جورجتاون قطر تستعرض التغيرات الديموغرافية في تاريخ القدس

جورجتاون قطر تستعرض التغيرات الديموغرافية في تاريخ القدس

استضاف مؤخرا مركز الدراسات الإقليمية (CIRS) في جامعة جورجتاون قطر، ميكا كورتس ضمن سلسلة المحاضرات الحوارية الشهرية، حيث ألقى محاضرة بعنوان “انتقال المجتمعات في القدس المحتلة”.وناقش ميكا كورتس ، وهو مؤسس مشارك في “مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية – جراسروتس القدس”، وهي منصة على شبكة الانترنت تضم نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان في القدس، الوضع الديموغرافي الحالي لهذه المدينة القديمة من حيث الأحداث السياسية الأخيرة التي نتجت عن نشوء إسرائيل. وشرح ميكا بالتفصيل الأثر الاقتصادي والاجتماعي على المجتمعات الفلسطينية في ظل الصراع الدائر لجعل المواطنين اليهود يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان القدس. وقال: “عندما نناقش القدس أو فلسطين، فإننا غالباً لا نستخدم مصطلحات مثل التوظيف، ومعدلات التسرب، أو ماذا يعني الاحتلال، لذلك أريد أن أركز على ذلك حتى نتمكن من فهم ما نتحدث عنه”.بهدف تسليط الضوء على مختلف السياسات الحكومية التي ظهرت على مدى العقود رداً على الفشل المستمر في تحقيق هذه الأهداف الديموغرافية، يشرح ميكا كورتس كيف أن استراتيجية إقامة نقاط التفتيش ثم بناء الجدار العازل قد قطع فعلياً المدينة القديمة من الداخل وفصل المركز الاقتصادي عن الضواحي، وهذا بالتالي أدى إلى إعادة تهجير الفلسطينيين المقدسيين المهجرين أصلاً. وأوضح ميكا أن هذه الممارسات كان لها تأثير كبير للغاية على الفلسطينيين وخصوصاً إذا ما قرنّاها مع القانون الإسرائيلي الذي يعاقب المواطنين الفلسطينيين في القدس عن طريق إلغاء تصريح الإقامة الخاصة بهم إذا غابوا عن القدس لأكثر من 3 سنوات. وأضاف: “نتيجة لذلك، لا يستطيع الطلاب الذهاب إلى المدرسة، ولا يمكن للمستهلكين والتجار القيام بأعمال تجارية، وهناك أكثر من 5000 مشروع وشركة فلسطينية أغلقت أبوابها، والبطالة في ذروتها، ومعدل الفقر وصل إلى 75% في القدس الشرقية وحدها”.ووصف ميكا كورتس، الذي ولد في القدس وروى ذكريات الطفولة عن انتشار معدات البناء في أفق المدينة، أحداث الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى ظهور دولة يهودية واطلقت السباق الديموغرافي قائلاً: “كانت الأولوية الأولى للحكومة الإسرائيلية أن تنمو الأحياء الإسرائيلية بأقصى سرعة ممكنة، وبناء أحياء جديدة بسرعة كبيرة معظمها على الأراضي الزراعية الفلسطينية”.أدى تقسيم القدس إلى شرقية وغربية في أعقاب حرب عام 1949، إلى نزوح كبير للفلسطينيين من القدس وللمرة الأولى في تاريخ هذه المدينة الطويل من التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين واليهود. وكان عدد سكان القدس قد بلغ 850 ألف نسمة لم يبق منهم سوى 50 ألف نسمة بعد التقسيم. وتابع قائلاً: “الأولوية الأخرى للحكومة كانت تجميد الأحياء الفلسطينية. فمنذ عام 1967، لم نشهد في فلسطين أي نمو أو أي ظهور لأحياء جديدة، ولن تجد ذلك في أي كتاب في التاريخ، ولكن ستجد معيار ديموغرافي على موقع الحكومة الالكتروني يقول أن اليهود في طريقهم لأن يصبحوا أغلبية بنسبة 79% في المدينة”.واختتم ميكا كورتس محاضرته بالتركيز على ضرورة وأهمية أن يعاد فتح المنطقة التجارية المركزية للشعب الفلسطيني، مضيفاً أن: “كل ذلك مرتبط بالسياسة. ففي حين يناقش الجميع حل الدولتين والسلام والحوار والتعايش، فإن ما يتوجب علينا التحدث فيه هو حقوق الإنسان والعدالة”.وقام الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الإقليمية في الجامعة، بتقديم ميكا كورتس إلى الجمهور من الطلاب والمدرسين وممثلي المجتمع القطري، بالقول: “التقيت ميكا بينما كنت أقوم بأبحاث في القدس لمادة سأقوم بتدريسها في هذا الفصل الدراسي. خمس دقائق فقط من التحدث إليه كانت كافية لتجعلني أفكر في وسيلة لإحضاره إلى إحدى محاضرات الحوار الشهرية. وشعرت بسعادة غامرة عندما وافق على الحضور”.وستقدم محاضرة الشهر المقبل، وهي مفتوحة للجمهور، زهرة بابار، مديرة الأبحاث في مركز الدراسات الإقليمية، والتي ستناقش موضوع الجاليات العربية في قطر.