دراسة أجرتها كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر تتوصل إلى أن التوعية المالية لها أثر قوي على العمال المغتربين

دراسة أجرتها كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر تتوصل إلى أن التوعية المالية لها أثر قوي على العمال المغتربين

على النقيض تماماً من إقامتهم في قطر لفترة مؤقتة، فإن التمكين المالي للعمال المغتربين في البلاد يمكن أن يدوم معهم للأبد، بمجرد تسلحهم بالقدر المناسب من التوعية والتعليم، بحسب ما توصلت إليه دراسة أجرتها كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر.باستخدام منهجية تجريبية عشوائية، توصلت دراسة بحثية جديدة من نوعها استمرت لمدة عامين بعنوان “الماليات الأسرية عبر الحدود: تجربة ميدانية على التأثير العابر للحدود للتوعية المالية للعمال المغتربين” إلى أن ورش العمل التي أقيمت لمرة واحدة بغرض التوعية المالية للعمال المغتربين المتزوجين الذين خلفوا زوجاتهم وراءهم في الهند، قد أحدثت تغيرات جذرية في الممارسات المالية والأهداف الادخارية للعمال المغتربين.كما أن تلك المعرفة المكتسبة حديثاً فيما يتعلق بإدارة الماليات قد أدت إلى زيادة مدخرات العمال الشخصية وتحويلاتهم المالية إلى زوجاتهم بالإضافة إلى اتخاذ قرارات مالية مشجعة بالتشارك مع نصفهم الآخر بعد أكثر من عام من مشاركتهم في ورشة العمل.حيث يقول البروفيسور جانيش سيشان بكلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، والذي شارك في إعداد الورقة البحثية مع د. ديان يانج بجامعة ميتشغان: “بالرغم من وجود عدد من المجهودات الطيبة تجاه العمال المغتربين، إلا أننا نعاني نقصاً في فهم مدى فاعليتها، نظراً لنقص أو غياب الدراسات التقييمية المستندة إلى منهجية علمية دقيقة. أما هذه التوعية المالية الموجهة إلى العمال المغتربين فتعتبر برنامجاً على قدر كبير من الأهمية نظراً لأنه يسهم في دعم اتخاذ القرارات المالية من قبل عائل الأسرة المغترب”.وبحسب البروفيسور جانيش سيشان، الذي يُدرِّس الاقتصاد بكلية الشؤون الدولية في قطر، فإن معظم المغتربين في دول الخليج يأتون إليها بهدف تحسين أوضاع أسرهم المالية. غير أنهم إذا لم يحسنوا التخطيط ولم يتخذوا قرارات ادخارية جيدة، فسوف ينتهي بهم المطاف عائدين إلى بلادهم وهم ليسوا أحسن حالاً مما كانوا عليه قبل سفرهم.حيث أضاف سيشان: “إن الفشل في تحقيق الأهداف المالية قد يدفع البعض إلى معاودة الاغتراب مجدداً أو مد فترة الإقامة في الخارج، ويدفع المرء ثمناً غالياً لقاء إنفصاله عن أسرته ووطنه لفترات طويلة “.لقد أصبحت التحويلات المالية تمثل قوة كبيرة في الاقتصاد العالمي في وقتنا الحالي وتعتبر واحدة من أكبر مصادر الدخل القومي للعديد من الدول النامية، وهو ما يلقي بظلاله على المساعدات الدولية والاستثمارات الأجنبية المباشرة في كثير من الأحيان. ومع ذلك، فلم يتم إجراء إلا القليل من البحوث حول موضوع الأدبيات المالية عند المغتربين، حيث لم تُجرى إلا دراستين تجريبيتين سابقتين عن أثر التوعية المالية، إلا أن كلية الشؤون الدولية قد تميزت من خلال النظر حول تأثير إعالة الأسر عبر الحدود على كلٍ من المغتربين وباقي أفراد الأسرة الماكثين في الوطن.وقد تم جمع مجموعة بيانات خصيصاً من أجل تلك الدراسة، والتي شملت أكثر من 200 مقابلة شخصية مع مجموعة من العمال الوافدين إلى الدوحة من كيرالا، تلك الولاية الواقعة جنوبي الهند، بالإضافة إلى زوجاتهم اللاتي مكثن في بلادهن، وأجريت تلك المقابلات في الفترة ما بين شهري أغسطس وديسمبر من عام 2010. وتم عقد ورشة التوعية المالية في أواخر شهر نوفمبر من عام 2010. بينما تم إجراء مسح المتابعة على نفس الأزواج والزوجات لاحقاً في الفترة ما بين شهري يناير وأبريل من عام 2012، بحيث تركت فترة تزيد على العام بعد عقد ورشة العمل.وكان كيفي. شامسوذين(a social worker)، رئيس “صندوق برافاسي بانذو للرفاه” قد قام بتقديم تلك الورشة في خمس ساعات، والتي كان الهدف منها تحسين الرفاهة المالية للهنود غير المقيمين في دول الخليج لفترة تجاوزت العقد من الزمان.”لقد كنت محظوظاً للغاية بالمشاركة في الدراسة الممولة من البرنامج البحثي للطلبة التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. حيث كان لزاماً علينا أن نجري مسوحاً لاكتشاف ما إذا كان قد طرأ أي نوع من التحسن المادي على أوضاع العاملين بعد عقد ورشة العمل الخاصة بالإدارة المالية والتي تركز على ثقافة الإدخار والإستثمار والتحويلات ،” وفق ما قاله جيبين كوشي، الخريج الحديث من كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، والذي اشترك في المشروع منذ أن كان بالعام الثاني بالكلية.جدير بالذكر أن كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر قد شاركت بما مجموعه 10 طلبة في وظائف بحثية مختلفة بدءاً من تصميم نماذج إستطلاع الرأي وصولاً إلى المقابلات الشخصية الفعلية مع المبحوثين الخاضعين للدراسة إضافة إلى تحليل البيانات الأولية على مدار عامين.حيث أضاف كوشي، قائلاً: “أحسب أن جامعة جورجتاون في قطر منخرطة في المجتمع إلى حدٍ كبير. فهم يتخذون تلك الخطوة المتقدمة للتواصل مع المجتمع وتقديم يد العون. ومع الكثير من المبادرات المقدمة في الماضي والتي لم يكن لها أثر اجتماعي واقتصادي واضح، فقد أظهرت لنا الجامعة أن هناك مجتمعاً كبيراً خارج أسوار حجرة الدراسة يمكن أن يستفيد من مشاركتنا”.وبلغة الأنشطة البحثية المستقبلية، فهناك خطط لدراسة أثر التوعية المالية لعدد أكبر من المغتربين، ومن ضمنهم هؤلاء الذين جاءوا من دول أخرى. حيث يقول البروفيسور سيشان: “إننا نرحب بالتعاون مع الأطراف المعنية التي ستعيننا على استدامة تلك المبادرات”.