سلسلة الحوارات الشهرية لمركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة جورجتاون قطر تنطلق بمحاضرة حول أمن الإنترنت
زار داميان رادكليف، الذي يرأس برنامج “رصد” للأبحاث في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر (آي سي تي قطر)، حرم جامعة جورجتاون قطر مؤخراً لإلقاء محاضرة عامة حول “المواقف من أمن الإنترنت والخصوصية في الشرق الأوسط” كجزء من سلسلة الحوارات الشهرية التي ينظمها مركز الدراسات الدولية والإقليمية في الجامعة. وتهدف الدراسة إلى مساعدة الباحثين وصناع القرار على فهم تأثير التقنيات الناشئة والاحتياجات المتنامية للمستخدمين وسلوكياتهم.
وقال الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية: “من المهم أن نفهم القضايا التي تخص أمن الإنترنت والمواقف العامة من استخدام الإنترنت والإشكاليات المحتملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وإن استضافة خبير مثل داميان رادكليف للتحدث عن هذا الموضوع يمنحنا فرصة نادرة لزيادة فهمنا للعمليات والعواقب وثورة الاتصالات المتواصلة في الشرق الأوسط وحول العالم”. وكان الدكتور كامرافا قد رحّب بالضيف أمام جمهور ضم طلبة الجامعة والمجتمع المحلي في الدوحة.
وتحدث رادكليف عن دراسة سابقة، وهو التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي والذي بحث الاختلافات الثقافية في مجالات عديدة مثل حرية التعبير على الإنترنت والخصوصية والثقة والأمن، إذ قال بهذا الصدد: “لم يشمل التقرير السابق دول الشرق الأوسط، لذلك قمنا بإجراء هذا الاستبيان لسد الفجوة الحاصلة. وهذا ما منحنا فرصة طرح أسئلة حول استعمال الإنترنت لم تُطرح أبداً من قبل في منطقة الشرق الأوسط”.
وتم استطلاع آراء 2793 مستخدماً للإنترنت من 14 دولة في الشرق الأوسط من أجل هذا التقرير. وجُمعت المعلومات مع دراسة سابقة لتنتج بعد ذلك عينة عن استبيان عالمي تضم 11000 مستخدم للإنترنت من 60 دولة. وقد غطت أسئلة البحث خمس قضايا تضمنت استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الأخرى المتوفرة في المنازل، والمواقف المختلفة من الإنترنت، والمخاوف لدى مستخدمي الإنترنت، ومدى الثقة بالجهات والمواقع الإلكترونية البارزة والرئيسية في هذا الخصوص، فضلاً عن سلوكيات مستخدمي الإنترنت.وتدل نتائج البحث على أنه بالرغم من الفروقات الثقافية، يتشارك مستخدمو الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط المخاوف نفسها حول الخصوصية الإلكترونية وأمن الإنترنت التي يتخوف منها المستخدمون في بقية أنحاء العالم. وقال رادكليف: “إن مدى معادلة أرقام النفاذ إلى الإنترنت في المنطقة مقارنة ببقية دول العالم كان جيداً بالفعل. وفي الواقع، تملك دول مجلس التعاون الخليجي نسبة نفاذ أعلى بكثير لوسائل التكنولوجيا المتقدمة بالمقارنة مع مناطق أخرى عديدة في العالم”.
لكن رادكليف تحدث عن خمسة فروقات أساسية، إذ قال: “إن مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقارنة مع المستخدمين حول العالم، يملكون توجهاً أقل نحو التسوق أو استخدام العمليات المصرفية عبر الإنترنت، ولديهم فكرة أكثر إيجابية عن الإنترنت وتأثيرها في تحسين نوعية الحياة، وهم أيضاً أقل قلقاً من أمن المحتوى الإلكتروني الشخصي، ويعارضون بشدة استخدام البيانات والمعلومات لغير الغرض المرجو منها، ويملكون رغبة أكبر في رؤية دور حكومي فاعل في حجب المواقع والمحتوى الإلكتروني الضار”.
وقد اختتم رادكليف محاضرته بتسليط الضوء على أهمية فهم سلوكيات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لضمان أن تعالج جهود التواصل مخاوف مستخدمي الإنترنت في المنطقة وأن تلبي احتياجاتهم، مثل تشجيع الحكومة الإلكترونية ونشاطات التجارة الإلكترونية. كما أشار إلى أنه في الوقت الذي ينتشر فيه استعمال التكنولوجيا، تتوسع أيضاً مخاطر الأمن. وأنهى حديثه قائلاً: “ستحمل التقنيات الجديدة تحديات وفرصاً جديدة في الوقت نفسه”.
يذكر أن داميان رادكليف كاتب محتوى وصحفي وباحث حاز على عدة جوائز، وهو يقود حالياً برنامج “رصد” للأبحاث في وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القطرية (آي سي تي قطر). والبرنامج عبارة عن مبادرة تهدف إلى استكشاف أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المجتمع والفرص المتوفرة من التقنيات الناشئة.-انتهى-نبذة عن كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطرتأسست جامعة جورجتاون في عام 1789، وهي جامعة بحثية دولية مرموقة تضع الطالب في قلب اهتمامها، وتوفر برامج بكالوريوس ودراسات عليا وبرامج مهنية راقية تسهم في إعداد الجيل القادم من المواطنين العالميين القادرين على قيادة وإحداث تغيير إيجابي في العالم. وينتمي إلى جامعة جورجتاون مجموعة متميزة من الطلاب والأساتذة والخريجيين والمهنيين الذين يكرسون أنفسهم لإفادة العالم من التطبيقات العملية للبحوث والدراسات والأفكار والخدمات. وتأسست كلية إدموند والش للشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية رائدة في مجال الشؤون الدولية تقدم لطلابها في كل من واشنطن والدوحة مستوى رصينا من التعليم يجمع بين النظرية والتطبيق ويرسخ في الطلاب قيم الاجتهاد – رجالا ونساء – في خدمة الآخرين. ولدى الطلاب الذين يدرسون في كلية إدموند والش للشؤون الدولية بالدوحة فرصة الاختيار بين دراسة الثقافة والسياسة (CULP)، أو الاقتصاد الدولي (IECO)، أو السياسة الدولية (IPOL)، أو التاريخ الدولى(IHIST) ، الحصول على شهادات في الدراسات الأمريكية أو الدراسات العربية والإقليمية.