلى فيتنام، حيث شملت الرحلات السابقة كلاً من الأردن، الصين، وجنوب أفريقيا. من جانبه، قال عدي روزاريو، منسق برنامج المشاركة المجتمعية في جامعة جورجتاون والذي رافق الطلاب خلال رحلتهم برفقة اثنين من أعضاء الهيئة التدريسية: “وقع اختيارنا على فيتنام تحديداً لأنها تمثل دراسة حالة مثيرة للاهتمام بالنسبة لطلابنا الذين يدرسون الاقتصادات الناشئة”.
وأضاف: “كانت فيتنام توصف في فترة من الفترات بكونها الطفل المدلل للتنمية، ولكنها واجهت العديد من التحديات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ما أثر على مسارها التنموي. وقد أتاحت الرحلة للطلاب مشاهدة أمثلة حية للنماذج الاقتصادية والسياسية التي درسوها عن فيتنام والتي تربط بين النجاحات التي حققتها هذه البلد على الصعيد التنموي والتحديات التي تواجهها في الوقت الراهن”.
وبعد عودتهم إلى قطر، أبدى العديد من الطلاب الذين شاركوا في الرحلة اندهاشهم من الفرق الذي لمسوه بين دراسة زمن الحروب المروعة التي عاشتها فيتنام والتعرف عن قرب على الواقع الحالي في هذه البلد التي تصب تركيزها على بناء مستقبل أفضل والمسامحة ونسيان الماضي المرير. وحول هذه الرحلة المشوقة، قال محمد سر الختم، الطالب في السنة الأخيرة تخصص السياسة الدولية: “قد لا تكون دراسة النماذج النظرية لاقتصادات الدول ممتعة دائماً، ولكن التعرف عملياً على مدى تأثير القرارات السياسية على الاقتصاد، وبالتالي على المجتمع، يعزز وعي الطالب بالقيمة الحقيقية لدراسته النظرية”.