دبلوماسي أسترالي يتحدث ضمن سلسلة محاضرات السفراء بجامعة جورجتاون
ألقى سعادة السفير الأسترالي لدى دولة الإمارات وقطر، بابلو كانغ، مؤخراً محاضرة في حرم جامعة جورجتاون قطر بعنوان “الدبلوماسية متعددة الأطراف: فترة عضوية أستراليا في مجلس الأمن 2013-2014″، وذلك ضمن سلسلة محاضرات السفراء التي تستضيفها الجامعة.
وفي حديثه أمام جمهور من الطلبة والضيوف من الجامعة وعموم المجتمع القطري، استعرض السيد كانغ استراتيجية الحملة الأسترالية للفوز بواحد من مقاعد الأعضاء العشر غير الدائمين في مجلس الأمن والذين تم انتخابهم لفترة عامين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2012. كما قدم شرحاً مفصلاً لمنهج بلاده التفاوضي متعدد الأطراف مسلطاً الضوء على التحديات والنجاحات التي تحققت خلال فترة ولاية أستراليا في المجلس، بما في ذلك تعزيز المصالح الوطنية والدولية، وتحفيز الجهود والعمل الدولي بشأن الأزمات غير المتوقعة.
واستهلت المحاضرة بمقدمة عن سعادة السفير قدمتها الطالبة أمبر فاول-كريان التي قالت: “نحن محظوظون في جورجتاون باستضافة نخبة من الدبلوماسيين الذي يشكلون دوماً مصدر إلهام لنا في دراساتنا للقضايا الراهنة في العالم. والعديد من الطلاب هنا، وأنا منهم، لديهم طموحات بأن يلتحقوا بالسلك الدبلوماسي مستقبلاً ليكونوا ممثلين لبلدانهم. وإن استضافة هذه النماذج المشرفة من الدبلوماسيين البارزين كأمثال سعادة السفير كانغ، وإتاحة فرصة التواصل متهم تعزز من ثقتنا بأننا يوماً ما سنصل إلى أهدافنا المنشودة”.
وبدأ سعادة السفير حديثه بالإشارة إلى أن حملة أستراليا لشغل عضوية مجلس الأمن الدولي استغرقت فترة طويلة بدأت في مارس من العام 2008 على يد رئيس الوزراء السابق كيفين رود، وتضمنت استراتيجية مكثفة لكل مرحلة من مراحل الحملة. واستعرض سعادته العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح الحملة، ومنها الالتزام السياسي القوي على أعلى المستويات في الحكومة الأسترالية، والخبرات وشبكة العلاقات الخارجية الواسعة والمتينة التي تمتلكها أستراليا وحضورها البارز في المحافل الكبرى، مثل مجموعة العشرين.
وأضاف: “عمدنا كذلك إلى تعزيز قاعدة الدعم التي نحظى بها في منطقة المحيط الهادئ، حيث تقع أستراليا، الأمر الذي عزز فرصنا أمام منافسينا على عضوية مجلس الأمن، لوكسمبورغ وفنلندا”.
وأوضح أن من الموضوعات الرئيسية التي عززت حملة أستراليا لعضوية المجلس، تركيزها على إحداث فرق حقيقي بالنسبة للبلدان الصغيرة والمتوسطة في العالم، والحد من التسلح، ونزع السلاح، وحقوق الإنسان، والمساعدات الإنسانية، ورفع مستويات الفعالية والشفافية لدعم مصداقية عمل المجلس.
وتابع قائلاً: “تحتل أستراليا المرتبة 12 بين أكبر المساهمين في ميزانية الأمم المتحدة وجهود حفظ السلام، وهذا أمر طبيعي خاصة وأننا نحتل أيضاً المرتبة 12 بين أكبر اقتصادات العالم”. وتعليقاً على تاريخ أستراليا الطويل مع الأمم المتحدة، بدايةً من دورها كأحد الأعضاء المؤسسين، قال سعادته: “أكثر من 65 ألفاً من أبناء أستراليا خدموا في أكثر من 50 من عمليات حفظ السلام التي قادتها الأمم المتحدة أو أطراف متعددة أخرى في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الوسطى وأوروبا والشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، تتواجد قواتنا في قبرص وحدها منذ أكثر من 50 عاماً”.
وأضاف بالقول: “منذ نهاية الحرب الباردة، قادت الأمم المتحدة عدداً متزايداً من عمليات حفظ السلام” مشيراً المساهمات الواسعة التي قدمتها أستراليا دعماً لجهود مجلس الأمن خلال فترة ولايتها. وتابع قائلاً: “لقد دافعنا عن إدراج حقوق الإنسان ضمن اخصاصات عمل المجلس، في حالات مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوكرانيا، وعقدنا اجتماعات عدة بشأن حقوق الإنسان في سوريا وكوريا الشمالية، لافتاً إلى جهود بلاده في دعم عملية السلام والمصالحة في أفغانستان، مع التركيز بشكل خاص على حقوق المرأة والطفل في ذلك البلد.
من جانبه، قال الدكتور غيرد نونمان، عميد جامعة جورجتاون قطر: “يحاول الطلاب خلال دراستهم دائماً التعامل مع تعقيدات الدبلوماسية، ونحن بدورنا نحرص على الاستفادة من شبكة علاقات جورجتاون في قطر وخارجها لإتاحة الفرصة أمام طلابنا للتواصل بشكل مباشر مع السفراء لكي يخوضوا تجارب عملية في العالم الحقيقي للدبلوماسية على أعلى مستوياتها. ومن هنا يأتي تميز وأهمية سلسلة محاضرات السفراء التي توفر تجربة تفاعلية وتعليمية ليس فقط لطلابنا بل للمجتمع القطري ككل”.
ويشغل السيد كانغ مهام سفير أستراليا لدى دولة الإمارات وقطر منذ العام 2012، وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الشؤون الخارجية والتجارة من جامعة موناش، وكذلك بكلوريوس في الآداب وبكلوريوس في القانون من جامعة سيدني.