جامعة جورجتاون في قطر تطلق تخصص “التاريخ الدولي” الأول من نوعه في المنطقة

جامعة جورجتاون في قطر تطلق تخصص

أعلنت جامعة جورجتاون في قطر، التي تتخذ من المدينة التعليمية في الدوحة مقراً لها، رسمياً عن إطلاق تخصص جديد تحت اسم “التاريخ الدولي” ضمن إطار مبادرتها للتوسعة، ما يمثل إضافة قيّمة إلى المجموعة الحالية من التخصصات التي تدرسها الجامعة والتي تتضمن السياسة الدولية، الاقتصاد الدولي، والثقافة والسياسة.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور غيرد نونيمان، عميد كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر: “تفخر جامعة جورجتاون في واشنطن بتقديم واحد من أفضل برامج التاريخ الدولي في الولايات المتحدة، ويسعدنا أن نضع هذا التخصص المهم في متناول طلابنا الأعزاء بالمنطقة، في بادرة هي الأولى من نوعها حيث لم يسبق أن تم منح درجة جامعية في التاريخ الدولي من قبل. ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة ستتيح لنا لعب دور أكبر في مسيرة التنمية البشرية بالمنطقة ، وترسيخ مكانتنا الرائدة كجامعة بحثية يمثل الطالب صلب اهتمامها، مستندين إلى معرفتنا الواسعة وخبرتنا الغنية، واهتمامنا الإقليمي والعالمي، والتزامنا بنهج التدريس القائم على التطبيق العملي”.

وفي هذا السياق، تم تعيين مجموعة من الأساتذة الجدد ضمن الهيئة التدريسية في الجامعة من أجل تدريس التخصص الجديد، ومن بينهم أربع أساتذة تلقوا تدريبهم في نخبة من أرقى الجامعات في العالم بما في ذلك ، جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، جامعة هارفارد، جامعة تورنتو وجامعة كاليفورنيا.

من جانبها، قالت الدكتورة كارين فالتر، التي تدرس التاريخ وتشغل أيضاً منصب رئيس قسم التاريخ الدولي بجامعة جورجتاون في قطر: “أصبح لدينا اليوم أساتذة تاريخ من جنسيات وثقافات مختلفة، فهناك أستاذ من أفريقيا، وآخر من منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن متخصص في الشؤون الإسلامية بمنطقة جنوب آسيا، وأستاذ متخصص في الشؤون الصينية. ولا شك بأن هذه المناطق الجغرافية المختلفة التي يمثلها أساتذتنا الجدد تشكل نقاط اهتمام جديدة يرغب طلابنا في الدوحة بالتعرف عليها أكثر. ونسعى من خلال التخصص الجديد إلى تعميق معرفة وفهم طلابنا لهذه المناطق من النواحي السياسية والاقتصادية والتاريخية”.

وتجدر الإشارة إلى أن السنة الدراسية الحالية تضم أكبر عدد من الطلاب حتى اليوم بإجمالي يبلغ 248 طالباً يمثلون 44 جنسية مختلفة، حيث يدرسون منهاجاً جامعياً فريداً يقوم على المعرفة العامة ويمتد لأربع سنوات. وتابعت الدكتورة فالتر: “في ظل التنوع الثقافي الغني سواء هنا في الحرم الجامعي أو على مستوى المنطقة، يزداد التركيز اليوم على دراسة وفهم ماهية الترابط الذي تكون بين الدول على مر الزمان. وعلى وجه التحديد، هناك اهتمام أكبر بفهم مراحل تطور دور دولة قطر على الساحة العالمية والعوامل التي ساعدتها في الوصول إلى هذه المكانة المتميزة التي تتمتع بها اليوم”.

وعلاوة على كون التخصص الجديد يوفر فرصة فريدة لطلاب جورجتاون من مختلف أنحاء المنطقة للحصول على درجة جامعية في التاريخ الدولي، تتبع الجامعة أيضاً منهجاً مبتكراً في تدريس مواد التاريخ بطريقة تختلف عن باقي الجامعات في المنطقة. وأضافت الدكتورة فالتر: “بالتأكيد لا بد للطلاب من معرفة التسلسل الزمني للأحداث، وهذه هي الطريقة المعهودة في تدريس التاريخ، إلا أنني اٌذكر طلابي دائماً بمسألة السرد، فليس كل المؤرخين كتابٌ موضوعيون فيما ينقلوه عن حقيقة تاريخية معينة. فدائماً ما تعاد صياغة التاريخ وخاصة في أوقات التقلبات وعدم الاستقرار. ومن خلال حث الطلاب على إعادة التفكير في الحقائق التاريخية، فإننا نفسح المجال أمامهم ليكونوا قادرين في يوم ما على كتابة تاريخهم بأنفسهم لا أن ينتظروا غيرهم ليكتبه عنهم”.

وأشار الدكتور نونيمان إلى أن الحصول على مهنة مؤرخ في المستقبل ليست هي الغاية الأسمى من هذه الدرجة الجديدة، وقال “يعد التاريخ أحد التخصصات التي تدرب الطلاب جيدًا على المهارات التحليلية. فأخصائيو التاريخ الدولي القادمون من حرمنا الجامعي الرئيسي في العاصمة واشنطن يعتبرون من بين الأفضل على المستوى الوظيفي نظرًا لأنهم أصبحوا كتابًا وقراءً متمرسين. كما أن الطالب المتخرج يمكنه الالتحاق بكلية الطب أو القانون، فضلاً عن تمتعه بمهارات متميزة جدًا تؤهله للنجاح في الدراسات العليا وسوق العمل”.

وتتضمن مسيرة التوسع التي تشهدها جامعة جورجتاون في قطر حالياً درجة جديدة كلياً في الإعلام والسياسة، تُقدم بالشراكة مع جامعة نورث ويسترن في قطر، إضافة إلى فريق تدريس أكبر لاستيعاب الزيادة في أعداد الطلاب الجدد. ومن المقرر انضمام 15 أكاديميًا جديدًا إلى جامعة جورجتاون في قطر، من بينهم أساتذة من مختلف التخصصات، بما في ذلك الاقتصاد واللغويات التطبيقية، واللغة الإنجليزية، والآداب والثقافة، والأدب العالمي، واللغة العربية.