جامعة جورجتاون في قطر تناقش مبادرات كوفي عنان في قارة افريقيا

The Kofi Annan Legacy for Africa

عقدت كلية الشؤون الدولية التابعة لجامعة جورجتاون في قطر يوم الأربعاء ( 23/ 11/2011 ) “حواراً نقاشياً على مأدبة غداء”، استضافه مركز الجامعة للدراسات الدولية والإقليمية ، وقد تمحور هذا الحوار حول التراث الذي تركه السكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان من مبادرات في القارة الأفريقية.وقد ركّزت هذه الفعالية، التي ترأستها جويندولين ميكيل، أستاذة علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) والشؤون الدولية بجامعة جورجتاون، على بحثها حول هدف كوفي عنان المتمثل في إدخال أفريقيا في قلب فعاليات الأمم المتحدة أثناء فترة ولايته لمنصب السكرتير العام للأمم المتحدة من 1997-2006، والذي تناول آراء وردود الفئات المعنية على مستويات متباينة من هرم السلطة. وحمل الحوار عنوان ’تراث كوفي عنان لأفريقيا‘.وقالت الأستاذة ميكيل، عندما طلبت منها الأمم المتحدة عمل توثيق – وتحليل نقدي – للمبادرات الأفريقية التي أدارها عنان أثناء فترة ولايته: “إن البيانات التي جمعها البحث أظهرت بوضوح أن كوفي عنان كان يؤيد أمرين: 1- المسؤولية العالمية للمساعدة في الحد من الأزمات التي حالت دون تنمية بلدان الجنوب، كتلك الواقعة في أفريقيا .. 2- تحول أفريقي نحو المعايير العالمية التي سوف تعزز جهود القارة في التنمية”.لقد عكس بحث الأستاذة ميكيل استخدامها للأساليب الأنثروبولوجية في فحص ديناميات ممارسات منظمة الأمم المتحدة، والحوارات بين الوكالات، ووضع السياسات، ومناقشات المنظمات غير الحكومية وتنفيذ السياسات على القضايا الأفريقية المتعلقة بحقوق الإنسان والفقر والصحة والسلام وحل المنازعات والحوكمة أثناء ولاية كوفي عنان. وبوجه عام، تناولت الدراسة مبادرات عنان في أربعة مجالات، هي: حقوق الإنسان الأفريقية، وحفظ/بناء السلام، والتنمية ومعدلات النمو، والحوكمة.وتوضح ميكيل قائلةً: “تُعتبر المناهج الأنثروبولوجية والنظم الإثنوغرافية والمقابلات أدوات مثالية لسبر أغوار عمليات المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة. وعادة ما يكون الأشخاص الذي يعملون داخل هذه المؤسسات على دراية بأنهم يفتقرون إلى معلومات هامة عن التفاعل الاجتماعي، وعلماء الأنثروبولوجيا هؤلاء يستطيعون مساعدتهم في اكتشاف هذه المعلومات، وكيفية تحليلها.وتضيف: “من كان يعتقد أن المخاوف الأفريقية المتعلقة ’بالنزعة الأفريقية‘ لكوفي عنان كانت ستشكل طرق الاستجابة إلى مبادرات الحوكمة الاقتصادية الخاصة به في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. ومن كان يعرف أن الصفات الهجينة في سكرتير عام ليس غربياً كانت ستصبح مثمرة للغاية إلى أن قامت القوى الغربية لمجموعة P5 (الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن) بتوبيخه بسبب إضعاف رغبتهم في تغيير نظام الحكم بالعراق”.وقد نجحت مناقشة الأستاذة ميكيل أيضاً في التطرق إلى نشاط عنان بعد مغادرته الأمم المتحدة ومدى تمزق الأمم المتحدة بعد غرقها في منافسات القوى سواء داخل مجموعة P5 فيما بينها، أو بين مجموعة P5 والبلدان الأفريقية القوية.وتقول ميكيل: “أكّد المشاركون (خلال بحثها) على أن فترة ولاية عنان لم تكن سهلة، إلا أنه بعد عام 2001، فإن منصبه كسكرتير عام للأمم المتحدة قد نقله في اتجاه فهم أكبر للحالة الأفريقية والتعاطف معها، تلك القضية التي كان يؤيدها بشدة خلال فترة ولايته الأولى”.وتعتبر الأستاذة ميكيل عالمة بارزة في الشؤون والدراسات الأفريقية، وقد تولت منصب مدير برنامج الدراسات الأفريقية في كلية إدموند أيه وولش للشؤون الدولية بجامعة جورجتاون (1996-2007)؛ وزميل أول في الدراسات الأفريقية بمجلس العلاقات الخارجية من 2000 – 2003. وقد ركّزت أبحاثها وكتاباتها على التحولات السياسية والاقتصادية في أفريقيا، وكذلك على النوع الاجتماعي وشؤون الأجناس وبناء السلام خلال عمليات التحول في قارة أفريقيا ، كما شاركت أيضاً في جلسة أسئلة وأجوبة حيوية مع الجمهور، والتي تألفت من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.ويقول مهران كامرافا مدير مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية: “إنه لشرف لنا أن نستضيف الأستاذة ميكيل – التي تُعتبر واحدة من أشهر العلماء في الشؤون والدراسات الأفريقية. وقد كان السكرتير العام كوفي عنان شخصية هامة، ويُسعد المركز التعرف بدرجة أكبر على تراثه وتحليل قراراته في هذا المنتدى الأكاديمي.