شجرة الإنسانية: منظور مختلف للتنوع الثقافي في جامعة جورجتاون قطر

شجرة الإنسانية: منظور مختلف للتنوع الثقافي في جامعة جورجتاون قطر

تحتضن مدينة قطر التعليمية مجموعة واسعة من المؤسسات التعليمية، وتقدم كل منها مناهج معتمدة ومعترف بها دولياً ضمن طيف متنوع من المجالات. وتحمل مراكز التعليم العالي هذه المشيدة من المعدن اللامع والزجاج المتلألئ الذي يعكس المشاهد الطبيعية المميزة للحرم الجامعي وفقاً لرؤية مؤسسة قطر في تحويل قطاع التعليم الأكاديمي على نطاق إقليمي، سمات مشتركة: فهي توفر خدمات التعليم للطلاب الذين يشكلون مزيجاً فريداً متعدد الثقافات، الأمر الذي يفرض عدداً من الفوائد والتحديات في آن معاً.في إحدى هذه المؤسسات التعليمية، هي جامعة جورجتاون قطر، قادت الفوائد والتحديات التي فرضها تنوع الطلاب إلى إطلاق مبادرة جديدة ضمن الحرم الجامعي والتي تهدف إلى جعل القيم التأسيسية لجامعة جورجتاون، والمتمثلة في إقامة “مجتمع التنوع”، في صدارة الخدمات المقدمة لطلبة الجامعة.وعن هذا الموضوع: قالت الدكتورة مهناز نوروزي موسوي ، مدير قسم رعاية الطلاب ومركز الإرشاد في جامعة جورجتاون قطر، القسم المسؤول عن الإرشاد الطلابي وبناء بيئة إيجابية في الحرم الجامعي للمجتمع الدراسي بأكمله: “يعد شعار Cura Personalis، وتعني باللاتينية ’رعاية الشخص بأكمله‘، شعار جورجتاون الذي يشكل جوهر هذه المبادرة”، ويعمل المركز تحت إشراف دائرة التنمية الطلابية، المسؤولة عن شؤون الطلاب وقبول الطلاب الجدد.لا شك أنه هناك تحديات كثيرة يواجهها الطلاب القادمين من خلفيات مختلفة، وهي في كثير من الأحيان غير متوقعة أيضاً، كما أشارت الدكتورة موسوي: “قد تحدث إساءة غير مقصودة للآخرين في بعض الأحيان، وذلك بسبب سوء الفهم النابع من وجود خلفيات مختلفة، لذلك فإن ما نريد فعله هنا في مركز الرعاية هو تيسير الحوار القائم على الاحترام المتبادل، بحيث نتمكن من رعاية بعضنا بعضاً دون أن نفقد هويتنا الخاصة”.وفي هذا الإطار، قدمت جامعة جورجتاون قطر بالفعل العديد من البرامج المتنوعة التي تلبي احتياجات الطلاب القادمين من أكثر من 40 دولة مختلفة، حيث يوفر مركز الإناث، الذي يديره الطلاب أنفسهم، للطالبات مساحة آمنة للتفاعل والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى فرص التطوير الوظيفي.ويقوم برنامجا الجامعة “مناطق النزاع، مناطق السلام” و”المشاركة المجتمعية” بأخذ مجموعات من الطلاب المتطوعين وإخراجهم من حياتهم المدرسية إلى أماكن مختلفة من العالم ليخوضوا تجارب غنية ومتميزة. كما تبذل الجامعة جهوداً متنوعة لتعزيز التنوع، ومنها العروض السينمائية ، وقراءات الكتب، ومجموعة غنية من الفعاليات الخطابية وزيارات الفنانين والكتاب والقادة السياسيين، وجميعها متاحة للجمهور. ولكن تلك الجهود ليست كافية بالنسبة لجامعة جورجتاون.وقالت صالحة خان، مسؤولة تطوير الطلاب: “تستند مجموعتنا الواسعة من مبادرات التنوع إلى تقييم احتياجات طلابنا، والتي تساعدنا على تحديد القضايا والاهتمامات ذات الصلة. ونحن بحاجة إلى بناء بيئة من الاحترام، حيث لا يحترم بعضنا بعضاً فحسب، بل نتيح لهذه الاختلافات أن تتحول إلى نقاط قوة أيضاً”.وقد أعادت جامعة جورجتاون قطر تنظيم حملة التنوع من أجل تعزيز هذه الفكرة، حيث قدمت مبادرة “شجرة الإنسانية”، الذي يشكل تمثيلاً بصرياً لفلسفة التنوع برمتها في جورجتاون و قد تم اختيار اسم هذه الفكرة بناء على اقتراح بدر الدين رحيمة طالب من جامعة جورجتاون. “يمثل هذا الرسم البياني فلسفة التنوع لدينا، فجذور الشجرة تمثل الخلفيات المختلفة لطلابنا، مثل الثقافة، والجنسية، واللغة. بينما تمثل فروع الشجرة مكوناتنا الأساسية، مثل العقل والجسد و الروح”. كما تم إنشاء “فريق عمل التنوع” لضمان مشاركة الطلاب على كامل نطاق الجامعة، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس والموظفين.وسيتم إدراج هيكلية التنوع الموضوعة حديثاً على الموقع الإلكتروني لمكتبة الجامعة، حيث سيتم نشر جميع الموارد ذات الصلة والمتعلقة بكل عنصر من عناصر الشجرة. وسوف تتفرع جميع البرامج ذات الصلة من شجرة الإنسانية. وقد أطلق الطلاب الجدد للفصل الدراسي القادم هذه الحملة من خلال إسهاماتهم وتصاميمهم التي استخدموا فيها بلاطاً من السيراميك يعكس شخصية وتفرد كل طالب، وهو نشاط شجعته جامعة جورجتاون قطر لسنوات عديدة، من خلال إضافته إلى عرض شجرة الإنسانية. وسوف تطبق هذه المبادرة على جميع الطلاب الجدد في المستقبل.وتشير مؤشرات التنمية القوية في قطر إلى أنه هذا التنوع سيستمر في المستقبل، ما سيطرح المزيد من التحديات والفوائد، وفي هذا السياق، أضافت صالحة: “تمثل الجهود الشاملة التي تبذل على مستوى القاعدة، والتي ترمي إلى تمكين الطلاب وتعزيز تفاعلهم مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين، جزءاً أساسياً من النهج الذي يتيح للقيم الأساسية لجامعتنا خلق مجتمع مستدام”. وسيكون لهذه الجهود المجتمعية بلا شك دور فاعل في مواجهة التحديات التي يفرضها هذا العالم المتنوع والمشترك.